عسكرياً.. روسيا قلّمت كل المخالب و الأنياب الأمريكية

عسكرياً.. روسيا قلّمت كل المخالب و الأنياب الأمريكية
السبت ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٧:٢٧ بتوقيت غرينتش

ربما كان العام 2009 مؤلما جداً للأمريكي حيث أقر الأمريكي بعجزه عن العدوان على إيران و فشله بالعراق و تم جدولة إنسحابه من العراق, وكذلك عسكرياً ظهور صاروخ "كلوب كونتنر ك" الروسي الذي غير شيئاً ما يطبيعة الحروب.

العالم - مقالات

لكن من الواضح أن العام 2017 ليس مؤلما بل هو عام الكارثة على القوات الأمريكية, و أحد أهم الأسباب هو فشل "داعش" في أن يكون ذراع قوة للأمريكي كما حدث في أفغانستان و يوغسلافيا, و لكن كارثة القوات الأمريكية أكبر بكثير من سقوط "داعش" و هي الكارثة العسكرية التي يتجاهلها الإعلام الغربي الذي لا يكل من الحديث عن أسلحة روسية فتاكة متجاهلاً الأسلحة الروسية التي أصبح بمقدور أي دولة إمتلاكها و تحييد البحرية الأمريكية .

قصف مطار الشعيرات:

أحد أهم كوارث البحرية الأمريكية التي لم يتجرأ أي موقع عسكري أمريكي على مجرد تسليط الضوء عليها هي مصير 36 صاروخ توماهوك لم تدخل الأراضي السورية, و من تصدى للصواريخ الأمريكية كان طائرة سو 35 و لكن الجميع يدرك أن روسيا إختبرت سو 35 في مهمة هي من إختصاص ميغ 31 التي يمكن لأي دولة إقتنائها و ميغ 31 أكثر فعالية بالتصدي للصواريخ المجنحة و أكثر من ذلك بسرعتها قادرة ليس فقط على إسقاط التوماهوك بل وملاحقته, و الجزائر تملك هذه الطائرة.

إطلاق براهموس من الجو:

نجحت يوم أمس سو 30 أم كي اي الهندية بإطلاق صاروخ براهموس الذي يعتبر مطور من باسيتون. وصاروخ براهموس هو أسرع صاروخ في العالم قيد الخدمة ولا تملك الولايات المتحدة أي مضادات قادرة على إعتراضه. و يذكر أن إيران تتفاوض على شراء سو 30 اس ام وهي نسخطة مطورة عن الطائرة الهندية في حين سورية تملك باسيتون, و يذكر أن الجزائر تملك سو 30 ام كي اي و فينزويلا تملك سو 30 ام كي 2, و كذلك مثل هذه الطائرة يمكن لأي دولة إقتنائها.

كلوب كونتنر كي:

في العام 2009 كشفت روسيا لأول مرة عن صاروخ كلوب كونتنر كي و الذي يمكن إطلاقه من أي سفينة بما فيها السفن التجارية الصغيرة ولا يمكن كشفه الا بعد الإطلاق, قادر على الوصول الى أي قطعه حربية أمريكية و بكلفة زهيدةً جداً, و مجهولة الدول التي حصلت على هذا النظام في حين هناك تقارير إعلامية تشير الى مشاهدته في مضيق تركي في سفينة روسية متجهة الى سورية و لكن هذا الصاروخ قادر على توجيه ضربات مؤلمة لأي إسطول بحري.

