خبراء: "اسرائيل" غير مستعدة لشن حرب بالوكالة لحساب السعوديين

خبراء:
الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٣:٤٧ بتوقيت غرينتش

تعزز مقابلة نادرة أجراها جنرال اسرائيلي مع إحدى وسائل الاعلام السعودية التكهنات بشأن قيام تحالف بين الكيان الاسرائيلي والمملكة في مواجهة ايران، لكن خبراء يشككون في احتمال ان ينجر الاحتلال الى حرب بالوكالة.

العالم - فلسطين

ولا تربط بين السعودية والكيان الاسرائيلي علاقات دبلوماسية، بل "عدو" مشترك هو ايران.

وتصاعد التوتر مؤخرا بين القوتين الكبيرتين في المنطقة ايران والسعودية، مع وجود تكهنات حول توافق سري بين السعودية والكيان الاسرائيلي حول امكانية القيام بتحرك ضد ايران او حزب الله، العدو اللدود الآخر لكيان الاحتلال.

في هذه الاجواء، لا يمكن تجاهل المقابلة النادرة التي أجراها مع رئيس الاركان الاسرائيلي غادي ايزنكوت موقع "ايلاف" الاعلامي الالكتروني الذي اسسه رجل اعمال سعودي ومقره في بريطانيا.

وقال ايزنكوت ان "اسرائيل مستعدة لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة وتبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة ايران"، مشيرا الى "توافق تام" بين "اسرائيل" والسعودية على ضرورة "وقف التهديد الايراني".

واشار الى ان المملكة "لم تكن يوما عدوة او قاتلتنا او قاتلناها"، معتبرا انه مع ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب "توجد فرصة لتحالف دولي جديد في المنطقة".

هدوء كاذب

وتغذي التكهنات حول تقارب اسرائيلي سعودي وجهات نظر منسوبة الى ترامب حول اعادة تموضع اقليمية تسهل الاتفاق "النهائي" الذي يريد الدفع باتجاهه بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

ويروج الكيان الاسرائيلي بنفسه لفكرة ان نفوذ ايران والوقائع الاقليمية الجديدة تؤذن بتحسن في علاقاتها مع دول عربية. وهو يشعر بالقلق من أن تقيم ايران في سوريا، جبهة جديدة بالقرب من حدود كيانه المحتل. كما يخشى تشكيل جبهة مقاومة من ايران ويمر عبر العراق وسوريا ولبنان وصولا الى المتوسط.

ويراقب الكيان الاسرائيلي من كثب ايضا خطوط الفصل مع لبنان وسوريا التي يقف وراءها حزب الله الذي يعتبره الكيان الصهيوني والسعودية والولايات المتحدة "منظمة ارهابية".

وقال اللفتنانت كولونيل العاد افراتي الذي يقود سرية تحرس 25 كيلومترا من الحدود، لوكالة فرانس برس ان "حزب الله موجود هنا، نراه ينشط ليل نهار".

واضاف ان "الهدوء النسبي كاذب (...) ففي الجانب الآخر يقوم حزب الله والجيش اللبناني بعمليات استطلاع لا تتوقف (...) هذا الهدوء النسبي يمكن ان ينهار في اي لحظة".

وبعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني، اتهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله السعودية بانها طلبت من الكيان الاسرائيلي ضرب لبنان.

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني متهما الرياض "من المشين والمزعج ان يطلب بلد مسلم في المنطقة ويترجى حتى النظام الصهيوني لقصف الشعب اللبناني".

ورد الجنرال ايزنكوت "لا توجد لدينا أي نية للمبادرة بهجوم على حزب الله في لبنان وإشعال حرب"، لكنه اضاف "لن نقبل ان يكون هناك تهديد استراتيجي على إسرائيل".

ويرى الخبراء ان الكيان الاسرائيلي لا يريد مواجهة جديدة، لكن المنطقة التي تشهد كل هذه الاضطرابات، تبقى رهينة اي خطأ.

وتحدث كريم بيطار من معهد الشؤون الدولية والاستراتيجية في باريس عن "تضافر عوامل مقلقة جدا". وقال ان "الاندفاع السعودي مدعوم من قبل رئيس اميركي مندفع بالقدر نفسه".

واكد جوشوا تايتلبوم من مركز بيغن-السادات الاسرائيلي للدراسات الاستراتيجية ان "المصالح (الاسرائيلية السعودية) متوافقة منذ فترة طويلة"، واضاف ان "اسرائيل لن تنجر الى حرب لحساب السعودية".

وكتب عاموس هاريل الخبير في شؤون الدفاع في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان الرياض راهنت مرتين في الماضي على قوة الضرب الاسرائيلية على امل شن هجوم على منشآت إيران النووية ومن ثم تنفيذ عملية تدخل ضد قوات النظام السوري.

واضاف "لقد خاب ظنها في المرتين". لكنه اقر بأنه بما ان كلا من الكيان الاسرائيلي وحزب الله "هما في أغلب الاحيان على بعد زلَّتين من الحرب" فإن اندلاع نزاع يبقى محتملاً في اي وقت.

 

المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية

108