من صدام إلى بن سلمان... كيف تتخلص من معارضيك؟

من صدام إلى بن سلمان... كيف تتخلص من معارضيك؟
الثلاثاء ٠٧ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

شرع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في تنفيذ حملة تطهير للتخلص من خصوم سياسيين قد يعرقلونه مستقبلاً عن الانفراد بحكم المملكة رسمياً، حيث أمر بتوقيف 11 أميراً و4 وزراء حاليين وعشراتٍ من الوزراء السابقين.

العالم - منوعات 

وكان فندق ريتز-كارلتون الرياض قد أُخلِيَ يوم السبت، وسط شائعاتٍ بأنَّه قد يُستَخدَم لإقامة أفراد الأسرة المالكة الذين جرى اعتقالهم.

وأُغلِقَ مطار الطائرات الخاصة، وسط تكهُّناتٍ بأنَّ ولي العهد يسعى لمنع رجال الأعمال الأغنياء من الهروب قبل القيام بمزيدٍ من الاعتقالات.

ويبدو أن بن سلمان لم يبذل جهداً كبيراً في وضع خطة للاستيلاء على السلطة، بعيداً عن مؤامرات القرون الوسطى والديكتاتوريات العربية لإقصاء المعارضين والانفراد بالسلطة، والتي نستعرض بعضها فيما يلي:

1- أجاثوكل الصقلي: قتل كل أعضاء مجلس الشيوخ

في كتابه "الأمير"، يذكر ميكافيلي قصة أجاثوكل اليوناني، ابن صانع الفخار الذي أصبح ملكاً على صقلية من عام 289 إلى 317 ق.م. بفضل دهائه وخداعه، فبعد تدرُّجه في صفوف الجيش سريعاً، قرر من نفسه أن يصبح أميراً على سراكوزا بالقوة.

اتفق أجاثوكل مع صديقه هاميلكار القرطاجني، ثم استدعى مجلس الشيوخ في سراكوزا، ليشاورهم في أمر من أمور الجمهورية، ليأمر حينها باغتيال جميع أعضاء مجلس الشيوخ، وجميع من حضر الاجتماع من علية القوم والأعيان، ثم نصّب نفسه أميراً بعد قتلهم دون أي عصيان مدني.

ورغم أنه تعرض للغزو والحصار مرتين من جيوش قرطاجنة، فإنه استطاع الدفاع عن المدينة؛ بل وغزا بجيشه بلاداً في شمال إفريقيا؛ ليعود منها بجنود ليرفع الحصار عن سراكوزا.


نيكولو مكيافيلي، مؤلف كتاب الأمير
 

2- أولفرتو دافرمو: اليتيم الذي أعدم خاله

نشأ الطفل الصغير أوفلرتو دافرمو، والمولود في عام 1475 ميلادياً، بمدينة فرمو الإيطالية، في كنف خاله جيوفاني فوجلياني الذي رعاه ورباه ثم أرسله لعمل في ريعان شبابه، كجندي ضمن قوات "باولو فيتلي". وبعد وفاة باولو، ترقى أولفرتو خلال فترة قصيرة، إلا أنه كره من داخله العمل تحت إمرة أحد؛ ولذلك قرر الحصول على الزعامة وحده.

وبحسب ميكافيللي، بعدما قضى أولفرتو وقتاً طويلاً في حياة الجندية، قرر الرجوع إلى مدينته فرمو، ودعا خاله إلى أن يجتمع علية القوم من أجل الترحاب بأولفرتو، الذي نزل المدينة بصحبة 100 فارس من أتباعه.

وما إن جلس الحضور إلى مأدبة العشاء وشرعوا في الحديث، اندفع إليهم جنود أولفرتو من أماكن اختبائهم، ليقتلوا الجميع، بما في ذلك خال أولفرتو الذي رباه عندما كان يتيماً!

بعد المذبحة، توجه أولفرتو مع جنوده إلى قصر الحاكم وحاصره، وأجبره على تكوين حكومة نصّب نفسه أميراً عليها، لكن بعد عامٍ واحد استطاع قيصر "بورجيا" أن يقبض على أولفرتو وإعدامه في عام 1520.

3- نابليون بونابرت: انقلاب تشرين

عقب عودته من مصر عام 1799، لم يلبث نابليون كثيراً حتى توجه إلى باريس يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول، ليجدها غارقة في الاضطراب السياسي والفوضى الإدارية.

تم نقل الجمعية التشريعية إلى مدينة سان كلود، في حين تم تعيين نابليون قائداً لحامية باريس، ولاقى هذا الإجراء معارضة شديدة من مجلس الخمسمائة؛ الأمر الذي دفع نابليون إلى دخول المجلس وألقى خطاباً استفزازياً.

أثار الخطاب غضب النواب الذين ثاروا في وجه نابليون، الذي لم ينجُ بفعلته لولا شقيقه لوسيان، رئيس مجلس الخمسمائة، الذي أقنع الجنود الذين يحمون المجلس بإخلاص نابليون لفرنسا، فدخل الجنود إلى داخل المجلس واعتقلوا النواب المعارضين.

ولإعطاء الانقلاب صفة شرعية، فقد وضع في عام 1799 دستوراً جديداً لفرنسا نص على وضع السلطة التنفيذية بين 3 قناصل يتم انتخابهم، وكان من بينهم بونابرت.

4- محمد علي: مذبحة المماليك

تعد هذه القصة هي الأبرز في تراثنا العربي، في سياق التخلص من المعارضين السياسيين، وتشتهر هذه الواقعة باسم مذبحة القلعة أو المماليك، والتي قام فيها محمد علي باشا، حاكم مصر، بالتخلص من إعدائه المماليك يوم 1 مارس/آذار عام 1811م.

