بعد تحرير القائم ودير الزور..هل ستشهد البوكمال نهاية داعش؟

بعد تحرير القائم ودير الزور..هل ستشهد البوكمال نهاية داعش؟
الإثنين ٠٦ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠١:٥٢ بتوقيت غرينتش

ليست سهلة أبدًا على "داعش" ولا على داعميه الدوليين والاقليميين خسارة دير الزور ومحيطها، كما أنها ليست بسيطة تلك الأهمية التي اكتسبتها من تحريرها بالكامل معركة ُالجيش العربي السوري وحلفائه في محور المقاومة، وهذه المعركة تُعتبر نقطة مفصلية في مسار الحرب على سوريا، وربما تكون ايضا نقطة مفصلية في مسار الحرب الإرهابية التي فرضها الاميركيون وأذنابهم على سوريا والعراق واليمن ولبنان، خصوصا إذا ما أضفنا إليها، الانتصار في معركة غرب الأنبار على الفرات حتى القائم على الحدود مع سوريا.

العالم - مقالات 

في نظرة ميدانية وعسكرية واستراتيجية لخارطة ما تبقى من تواجد لـ"داعش" ما بين العراق وسوريا بعد تحرير دير الزور والقائم، يمكننا تحديد مناورة التنظيم الإرهابي وداعميه على الشكل التالي:

في العراق

– بعد تحرير كامل أماكن سيطرة "داعش" جنوب الفرات ما بين راوة والقائم، توزع الفارون من إرهابييه ما بين البوكمال في سوريا وجنوب نينوى في العراق، وبالرغم من أن المنطقة الأخيرة في العراق هي ذات مساحة واسعة نسبيا، ولكنها ساقطة عسكريا كونها مكشوفة ولا يمكن لـ"داعش" ان يناور فيها، خاصة في ظل هذه الفعالية الجوية والبرية للجيش العراقي، وفي ظل هذه القدرة اللافتة للوحدات العراقية المشتركة ولوحدات الحشد الشعبي، والذي يظهر مقاتلوه وقادته قدرات عسكرية وميدانية لافتة في القتال وفي التمدد وفي الثبات في الميدان.

– لا يبدو ان هناك عراقيل دولية أو إقليمية لتأخير أو عرقلة استكمال سيطرة الدولة العراقية على ما تبقى من نقاط لـ"داعش" في العراق، والتي انحصرت كما ذكرنا اعلاه بجنوب نينوى حتى التخوم الشمالية للفرات في المحافظة الحدودية مع سوريا، وحتى لو وُجدت هذه العراقيل، فهي ستكون محدودة أمام إصرار الدولة العراقية والحشد الشعبي لاستكمال تحرير ارض العراق من "داعش".

في سوريا

بعد تحرير دير الزور بالكامل، وبعد التقدم الثابت للجيش العربي السوري وحلفائه في محور المقاومة جنوب الميادين وشرق المحطة الثانية (ت 2) في البادية، يمكن تحديد الموقف العسكري والميداني على الشكل التالي:

سوريا: انحصرت عناصر "داعش" في وادي الفرات بين البوكمال والقريا والعشارة جنوب الميادين.

– انحصرت عناصر داعش في وادي الفرات بين البوكمال والقريا والعشارة جنوب الميادين، بالاضافة إلى تواجد ليس بسيطا شرق المحطة الثانية في البادية، وايضا بالاضافة لتواجد واسع جغرافيا ولكن ضعيف عسكريا شرق الفرات حتى الحدود مع العراق، في منطقة يحدّها حقل التنك جنوب غرب، ويحدها شمالا الخط الممتد من مخفر تل صفوك على الحدود مع العراق جنوب سنجار حتى موقع السبخة جنوب الشدادي.

– صحيح ان عناصر "داعش" المتجمعة ما بين البوكمال والعشارة، او التي هي بمواجهة المحطة الثانية، هي من العناصر الاشرس، والتي ستقاتل حتما بعنف بعد ان تقطعت بها السبل وبعد ان فقدت اية امكانية للفرار، ولكن تبقى مناورتها محصورة ومقيدة ميدانيا، وستكون فريسة سهلة للوسائط الصاروخية الاستراتيجية الروسية، وللاستهدافات الجوية السورية والروسية الدقيقة والفعالة، كما ان جهود وحدات الاختراق والصدم في الجيش العربي السوري وفي وحدات حلفائه ستكون جاهزة بالكامل لمهاجمتها وتدميرها.

– من الناحية الميدانية والعسكرية، لا يبدو ان هناك امكانية لعناصر "داعش" فيما تبقى من انتشار لها في سوريا، ان تدافع بطريقة متماسكة، وهي ستخسر حتما معركتها، ولكن تبقى المناورة الاميركية التي قد تذهب – كما عادتها – لمسابقة الجيش العربي السوري عبر قوات سوريا الديمقراطية للفوز بنقاط تواجد "داعش" وخاصة في البوكمال.

هذه المناورة الاميركية قد تكون ممكنة من الناحية النظرية، فيما لو حصلت من ضمن عملية تسلم وتسليم بين "داعش" وقسد برعاية وحدات التحالف، كما حدث في الرقة وفي جنوبها وفي اغلب مواقع "داعش" شرق دير الزور، حتى حقول العمر والتنك ضمنا، الامر الذي قد يعقد المشهد الدولي والاستراتيجي في ظل التوتر الروسي – الاميركي حاليا، على خلفية الاتهامات الدولية للجيش العربي السوري بموضوع كيماوي خان شيخون، والموقف الروسي الصارم في دحض ومواجهة تلك الاتهامات بالمستندات العلمية والاستعلامية.

خريطة توضح اقتراب العمليات من منطقة البوكمال على الحدود السورية – العراقية

وأخيرًا… لا شك ان معركة تحرير البوكمال – والتي هي قادمة قريبا لا محال – ستكون حاسمة لناحية القضاء على آخر موقع لـ"داعش" بين سوريا والعراق ميدانيا، وبمعزل عن المناورة الاميركية لناحية محاولة زج ودفع ” قسد ” ( قوات سوريا الديمقراطية في المدينة السورية الحدودية مع العراق، فان الجيش العربي السوري وحلفاءه في محور المقاومة، والجيش العراقي ووحداته الامنية وقوات الحشد الشعبي، سيكون لهم جميعا شرف الانتصار على رعاة الارهاب الدوليين والاقليميين وعلى ادواته الارهابية كـ"داعش" والنصرة وغيرها، وسيكون في سوريا وفي العراق بعد تحرير البوكمال يوم آخر، مليء بالامل والانتصارات والتحرير، بفضل كوكبة كبيرة من شهدائهم الابطال الذين زرعوا بدمائهم هذا الانتصار وهذا الامل.

شارل ابي نادر / العهد

109-1