كيف تؤدي أبو ظبي دورا خفيا من أجل بسط نفوذها بالمنطقة؟

 كيف تؤدي أبو ظبي دورا خفيا من أجل بسط نفوذها بالمنطقة؟
الإثنين ١٣ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى دور الإمارات العربية المتحدة الخفي في منطقة الشرق الأوسط، حيث تورطت أبو ظبي في  العديد من الحروب الخارجية من خلال جيشها المكون من مجموعة من المرتزقة الأجانب؛ بهدف بسط نفوذها في كامل المنطقة.

العالم - مقالات وتحليلات

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإمارات العربية المتحدة تضطلع بدور خفي في منطقة الشرق الأوسط من أجل إثبات وجودها. وقد شاركت الإمارات عن طريق جيشها القوي وثلة من المرتزقة الأجانب في أغلب حروب الشرق الأوسط؛ على غرار الحرب ضد تنظيم داعش  والحرب اليمنية، علاوة على الحرب الليبية.

وأكدت الصحيفة أن إمارة أبو ظبي تتولى مسؤولية رسم الخطوط العريضة للسياسة الخارجية للدولة. وفي هذا السياق، أورد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور محمد قرقاش، أن "الإمارات تضع في صدارة أولوياتها إيجاد حل للخروج من حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، وإنهاء معاناة المدنيين في سوريا وبقية الدول التي تدور فيها الحروب، فضلا عن حماية العالم العربي من التدخل الإيراني والتركي" حسب زعمه.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات تسعى إلى تخليص منطقة الشرق الأوسط من التطرف. وفي سبيل ذلك، عمدت إلى تعزيز قوتها العسكرية. وقد باتت الإمارات في السنوات الماضية من أكبر موردي الأسلحة في العالم، حيث تسخر 6.7 بالمائة من الناتج الإجمالي لشراء التجهيزات العسكرية.

وأوضحت الصحيفة أن الإمارات لا تكرس جهودها من أجل تطوير قدراتها العسكرية فحسب، بل تنفق هذه الدولة أموالا طائلة بهدف كسب ود الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية. وتتجلى العلاقات الوطيدة بين واشنطن وأبو ظبي من خلال شبكة العلاقات الواسعة التي يتمتع بها السفير الإماراتي في الولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العتيبة. وخلال عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، تمكن العتيبة من التقرب أكثر من صناع القرار الأمريكيين، وخاصة صهره، جاريد كوشنر.

وأضافت الصحيفة أنه منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في سنة 2011، تخلت الإمارات العربية المتحدة عن سياستها الخارجية والأمنية السلبية. في الأثناء، انتهج محمد بن زايد، ولي العهد الإماراتي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سياسة ذات طابع هجومي عدائي.

وفي هذا الإطار، ساهمت الإمارات العربية المتحدة في إسقاط الرئيس الليبي السابق، العقيد معمر القذافي، في حين ترى أبو ظبي أن الولايات المتحدة الأمريكية ارتكبت خطأ فادحا حين ساندت تنحية الرئيس المصري الأسبق،  محمد حسني مبارك. علاوة علي ذلك، أدت الإمارات دورا بارزا في إخماد الانتفاضة البحرينية.

وأوضحت الصحيفة أن ولي العهد الإماراتي تمكن من كسب ود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. عقب ذلك، خطط ابن زايد وابن سلمان للتدخل عسكريا في اليمن. وفي حين كثفت المملكة العربية السعودية من وتيرة غاراتها الجوية على شمال اليمن، نشرت  الإمارات قواتها البرية في جنوب البلاد.

وتابعت الصحيفة أن الإمارات كانت منشغلة خلال تدخلها العسكري في اليمن بمحاربة الحوثيين والقضاء على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. بالإضافة إلى ذلك، استأجرت الإمارات قاعدتين عسكريتين في إريتريا والصومال لدعم العمليات العسكرية في اليمن والقضاء على عمليات القرصنة والإرهابيين في القرن الإفريقي، فضلا عن تأمين الطرق  البحرية.

وذكرت الصحيفة أن مصر والإمارات تقفان في صف المشير، خليفة حفتر، فيما يتعلق بالصراع الليبي. ووفقا لتقارير الأمم المتحدة، كسرت مصر والإمارات قرار حظر الأسلحة المفروض على ليبيا وشنتا غارات جوية على عدة أهداف في البلاد بهدف القضاء على الجماعات المسلحة.

والجدير بالذكر أن مصر والإمارات ترغبان في منع إيران وقطر، حليفتي حركة حماس، من التدخل في الشأن الداخلي في قطاع غزة. وفي هذا الإطار، حثت مصر حماس على القبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة فتح، وتسليم إدارة القطاع للسلطة الفلسطينية.

وشددت الصحيفة على أن الإمارات العربية المتحدة تسعى بخطى حثيثة لاحتلال المراتب الأولى في شتى المجالات. ففي حين تضم دبي أعلى مبنى في العالم، برج خليفة الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 829.8 مترا، تحتضن إمارة أبو ظبي صندوق أبو ظبي للاستثمار، الذي يعد ثاني أكبر صندوق سيادي في العالم  بإجمالي أصول بلغت قرابة 875 مليار دولار.

112-2