معاريف: إسرائيل معزولة أكثر من أي وقت مضى

معاريف: إسرائيل معزولة أكثر من أي وقت مضى
الأحد ١٩ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

اعترفت صحيفة معاريف العبرية أن انتصارات إيران في سوريا، تعتبر قنبلة بوزن طن تسقط على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

العالم - فلسطين

نشرت "معاريف" العبرية، مقالا تحليليا بقلم "يوسي ميلمان" جاء فیه: يواصل زعماء إسرائيل التصرف وكأن شيئا لم يحصل في الجبهة السورية، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان يواصلان إطلاق شعاراتهما بأن «إسرائيل ستعرف كيف تحافظ على مصالحها الأمنية». بالإنكليزية يسمون مثل هذا السلوك بأنه «Face Saving» (حفظ ماء الوجه). أي أنهم يحافظون على المظهر الخارجي، وكأن الأمور تسير كالمعتاد. أما الحقيقة فهي غير ذلك، إذ أن بيان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا الأسبوع بأنه لا يوجد أي اتفاق بموجبه ستترك القوات الإيرانية سوريا وأن وجودها هناك شرعي، مثله كمثل القنبلة بوزن طن التي تسقط على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

وكتبت معاريف: لم يقل لافروف ذلك صراحة، ولكن يمكن أن يفهم من تصريحاته أنه في نظر الكرملين، أن الوجود الإيراني في سوريا إلى جانب حلفائها ـ الميليشيا الشيعية الدولية وحزب الله ـ ليس فقط شرعيا بل حيويا. روسيا، التي وجودها في سوريا جوي أساسا، ترى فيهم ـ القوة المقاتلة على الأرض ـ المدافع الذي بفضله ينجح نظام بشار الأسد في البقاء وهو حيوي لاستمرار صمود النظام وجهوده لاستعادة السيطرة في معظم أراضي الدولة.

توضح روسيا بأنه على المستوى التكتيكي، في التنسيق العسكري لمنع المعارك الجوية والصدام العسكري مع الجيش الإسرائيلي، فإنها مستعدة للتعاون مع إسرائيل وستواصل عمل ذلك، بل وأن تتجاهل ـ وبذلك في واقع الأمر تؤدي هجمات سلاح الجو ضد مخازن وقوافل السلاح لحزب الله. أما على المستوى الاستراتيجي، فإن المصلحة الروسية في تثبيت نظام الأسد بمساعدة إيران أفضل من المصالح الإسرائيلية.
فضلا عن ذلك، ردت روسيا الموقف الإسرائيلي الذي يقول «حتى لو سلمنا، من دون أن نعترف بذلك علنا، بوجود الإيرانيين في سوريا، أبعدوهم على الأقل عن حدودنا». ثمة اليوم وجود خفيف جدا لرجال قوة القدس، الحرس الثوري وحزب الله على مسافة 5 حتى 10 كيلومترات عن الحدود. في المستقبل قد يبعد إلى مسافة 20 كيلومترا، ولكن عددهم سيزداد. المشكلة هي أنه حسب الاتفاق المتبلور بين الأردن، روسيا والولايات المتحدة (والذي تغيب عنه إسرائيل) لتحديد الوجود السوري ـ الإيراني في الحدود، «الحكم» المشرف على التنفيذ هو روسيا. بمعنى أن موسكو تملي شروط الاتفاق ومسؤولة في الوقت ذاته عن تنفيذه.

عمليا، إسرائيل معزولة أكثر من أي وقت مضى في كل ما يتعلق بالشرق الأوسط. فروسيا كما يتضح، ليست حليفا، برغم جهود نتنياهو التحبب إلى رئيس روسيا فلاديمير بوتين، فإنه لأجل مصالحته وإرضائه، لا يمكن لإسرائيل أن تعتمد حتى على الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة دونالد ترامب تواصل سياسة سلفه، براك أوباما ـ تعترف بسوريا منطقة نفوذ روسية وتهجر الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة: المواساة الوحيدة التي يمكن أن تكون لإسرائيل هي أن علاقاتها مع السعودية تتوثق. فكلما تقدمت إيران في هيمنتها في المنطقة ـ في العراق، في سوريا وفي اليمن ـ هكذا يتعاظم التخوف السعودي منها ويعزز رغبة زعماء الرياض في تحسين علاقاتها مع إسرائيل. وهذا ينطبق أيضا على لبنان الذي يوجد في ذروة أزمة سياسية عميقة بعد أن أجبرت السعودية رئيس الوزراء السنّي سعد الحريري، الذي حققت عائلته مالها في المملكة السعودية، على الاستقالة. تسعى السعودية لخلق فوضى في لبنان كي تضرب إيران وحزب الله وتقلص أضرار التوسع الإيراني.

وبحسب معاريف؛ سترغب السعودية في أن تشن إسرائيل حربا ضد حزب الله في لبنان، مثلما ترغب في أن تضرب إسرائيل بقوة أشد المنظمة الشيعية في الحرب اللبنانية الثانية في 2006. ولكن يمكن التقدير بيقين أكبر بكثير بأن إسرائيل هذه المرة لن تخرج لتنزف دماء أبنائها من أجل مصالح أجنبية، مثلما اضطرت في حرب لبنان الأولى للمساعدة في إقامة نظام ماروني مؤيد لإسرائيل، الخطوة التي انهارت مع تصفية المرشح للرئاسة، بشير الجميل، على أيدي السوريين. ولكن حتى التعاون السري مع السعودية محدود الضمان. فالسعودية غير ناضحة لخطوة إقامة علاقات علنية مع إسرائيل، طالما لا يوجد حراك في الساحة الفلسطينية.