حقائق مؤلمة تكشفها منحوتات حجرية بالسعودية والأجداد الأوائل استغلوها في أعمال مخيفة !!

حقائق مؤلمة تكشفها منحوتات حجرية بالسعودية والأجداد الأوائل استغلوها في أعمال مخيفة !!
الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٢٤ بتوقيت غرينتش

علاقة الإنسان المعقدة بالكلاب محفورة في الحجر، فعلى مدى آلاف السنوات، لطالما كان أفضل أصدقاء الإنسان بجانبنا، يُساعِدُوننا في الصيد، والرَّعي، ويخففون عنا الضغط العاطفي.

العالم - منوعات 

والآن، وجد علماء آثار يستكشفون منحوتاتٍ حجرية في صحراء السعودية، في دراسةٍ ، ما يقولون إنَّه ربما يكون عمليات التصوير الأولى من نوعها للبشر برفقة الكلاب كحيوانٍ أليف، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

ويعود تاريخ المنحوتات القديمة إلى حوالي 8 إلى 9 آلاف سنة، وتُصوِّر الصيَّادِين يستخدمون الكلاب لمُحاصرة الفرائس مثل الغزلان والتيوس قبل تسديد الضربات القاتلة بالأقواس والسِّهام.

رائحة الخوف

وتقول ميليندا زيدر، أمينة آثار قسم العالم القديم في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمعهد سميثسونيان، والتي لم تُشارك في الدراسة: "تكاد تسمع نباح الكلاب وصُراخ البشر. وتكاد تشُمَّ رائحة الخوف في الحيوانات".

بآذانهم المنتصبة، وصدورهم المُقوَّسة وذيولهم الملتوية، تُشبه جميع الكلاب في منحوتات الفن الحجري عملية تربية الكلاب الأليفة الحديثة. ويوجد في المشهد خطَّان يربطان رقبتيّ كلبين من بين الكلاب بفخذي اثنين من البشر.

ويقول مايكل بيتراغليا، وهو عالم آثارٍ من معهد "ماكس بلانك لتاريخ العلوم البشرية"، في ألمانيا، ومؤلفٌ مُشارِكٌ في الدراسة، التي نُشِرَت في مجلة "Anthropological Archaeology": "هذه هي الصورة الأولى من نوعها لكلبٍ برباط".

وقال إنَّ هذا الاستنتاج جاء بسبب مكان الخطَّين في الكلاب وتركيب جسم الإنسان، فهما على الأرجح يُمثِّلان رباطٍ حقيقي ولم يكونا مجرد خطَّين رمزيَّين.

ويُضيف الدكتور بيتراغليا أنَّ منحوتات الفن الحجري على الأرجح تعود إلى بداية حقبة "الهولوسين"، وهي الفترة الأخيرة من الزمن الجيولوجي التي بدأت في حوالي نهاية العصر الحجري القديم.

لكنَّه أقرَّ بأنَّ فريق الباحثين لم يتمكَّن من تحديد تاريخها بشكلٍ مباشر بسبب أنَّ النقوش لم تترك إلا مؤشراً بسيطاً على زمن نحتها. وفي المقابل ربط الفريق بين منحوتات الفن الحجري والمواقع الأثرية القريبة منها والتي تمكَّنوا من تحديد تاريخها.

ووجد الفريق أيضاً أنَّ صور الكلاب كانت منحوتةً أسفل صور لمواشٍ، والتي قالوا إنَّها تُشِير إلى أنَّ صور الكلاب نُحِتَت في وقتٍ مبكر من نحت صور المواشي.

وقالوا إنَّ أدلةً سابقة قد أشارت إلى أنَّ هؤلاء البشر القدماء رُوَّضوا الكلاب قبل البدء في الاحتفاظ بالماشية.

وأضافوا أنَّ مرحلة الانتقال من مجتمع الصيد وجمع الثمار إلى الرعي كانت على الأرجح في الفترة ما بين 6.800 إلى 6.200 قبل الميلاد، والتي افترض العلماء عادةً أنَّ منحوتات الفن الحجري فيها كانت تعرض كلاباً ظهرت قبل بدء البشر في ممارسة الرعي.

وتقول ماريا غواغنين، وهي عالمة آثار من معهد "ماكس بلانك لتاريخ العلوم البشرية"، والمؤلفة الأساسية في الدراسة: "يُمكننا الآن القول إنَّ الناس بالفعل تحكَّموا في كلابهم واستخدموا معهم الأربطة واستخدموهم في استراتيجيات الصَّيد المعقدة منذ حوالي 9 آلاف سنة".

وكانت ماريا قد عَمِلَت في شراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية.

أمر مؤلم

وقامت الدكتورة ماريا بتحليل أكثر من 1400 لوحة من لوحات الفن الحجري التي تحتوي أكثر من 6.600 حيوان في موقعين.

وأظهرت الصور الكلاب وهي تُساعد البشر في صيد الخيليات (الأحصنة والحيوانات المشابهة)، وفي الحالات الأخرى كانوا يستخدمون الكلاب في محاصرة فريسةٍ أكبر.

تقول الدكتورة ماريا: "لقد كان الأمر مؤلماً قليلاً؛ إذ يجرى مُهاجمة الخيليات التي تكون عادةً أمهاتٌ مع صغارها". وتعرض إحدى هذه الصور 21 كلباً، بينهم اثنين بأربطةٍ، تُحاصر أحد الخيليات مع صغارها.

وتُضيف: "إنَّه أمرٌ مُثيرٌ للاهتمام رؤية هذه المشاهد بينما تحتضر الحيوانات وهناك كلابٌ تُمسك بهم".

ولم تكنَّ الدكتورة ماريا متأكدةً لماذا قد تُربط الكلاب في أربطة، لكنَّها توقَّعت أنَّه ربما يُشِير إلى أنَّ الكلاب كانت صغيرة وتتعلم الصَّيد أو أنَّها كانت مهمة وأنَّ الصيادين أرادوا إبعادها عن الخطر.

وشكَّكت الدكتورة ميليندا في عملية تحديد التاريخ، بالقول إنَّ الفريق بحاجةٍ إلى أدلةٍ أقوى لدعم زعمهم بأنَّ الصور كانت قديمة مثلما كانوا يعتقدون.

ولكنَّها وصفت الصور بأنَّها مدهشة وقالت إنَّها تُظهر تعاون بين البشر والكلاب إذ كان البشر في موضع السيطرة، والذي يُعتبر اكتشافاً نادراً بين البقايا الأثرية.

وقالت: "يُقدِّم لنا ذلك نافذةً حقيقيةً إلى التشويق العميق لعملية الصيد. فمع الفن الحجري يُمكنك وضع المزيد من التفاصيل لاستكمال المشهد".

هاف بوست 

120