من يمتلك طائرتي سو 30 اس ام و الإعتراضية ميغ 31 و كلوب كونتنر كي لا يمكنه تحييد إسطول أمريكي فحسب و بل تكبيده خسائر هائلة و إذا أضفنا إليهم صاروخ باسيتون الذي وصل سورية مطلع الأزمة السورية يمكن القول أن القوات البحرية الأمريكية أصبحت غير صالحة لمهاجمة أي بلد حليف أو صديق لموسكو, و ذلك للأسباب التالية:

باسيتون الساحلي قادر على إبعاد الإسطول الأمريكي عن السوحل لأكثر من 300 كلم, و إبعاد الإسطول الأمريكي يمنح ميغ قدرة التصدي لأي هجوم صاروخي, في حين أن كلوب كونتنر كي قادر على تحييد عمل الطائرات الموجودة على متن حاملة الطائرات فإن سو 30 و باسيتون الجوي قادر على سحق الإسطول وملاحقته و ضربه من مسافة شبه آمنة عن الدفاعات الجوية الفعالة للإسطول و خصوصاً أن صاروخ براهموس الهندي الروسي سيتم تطويره الى مسافة 450 كلم , علماً بأن كلوب كونتنر كي قد يحييد هذه الدفاعات الجوية , و جميع الأسلحة المذكورة ليست أحدث الأسلحة الروسية و الحديث يدور عن نظم تصدي للإسطول دون وسائط دفاع جوي و تنتج روسيا الأفضل بينها, و كذلك في العام 2017 الاحتلال الاسرائيلي اعترف بان سورية اطلقت صاروخا باتجاه طائرة اف 35 و أنكر انها اصيبت و لكن مجرد الاعتراف باطلاق صاروخ قديم جداً على طائرة اف 35 يعني انها ليست طائرة شبح بل هدف جوي, و الحديث يأتي مع إنجاز غير مسبوق و هو القضاء على "داعش" و في أعقد ضروف الحرب بالسلاح الروسي, و للمفارقة فإن الولايات المتحدة عاجزة عن توجيه ضربة لكل من كوريا الديمقراطية و إيران و سورية و جميعهم لا يملك كل تلك الأسلحة فكيف يكون الحال مع وجودها.؟ و حين تقوم واشنطن ببيع السلاح للميليشيات ما الذي يمنع موسكو من بيع أسلحة لدول ذات سيادة؟.

و تحييد الإسطول الأمريكي و منعه من مهاجمة دول ليست بقوة الولايات المتحدة الأمريكية ليس الإنجاز الروسي الوحيد حيث أن العقل الروسي أبدع صواريخ قامت بتحييد جميع الدروع الصاروخية الأمريكية, و أصبح السؤال ما هو نفع أي درع أمريكي مع (سكيف- ستاتوس 6 – الإصفوث) و هل ستتمكن واشنطن من إنشاء درع صاروخي تحت الماء, و هل يمكن لدرعها الصاروخي الصمود أمام ضربات إسكندر أم.؟ و أكثر من ذلك هل يمكن القول أن الدرع الصاروخي خلق تهديدات للولايات المتحدة الأمريكية ستحتاج الى مليارات الدولارات للحاق بهذا الركب في ظل ارتفاع الدين الامريكي الى أكثر من عشرين تريليون دولار, و هل هذه التهديدات هي التي دفعت ترامب لتخصيص مبلغ خيالي لتطوير الصواريخ, مع الأخذ بعين الإعتبار نجاح موسكو بتجربة تسيركون أول صاروخ فرط صوتي في حين فشل الصاروخ الأمريكي المسير اكس 51 و أي إنجاز أمريكي في هذا المجال لن يكون يتيم في ظل سباق روسي صيني أمريكي على إنتاج مثل هذه الأسلحة.

من المؤكد أن العام 2017 شهد عملية تقليم أنياب و مخالب الادارة الامريكية, و إستمرار الادارة الامريكية بمحاولة حل مشاكلها السياسية عسكرياً أصبح مغامرة غير محسوبة النتائج , و محاولة ترك الجنود الامريكيين شمال سورية كأهداف للمقاومة السورية لاحقاً لن يغير شيء في نتائج الحرب بل كفيل بتحويل إنتصار سورية الى إذلال مباشر للجيش الأمريكي و يبقى السؤال هل سيدرك الأمريكي أن أقوى سلاح يملكه البيت الأبيض هو بقايا "داعش"؟.


كفاح نصر / جهينة نيوز

109-1