بدأت الواقعة عندما خطط محمد علي لإرسال قوات عسكرية للتخلص من الحركة الوهابية في نجد بالجزيرة العربية؛ لذلك دعا محمد علي زعماء المماليك إلى القلعة بحجة التشاور معهم وتكريم الجيش الذاهب للحملة.

وفي يوم الحفل، جاء المماليك بزينتهم كاملةً، وبعد أن انتهى الحفل، دعاهم محمد علي كي يمشوا في موكب الجيش الخارج للحرب الذي تقدمته مجموعة من الأحصنة يقودها محمد علي بقيادة ابنه إبراهيم بك، طلب محمد علي من المماليك أن يسيروا في صفوف الجيش، وفي هذه اللحظة خرج الجيش من باب القلعة وأُغلقت الأبواب، ليتم قتل نحو 500 من رؤوس المماليك وأعيانهم.

5- أنور السادات: ثورة التصحيح

ثورة التصحيح، هو مصطلح أُطلق على عملية إزاحته الناصريين من مراكز السلطة بمصر على يد الرئيس المصري أنور السادات في عام 1971 عقب توليه السلطة عام 1970.

وجاءت ثورة التصحيح للتخلص من سطوة رجال الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، والذين كانوا يحيطون السادات ويقيدون حركته، ومن أشهرهم علي صبرى نائب رئيس الجمهورية، وشعراوي جمعة وزير الداخلية، ومحمد فايق وزير الإعلام، ومحمد لبيب شقير رئيس البرلمان، وسامي شرف سكرتير رئيس الجمهورية.

وكان أحد ضباط الشرطة يعمل بإدارة الرقابة على الهاتف في وزارة الداخلية، أبلغ السادات بمؤامرة يتم التخطيط لها للتخلص منه، وعلى أثر هذا أقال السادات وزير الداخلية، وقبول استقالة 5 وزراء تقدموا بالاستقالة اعتراضاً على خطوة السادات، كان من أبرزهم وزيرا الدفاع والإعلام.

ألقى السادات حينها خطاباً تاريخياً، أعلن فيه اعتقال من أُطلق عليهم "مراكز القوى"، وسرد تفاصيل المؤامرة التى تعرض لها، ومحاولة الوزراء المستقيلين إحداث فراغ سياسى في البلاد، وقيام أعوانهم بالتجسس عليه لإحراجه والتطاول عليه، وأنه ألقى القبض عليهم داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون.

6- صدام حسين: مجزرة قاعة الخلد

 

مجزرة وقعت في يوليو/تموز عام 1979، على يد الديكتاتور العراقي المقبور صدام حسين، والتي كانت عبارة عن عملية قتل وإعدام لقيادات الحزب.

بدأت القصة، عندما تولى صدام حسين السلطة بعد استقالة الرئيس العراقي الأسبق، أحمد حسن البكر، في تموز/يوليو 1979. وفي اليوم الثاني والعشرين، دعا كوادر الحزب البعثي إلى اجتماع عاجل.

سارعت الكوادر إلى قاعة الاجتماعات، من دون أن يكون لديها علم مسبق بسبب الدعوة.

اعتلى صدام المنصة الرئيسية، وأعلن اكتشاف مؤامرة ضد النظام، يقودها عدنان حسن الحمداني، وغانم عبد الجليل، ومحمد عايش، ومحمد محجوب، وآخرون، ليقوم الحاضرون الذين تم نداء اسمهم، بالخروج من القاعة عقب ترديدهم لشعار الحزب "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، كما أمرهم صدام حسين؛ ومن ثم تم قتلهم فوراً خارج قاعة الاجتماع.

أصدر مجلس قيادة الثورة في 29 يوليو/تموز 1979، قراراً بتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة المتآمرين، وفي يوم 7 أغسطس/آب 1979، عقدت المحكمة جلساتها بخصوص محاكمة 68 شخصاً، وأصدرت أحكامها بإعدام 22 وبسجن 33 وببراءة 13 متهماً، ونفذت أحكام الإعدام يوم 8 أغسطس/آب، من دون أن يكون للمتهمين حق الدفاع أو استئناف الأحكام.

7- أدولف هتلر: ليلة السكاكين الطويلة

هي عملية أطلقها الزعيم النازي أدولف هتلر ما بين 30 يونيو/حزيران و2 يوليو/تموز عام 1934، لإحكام سيطرته على ألمانيا، من خلال القضاء على خصومه في فرقتي "كتيبة العاصفة" و"القمصان البنية" الشبة عسكرية.

وكان سبب العملية، هو رؤية هتلر استقلالية كتائب العاصفة التي كان يبلغ أعضاؤها في ذلك الوقت 3،5 مليون تحت قيادة إرنست روهم، وقيامهم بأعمال عنف في الشوارع، مما شكل تهديداً لسلطات هتلر التي اكتسبها حديثاً آنذاك، بجانب حديث روهم عن ثورة ثانية لتوزيع الثروة.

أطلق هتلر عملية السكاكين الطويلة في يوم 30 يونيو، حيث أعدم العديد من القادة السياسيين، الذين بلغ عددهم نحو 85 شخصاً، بجانب اعتقال آلاف المعارضين، كما سافر هتلر إلى ميونيخ لإلقاء القبض بنفسه على روهم الذي تم إعدامه في 2 يوليو/تموز.

المصدر : هاف بوست 

120