الروس شمال حمص .. تحضيرات لمصالحة شاملة

الروس شمال حمص .. تحضيرات لمصالحة شاملة
الأربعاء ٠٨ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

شهدَ مساءَ أمسِ اجتماعاً مُغلقاً بين ممثّلينَ عن الجانبِ الروسي – مطار حميميم واللّجنة العسكريّة المُنبثقِة عن هيئةِ التفاوضِ العُليا للمسلّحين في ريفِ حماة الجنوبيّ وريفِ حمص الشّمالي، الاجتماعُ كانَ بالقربِ من قريةِ الدارِ الكبيرةِ شمالَ حمصَ 9 كم، والواقعةِ تحتَ سيطرةِ الجماعاتِ المسلّحة.

العالم - سوريا

 وقد عَمِلَت اللّجنةُ المحسوبة على المسلّحين على تسليمِ الروس وثيقة عملٍ تنصُّ على إعادةِ تجديدِ الممرّاتِ الإنسانيّة المُتّفقِ عليها سابقاً، وإدخالِ مساعداتٍ غذائيّةٍ، ومشروع وقف إطلاقِ نارٍ شاملٍ في المنطقة.

وبحسبِ معلوماتٍ خاصّةٍ لـ”آسيا” فإنَّ الجانبَ الروسيّ استلمَ ورقةَ المَطالبِ وسيعملُ على الاطّلاعِ عليها وتفنيدِها قبلَ أنْ يردَّ عليها في اجتماعٍ سيُعقَدُ يومَ السبتِ القادم، وأصرّ المسلّحونَ على ملفِّ المُعتقَلين والمفقودين، وبحسبِ مصادِرة مُعارِضة فإنَّ المسلّحين أكّدوا خلالَ الاجتماعِ على طلبهم لـ12 ألفِ مُعتقل، وهو ما رفضهُ الروس على اعتبار أنّه رقماً مُبالَغاً بهِ جدّاً، وأنّ الحكومة السوريّة تقول إنَّ عددَ المُعتقلين لديها لا يتجاوز الألف.

مصدرٌ مُطّلعٌ أكّدَ لـ”آسيا” أنَّ المُسلّحين يُزيدونَ الشّروطَ ويرفعونَ سقف المطالِب في كلِ اجتماع، مُحاولةً منهم لجني أكبر كمٍّ منَ المكاسب، ولتحاشي أيّة عمليّةٍ عسكريّةٍ للجيش السوري ولو كانت محدودةً على مشارفِ المنطقة، ويُشارُ إلى أنَّ مناطقَ ريف حمصَ الشّماليّ دخلت ضمنَ مناطقِ تخفيفِ التصعيدِ التي انبثقت عن اجتماعاتِ أستانة السّابقة.

ويُشارُ إلى أنَّ المِنطقةَ ترنّحت مِراراً خلالَ السنواتِ الماضية بين عملٍ عسكريٍّ وبوادِر مُصالحةٍ كانت قريبةً عقبَ تنفيذِ اتّفاقيّةِ الوعر وإتمامها في أيّار الماضي، المساعي لم تُتكلّل حتّى الآن، ويعودُ الأمرُ لتعدّد المرجعيّات والجهات والفصائل المُسلّحة المُسيطِرة على المِنطقة، والتي يبلغ تعدادها 23 فصيلاً مُسلّحاً، يُسيطرونَ على الرستن وتلبيسة وسهل الحولة وعقرب وتلدو وتلذهب وبقيّة قُرى المِنطقة الواقعة على طريقِ حمصَ – حماة الدوليّ، وهو شريانٌ حيويٌّ وسط البلاد، وتكمنُ أهميّةُ استعادتِهِ مِن قِبَلِ الحكومةِ لناحيةِ ربطِ حمصَ وحماةَ مُباشرةً، والاستغناءِ عن الطُّرقِ الفرعيّة بين المدينتين والتي جعلتهما رغم قربهِما من بعض متباعدتين، علماً أنَّ المسافةَ بين المدينتين أقلّ من 40 كم.

وكانَ المسلّحون قد سيطروا على المِنطقةِ في عام 2012 وحتّى اليوم، وقد شَهِدَت بعضُ هذه القُرى مَجازرَ عدّة، ارتكبها المسلّحونَ آنذاك، وأبرزُها مَجزرة الحَولة التي سَبِقَت جلسة مجلس الأمن لإقرارِ عقوباتٍ ضدّ سورية، ربيع 2012، لتخرُجَ المِنطقةُ لاحقاً عن السّيطرةِ بشكلٍ كامل، وكانَ الجيشُ قد خاضَ معاركَ عدّة في المِنطقة، ونجحَ في تمتينِ طوقهِ جنوبَ تلبيسةَ وعزلِها عن مدينةِ حمصَ، واسترجعَ خلالَ العامِ الماضي فرية جرجيسة، وحاصرَ قرية حربنفسه.
 

109-4

تصنيف :