قصة الصاروخ المقدس و الحقائق المغيبة !

قصة الصاروخ المقدس و الحقائق المغيبة !
الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

أكثر من إسبوعين على فشل جميع نظم الدفاع الصاروخي الأمريكية في السعودية على إعتراض الصاروخ اليمني "بركان تو اتش" على مطار الملك خالد في الرياض ولازالت الإنفجارات التي تركها الصاروخ تتوالى و آخرها مهزلة إجتماع وزراء الخارجية العرب للتنديد بالصاروخ اليمني, و لتهديد إيران, و بماذا يهددون إيران.؟؟ بمجلس الأمن و بالطبع ليس غباء من هؤلاء الوزراء و إن كانوا كذلك بل الهدف من تهديد إيران هو تبرير العدوان على اليمن من جهة, و كذلك لان الصاروخ اليمني لم يقض مضاجعهم فحسب بل قض مضاجع العدو الصهيوني و أصحاب فكرة صفقة القرن من خلفهم.

العالم - مقالات

التصريحات المخزية لوزراء الخارجية العرب إستبقها حشد أكثر من 100 الف جندي للإحتلال قرب غزة و إستبقها كذلك ترامب يوم أمس بالتلويح بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية و هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في حال لم تقبل التفاوض مع العدو الصهيوني بالشروط الصهيونية, و قيام العدو بأضخم مناورات جوية في تاريخه و مناورات على الجبهة الشمالية, و هذا يؤكد أن الهدف الأساسي من إجتماع وزراء الخارجية العرب ربما تأمين دعم من مجرمي الحرب للعدوان السعودي على اليمن و لكن الهدف الحقيقي و الخفي هو تصفية القضية الفلسطينية, و من يقف بوجه هذا المشروع هو محور المقاومة من إيران الى اليمن و سورية و لبنان و العراق و فلسطين و بدعم جزائري.

و الأوراق التي تملكها واشنطن في سورية هي شمال سورية و ادلب كورقة تفاوض التخلي عن المعارضة السورية الارهابية المدعومة امريكياً مقابل التخلي عن فلسطين, و في لبنان التخلي عن فلسطين مقابل عدم إشعاله, و في اليمن التخلي عن فلسطين مقابل وقف العدوان, و جميع الأوراق يقدمها وزراء الخارجية العرب الى إيران كورقة تفاوض عنوانها العرب يتخلون عن سورية ولبنان و اليمن لإيران مقابل أن يتخلى الجميع عن فلسطين, و مثل هذه الورقة طرحت على إيران في العام 2008 أبان إحتلال العراق تحت مسمى منح العراق لإيران مقابل التخلي عن فلسطين و لكن كما اليوم ترفض إيران رفضت هذا العرض مسبقاً.

و من يسمع تهديدات و تصريحات (...) القمة العربية كما وصفهم مضفر النواب سيعتقد للوهلة الأولى أن تلك الدول وجيوشها (التي عجزت امام الشعب اليمني المحاصر) ستبدأ بالحرب على إيران, و سيعتقد أن ما لم يحققه العدوان السعودي على اليمن بمئات آلاف الغارات و آلاف المرتزقة سيحققه كلام وزراء الخارجية العرب, و لكن إن كانت ذاكرة وزراء الخارجية العرب ضعيفة وجب أن يتذكر سيد البيت الأبيض الحقائق المغيبة التالية:

1- الذي منع بوش وأوباما من شن عدوان على إيران ليس مجلس الأمن الذي طالما لم تحتاج واشنطن الى تفويضه لشن حروبها, بل قوة إيران و موقعها و تحالفاتها الدولية, و إذا كانت حرب واشنطن على أفغانستان التي لا تملك جيشا إستغرق 15 عاماً و لم يحقق نتائج فإن أي عدوان على إيران لن يتحمل الغرب تداعياته لأكثر من ست أشهر أما أن تطول الحرب لأكثر من سنة فهذا الأمر مستحيل, مع إستحاله التدخل البري.

2- حين فشل بوش و أوباما بشن عدوان على إيران كانت اليمن هادئة و لكن اليوم يجب الأخذ بعين الإعتبار أنه سابقاً كان بيد إيران مضيق واحد ولكن الآن مضيقان بيد محور المقاومة, و بالتالي سيكون هناك أزمة إمداد أكثر منها أزمة نفط.

3- حين فشل باراك أوباما بشن عدوان على إيران كانت صواريخ إيران بهامش خطأ قد يصل الى 100 متر و ربما 400 متر و لكن الآن لا يمكن أن يخطيء الصاروخ هدفه.

4- حين فشل بوش بالعدوان على ايران و باراك اوباما بالعدوان على إيران أو سورية كانت وسائط الدفاع السورية أضعف بكثير مما هي عليه حالياً و الآن لم يتم تطوير الدفاع الجوي السوري فحسب بل إن الساحل السوري بالحد الأدنى محمي روسياً بسبب وجود قواعد روسية.

5- العدوان على اليمن أثبت بشكل لا يقبل الشك بأن حزب الله خلال عدوان تموز لم يقدم من أوراقه الا الشيء القليل جداً جداً و أي حرب قادمة لن تبدأ سوى من نهاية عدوان تموز, و أكثر من ذلك فإن مقاتلي حزب الله لن يكونوا الوحيدين الذين سيخوضون الحرب.

6- أي عقوبات جديدة تستهدف إيران ستكون فعاليتها أقل بكثير جداً من العقوبات التي عاشتها إيران خلال أكثر من ثلاثين عاماً و لم تغير شيء بل زادتها قوة, فكيف الحال و هي أصلا تعايشت مع العقوبات فضلاً عن أن العالم تغير ولن تتمكن واشنطن من بناء إجماع دولي على أي عقوبات حتى بين حلفائها المقربين, و بالتالي أي عقوبات على إيران أصبحت عزلا للأمريكي و ليس العكس.

7- أي تلاعب بأمن لبنان سيعيد للبنان إستقلاله لا أكثر و لا أقل, و ما محاولة المساس بإتصالات المقاومة سوى نموذج.

8- الإعتقاد بأن سورية قلقه من قتال جماعات تدعمها واشنطن وجب أن يتذكر بأن سورية رسميا تقاتل "داعش" لأنه مدعوم من واشنطن وتعلن هذا الأمر و دخول الجيش الأمريكي يسهل على السوري الحرب ولا يعقدها فالأمريكي الذي هزم في الصومال لن يربح في الشام.

9- إذا كان الأمريكي يعتقد انه يتلاعب ببعض الحكام العرب و بعض التنظيمات الإرهابية في المنطقة لإرغام موسكو و طهران على تقديم تنازلات في أفغانستان عليه أن يتذكر أن إستمرار حماقاته في المنطقة قد يخرج من هذه المقامرة بخسائر أكبر بكثير من المتوقع حالياً و ما دروس الأعوام الخمس عشر الماضية دليل.

و للمفارقة فإن هذا كله و آل سعود قد إختبروا بركان تو اتش و لم يختبروا المضادات البحرية الجديدة, و إختبروا هدف في مطار الملك خالد و لم يختبروا هدف إستراتيجي كموانيء النفط.

المصدر / جهينة نيوز

109-1