ترامب يدافع عن صدق بوتين... ثمّ عن الاستخبارات الأميركية

ترامب يدافع عن صدق بوتين... ثمّ عن الاستخبارات الأميركية
الإثنين ١٣ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٦:٣٠ بتوقيت غرينتش

لا تلبث التصريحات المتبادلة بين "الوكالات الاستخبارية" ودونالد ترامب أن تهدأ حدّتها، حتى يطلق الأخير تغريدات جديدة تغيّر مجرى الأمور، وتشعل حرباً كلامية جديدة بينه وبين المسؤولين الاستخباريين في بلاده.

العالم - الاميركيتان

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، دعمه لوكالات الاستخبارات المركزية الأميركية، التي تشتبه في تدخّل موسكو في الانتخابات الرئاسية في بلاده عام 2016، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى صدق نفي نظيره الروسي فلاديمير بوتين لذلك. ورداً على سؤال حول نفي بوتين لأي تدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قال ترامب أمام صحافيين في هانوي: "أثق بوكالاتنا الاستخبارية".

وأضاف: "أعتقد بأن لديه شعوراً بأنه أو بلاده لم يتدخلا في الانتخابات، أما في ما يتعلق بما إذا كنت أصدقه أو لا فأنا مع وكالاتنا. أنا أثق بوكالاتنا الاستخبارية".

وحرص ترامب، أول من أمس، على تسليط الضوء على نفي بوتين الاتهامات الموجهة إلى روسيا بالتدخل في الانتخابات. وإثر لقاء بينهما، بدا كأنه يريد الإيحاء بأنه يعتقد فعلاً بأن بوتين صادق.

لكن قادة الاستخبارات الأميركية كانوا قد أبلغوا الكونغرس بأن روسيا حاولت، بالفعل، التأثير في حملة الرئاسة الأميركية لمصلحة ترامب، وهو موقف كرره السبت مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) مايك بومبيو. وبعدما ابتعد ترامب نسبياً عن شبكات التواصل الاجتماعي، منذ بدء جولته الآسيوية، أرسل سلسلة من التغريدات صباح أمس، قبل مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره الفيتنامي تران داي كوانغ تناولت أهم الملفات في الأيام الأخيرة. وكتب: "متى سيدرك كل الحاقدين والأغبياء أن العلاقة الجيدة مع روسيا هي أمر جيد وليس سيئاً"، مضيفاً أنهم "يمارسون دائماً ألاعيب سياسية ــ أمر سيئ لبلدنا".

وأثارت المحادثات بين ترامب وبوتين، تكهنات كثيرة على مدى يومين في مدينة دانانغ الساحلية، حيث كانا يشاركان في قمة منتدى دول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك). وبعد لقائه بوتين، أول من أمس، قال ترامب رداً على صحافي ذكره بأن 17 وكالة استخبارات أميركية أشارت، في كانون الثاني، الى وجود تدخل روسي في الانتخابات "يقولون 17 وكالة. إنها ثلاث، واحدة منها برينان والأخرى فلان. إنهم مباعون". وأضاف الرئيس الأميركي أن "هناك (المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون) برينان وهناك (رئيس أجهزة الاستخبارات الوطنية السابق جيمس) كلابر، وهناك (مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس) كومي". ورأى أن "كومي أثبت أنه كاذب ونظم التسريبات". ورداً على هذه التصريحات، صرّح برينان، أمس، بأن ترامب "يجب أن يخجل" من مهاجمته الاستخبارات. وقال لشبكة "سي ان ان"، في برنامج ظهر فيه مع كلابر: "نظراً إلى مصدر الانتقادات، أعتبر هذا النقد وسام شرف".

من جهة أخرى، أشاد ترامب بالتقدم الذي تحقق في الملف الكوري الشمالي. وقال إن "الرئيس الصيني شي جين بينغ قال إنه سيشدد العقوبات على (كوريا الشمالية)"، وذلك في تغريدة أخرى من فيتنام، المحطة ما قبل الأخيرة من جولته الآسيوية التي يختتمها في الفيليبين. وفي تغريدة جديدة، تناول الزعيم الكوري الشمالي بشكل مباشر. وقال: "لماذا يُقدم كيم جونغ أون على إهانتي من خلال نعتي بالعجوز، في حين أني لن أُشير إليه يوماً على أنه قصير وبدين؟". وأضاف: "حسناً، أنا أحاول جاهداً أن أكون صديقه وربما هذا قد يحدث يوماً ما!". وعند سؤاله عن هذه التغريدة خلال المؤتمر الصحافي في هانوي، أكد ترامب أن سعيه لكسب صداقة كيم لم يكن من باب المزاح، وقال: "هناك أمور غريبة تحصل في الحياة".

في سياق آخر، عرض ترامب، أمس، وساطته في الخلاف حول بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، بعد سنوات من البناء الصيني على جزر في المياه المتنازع عليها. وجازف بعرضه المفاجئ إقحام نفسه في الخلاف المستمر منذ عقود، بإثارة ردّ حاد من الصين، التي أكدت مراراً أن الولايات المتحدة لا دور لها في ما تصر على أنه سلسلة من الخلافات الثنائية. وقال ترامب للرئيس الفيتنامي تران داي كوانغ، "إن كان بإمكاني المساعدة في التوسط أو التحكيم، فرجاء أبلغوني بذلك، أنا وسيط جيد جداً".

وجاءت تعليقات ترامب قبل بدء الرئيس الصيني شي جين بينغ بدوره في هانوي زيارة دولة لفيتنام. ولاحقاً، أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة، أن الصين وفيتنام توصلتا إلى "توافق" حول إدارة التوترات بينهما في منطقة بحر الصين الجنوبي.

* الاخبار

108