روسيا تتوسط بين الأكراد وتركيا

روسيا تتوسط بين الأكراد وتركيا
الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٧:١٩ بتوقيت غرينتش

أكدت الكاتبة هدى رزق أن نجاح الخطة الروسية في سورية يبدو على رأس أولويات الكرملين، لكن ليس المسألة الوحيدة التي تهمّها، وقالت إن تركيا الأطلسية التي تتناقض اليوم في مواقفها مع أوروبا ومع واشنطن تلجأ أكثر إلى روسيا لأخذ مكتسبات في سورية ولرفع العقوبات الروسية المتبقية.

العالم . مقالات و تحليلات

وأشارت الكاتبة في مقالتها إلى أن أردوغان صرّح قبل ذهابه إلى سوتشي في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر أنه سيبحث الوضع السوري مع زميله الروسي، مع إيلاء اهتمام خاص لقضية الأكراد السوريين والمؤتمر السوري الذي تدعمه موسكو. فلدى تركيا مخاوف تحاول روسيا استيعابها.

وأضافت الكاتبة أن روسيا التي خططت لعقد المؤتمر السوري للحوار الوطني يوم 18 تشرين الثاني/ نوفمبر في سوتشي كانت قد دعت 33 مجموعة سورية وأحزاب سياسية، بما في ذلك الأكراد وجماعات المعارضة الأخرى. غير أنها أجّلت المؤتمر بعد أن رفضت تركيا دعوة الأكراد، وخاصة وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور. ونقل أردوغان في لقائه مع بوتين اعتراض بعض أعضاء المعارضة السورية على مشاركة ممثلي الأكراد.

وذكرت الكاتبة أن روسيا على لسان نائب وزير الخارجية الروسية، غينادي غاتيلوف، أعلنت في يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر أنّ المؤتمر سيُعقد في أوائل كانون الأوّل/ ديسمبر. وأكدت تركيا أنها لا تعارض مثل هذا اللقاء، لكنها أضافت أنه لا يجب أن تكون هناك جماعات إرهابية يمكن ان تدرج في المؤتمر. يخشى أردوغان من نجاح الأكراد في انتزاع ايّ اعتراف ولو بسيط في المؤتمر، مما سيؤثر بشكل فعّال على انتخابات 2019 وانفكاك القوميين الأتراك عن التحالف معه. وهو الذي أسقط التفاوض مع حزب العمال الكردستاني وأحد أسبابه تعنّتهم، وإعادة كسب أكثرية تخوّله تأليف الحكومة منفرداً عام 2015. بعد أن تعثرت هذه المفاوضات ذهب أردوغان بعيداً في حربه ضدّ حزب العمال ولا زال الطرفان في صراع دموي مستمرّ.

وأردفت الكاتبة أنه وقبل اجتماع سوتشي طالب الرئيس التركي روسيا والولايات المتحدة بسحب قواتهما، وأبدى توجّسه من اتفاق بوتين ترامب في ايبك في فيتنام وكانت روسيا والولايات المتحدة قد اتفقتا على أنّ الحلّ ليس عسكرياً، إنما سياسيا. ولم يتطرّق أردوغان إلى الوجود العسكري التركي في سورية. حاول الرئيس الروسي التحدّث عن العلاقات الثنائية وأشار إلى العمل المشترك حول سورية بين روسيا وتركيا وإيران وإيقاف العنف الذي نجحت روسيا في بسطه بعد الاتفاق على مناطق خفض التصعيد.

وجاء في المقال "يبدو موضوع المجموعات الكردية حساساً جداً، إضافة الى موقف تركيا في إدلب وموقفها من عفرين، حيث تعتبر روسيا أنّ المؤتمر خيار سياسي مهمّ للتوصل إلى تسوية سلمية في سورية، كما هو حال جنيف وأستانة. فالعلاقات الروسية التركية وصلت إلى مستوى غير مسبوق من التعاون. لكن تركيا مهتمّة بالنفوذ المتزايد لقوات سورية الديمقراطية، وترى أنّ الأسلحة التي قدّمتها الولايات المتحدة الى قوات الحماية الكردية تصل الى يد حزب العمال الكردستاني".

وترى الكاتبة أن روسيا تعتبر أنّ الاتفاق مع تركيا حول سورية أكبر إنجاز للدبلوماسية الروسية. وتعي تركيا أنّ روسيا أصبحت دولة رئيسية في «الشرق الاوسط»، بعد تدخلها في سورية في أيلول/ سبتمبر 2015.  فهي تحاول دعم علاقاتها مع دول عربية وإقليمية وتفعيل الدبلوماسية، لكن بحذر.

ونوهت أن العلاقات الروسية التركية قامت على التسوية، لكنها ليست علاقات مستقرة، فموسكو تدعم القضية الكردية في العام وهي لا تريد أن ترى أكراد سورية يرتمون في حضن الولايات المتحدة الأمريكية لذلك ترغب في إدراجهم في عملية السلام السورية، بينما هدّدت تركيا بالتدخل العسكري في عفرين لعرقلة الممرّ الكردي. ومع ذلك، فإنّ الروس يريدون أن يبقى الأتراك مراقبين في إدلب، كما اتفقوا في أستانة. لم تعطِ روسيا الضوء الأخضر لعملية في عفرين. وبينما كان أردوغان في سوتشي، كان نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي، في القامشلي، لاستقبال أسر المقاتلين الروس الذين انضمّوا إلى "داعش".

وختمت الكاتبة بتأكيدها أن الأكراد يرون أنّ التوصل إلى تسوية سياسية في سورية يشكل ضمانة بأنّ تركيا لا تزال غير قادرة على تحقيق أهدافها على الرغم من نجاحها في إدلب. فكلما كان هناك توافق أمريكي روسي يمكن للأكراد أن يضمنوا عدم وقوع هجوم. 

 

* سبوتنيك عربي

210