نصائح غربية للحريري: للإنقلاب على السجّانين

نصائح غربية للحريري: للإنقلاب على السجّانين
الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧ - ١١:١٣ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة الديار الإلكترونية اللبنانية مقالاً بريشة هشام يحيی حول ما ينبغي علی سعد الحريري فعله و فيما يلي نصه:

العالم - لبنان

لم تنته قضية الرئيس سعد الحريري بعدُ سيما أنّ ما جرى من إعتداءات سعودية بحق الرئيس سعد الحريري والشعب اللبناني وسيادة وحرية وإستقلال لبنان، لا تزال تتفاعل في أروقة عواصم القرار التي تتعاطى مع ما جرى على أنّه لا يجوز أن يمرّ مرور الكرام كونَه يشكّل إنتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية التي ترعى العلاقات بين الدول.
وبحسب مصادر دبلوماسية غربية واسعة الإطلاع: إنّ مسألة إحتجاز الرئيس سعد الحريري من قِبل السلطات السعودية وإجباره تحت الضغط والتهديد والوعيد على تقديم إستقالته بات حقيقة واضحة ناصعة تؤكد عليها بشكل جازم كافة التقارير الإستخباراتية والدبلوماسية الغربية وهذا ما يؤكد بأنّ قضية الرئيس سعد الحريري لن تنتهي بمجرد وصوله إلى باريس مع زوجته.

في هذا السياق تؤكد المصادرعينها بأنّ هناك نصائح ديبلوماسية أتت من قِبل دولة أوروبية غربية كبرى وصلت عبر أكثر من قناة إلى الرئيس سعد الحريري فور خروجه من قبضة الأمن السعودي وهذه النصائح للرئيس الحريري تضمّنت الدعوة له بعدم الإنصياع لآخر التهديدات السعودية التي سمعها قبل مغادرته من السعودية وذلك خلال اللقاء الأخير الذي جمعه بأحد أبرز القيادات السعودية الذي وجّه التحذيرات وهدّد وتوعّد الرئيس الحريري بأسوأ العواقب الوخيمة فيما لو خرج عن طوع المملكة العربية السعودية.
المصادر أكدت بأنّ النصائح التي تلقاها الرئيس الحريري تضمّنت أيضاً دعوة صريحة وواضحة للرئيس سعد الحريري للإنقلاب على السجانين السعوديين الذين عن سابق إصرار وتصميم وتخطيط  إعتدوا على حريته وكرامته مع تأكيد تلك المراجع الدولية  للرئيس الحريري بأنّ إنقلابه على السجانين  وإنتصاره لكرامته وكرامة لبنان سيكون مدعوماً من كافة القوى الكبرى التي ستتحرك فور إعلان الرئيس سعد الحريري حقيقة ما جرى معه في الرياض من أجل ضمان حريته وحرية عائلته بالإضافة إلى حمايته وحماية كل أفراد أسرته. هذا بالإضافة إلى أنّ المجتمع الدولي لن يترك حقوق الرئيس سعد الحريري المتمثلة بأمواله وأعماله وممتلكاته في السعودية فريسةً للأعمال الإنتقامية من قِبل القيادة السعودية.
المصادر أوضحت بأنّ هذه النصائح الغربية من قِبل دولة أوروبية كبرى للرئيس الحريري تضمّنت أيضاً التأكيد له بأنّ من تجرّأ وقام بالإعتداء على حريته وكرامته وقام بتهديده وتهديد عائلته لن يتردّد على تكرار فعلته وأيضاً من قام بإعتقال أقرب المقربين له وأولاد عمه من أفراد العائلة المالكة وتعرض لهم بأشدّ الإنتهاكات والتي وصلت إلى حدّ ممارسة أبشع أنواع التعذيب في الفندق الذي يحتجزهم به ومصادرة أملاكهم وأموالهم لن يتورع أن يقوم بهذه الأفعال وأكثر منها بحق الرئيس سعد الحريري وعائلته في المستقبل.
وتضمّنت هذه النصائح بأنّ على الرئيس الحريري أن يأخذ بعين الإعتبار بأنّ الفرصة الذهبية المتاحة له اليوم للإنقلاب على السجانين والتي ستجعله زعيماً وطنياً عابراً لكل الطوائف في لبنان والذي سيسجّله التاريخ كرجل عظيم في لبنان لن تتكرر أبداً مع التأكيد بأنّ الظروف الموجودة في لبنان والمناخات الدولية المؤاتية التي ساهمت في الإسراع بالتخفيف أولاً لظروف الإعتقال القاسية التي خضع لها في بداية إحتجازه كما ساهمت لاحقاً في الدفع بإتجاه التحرك المحلي الوطني والدولي الفاعل وعلى أعلى المستويات من أجل الضغط بكافة الوسائل على القيادة السعودية للسماح له بمغادرة أراضي المملكة العربية السعودية قد لا يكون متوافراً في مراحل لاحقة قد يتعرض فيها لإعتقال تعسفي جديد على أيدي المملكة العربية السعودية أو ما يدور في فلكها من دول ومنظمات.
المصادر ختمت بالقول بأنّه سواءً قرّر الرئيس سعد الحريري الإنقلاب على سجانيه أو لم يتجرّأ على تحدي القيادة السعودية فأنّ قضية إعتداء القيادة السعودية على حرية وكرامة رئيس حكومة شرعي ستبقى تتفاعل في عواصم القرار التي تعتبر بأنّ هذا الإعتداء قد دلّ على مدى إستخفاف القيادة الشابة في السعودية بالقوانين والمواثيق الدولية التي تصف الفعل الذي إرتكبته هذه القيادة السعودية بأنّه جريمة لا يجوز أبداً التغاضي عنها وتمريرها دون مساءلة أو محاسبة كما أنّ عواصم القرار تعتبر بأنّ ما جرى مع الرئيس الحريري من تقييد لحريته وتهديد له ولعائلته ومن ثم إجباره على تقديم إستقالته تحت ضغط التهديد والوعيد وإخضاعه لمعاملة مهينه أنّما يدلّ أيضاً على طيش وعدم نضج هذه القيادة السعودية الشابة التي تقود المملكة العربية السعودية ومن ورائها المنطقة نحو الخراب الذي يزعزع الأمن والإستقرار الدوليين وذلك بدءاً من حرب اليمن ومروراً بما جرى ويجري في البحرين بالإضافة إلى الأزمة غير المبررة مع دولة قطر وشعبها ووصولاً إلى ما جرى من إعتداء صارخ على الرئيس سعد الحريري وهو إعتداء غير مسبوق بتاريخ العلاقات الدولية.

الدیار

214