اختبر ذكاءك وغباءك .. ايكما أكثر غباء أنت أم الموساد؟؟

اختبر ذكاءك وغباءك .. ايكما أكثر غباء أنت أم الموساد؟؟
الأحد ٢٦ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

كثيرا ماتستوقفك بعض العناوين التي تقترح عليك اختبار ذكائك وسرعة بديهتك بالاجابة على بعض الأسئلة .. وواضعو هذه العناوين والكتابات لايقولون لك – كنوع من الديبلوماسية – انها أيضا لاختبار غبائك وبلاهتك وسذاجتك في نفس الوقت .. وكلما رأى البعض هذه العناوين التي تتحدى ذكاءهم أحسوا أنفسهم مستنفرين كيلا يسقطوا في الامتحان ويسقطوا من عيون أنفسهم وتتشتت ثقتهم بأنفسهم ..

العالم مقالات وتحليلات

ولكن الموساد الاسرائيلي يساعد هؤلا الذين يريدون أن يخوضوا امتحان الذكاء من دون أن يدروا .. وطبعا من دون أن يدروا يثبت لهم انهم أغبياء .. وأغبياء جدا .. لأنه ينشر أخبارا للأغبياء فقط .. وهي أخبار يمكن تصنيفها في مجموعة اختبر ذكاءك .. أو اختبر غباءك .. والموساد يعول كثيرا على غباء القراء الذين لايعرفون اين هو الكمين في الأخبار التي تنشر ..

اذا قرأت هذا الخبر الذي نقلته مواقع كثيرة عن مجلة فانيتي فير الاميريكية فانه عليك الا تمر ببساطة أمام هذا الخبر وان تتوقف لأنك أمام فرصة جميلة لتختبر ذكاءك .. أو تكتشف للاسف أنك لاتتمتع بقدر جيد ومريح من الفطنة .. وأخشى انك ان لم تعرف ماسيعنيه الخبر بعد الشرح فيجب ان تقلق على نفسك وعلى قدراتك الذهنية وأن تسال عن سبب غياب جينات الذكاء لديك وعمن المسؤول عن هذا التردي في النشاط الدماغي لديك .. يقول الخبر:

زعمت مجلة فانيتي فير ، الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشف حيثيات عملية خاصة قامت بها قوة إسرائيلية داخل الأراضي السورية، استهدفت شحنة أسلحة الكترونية متطورة لتنظيم "داعش" .. وتحدثت المجلة الأمريكية عن إرسال قوات من الوحدة الخاصة ساييرت متكال في الجيش الإسرائيلي إضافة إلى عناصر من جهاز الموساد، لإحباط عملية نقل شحنة أسلحة إلكترونية متطورة إلى "داعش" كان سيتمكن عناصر التنظيم بواسطتها من تحويل الحواسيب النقالة الى قنابل موقوتة ..

الخبر في المجلة الأميريكية موجه للجمهور الغربي والاميريكي والعربي الساذج وهو عبارة عن مشهد من مشاهد رامبو وجيمس بوند لايعلى عليه … فيه بعض البهارات الحارة والفلفل والثوم والبصل والكاتشاب وبهارات التكة برياني .. وهو يريد ان يقول ان قبضايات الجيش الاسرائيلي والموساد – الذين لم يتمكنوا من اجتياز خط الحدود عند مارون الراس ولم يتمكن رامبو غولاني وجيمس بوند من دخول بيت واحد في بنت جبيل عام 2006 – نزلوا اليوم خلف خطوط العدو السوري الايراني وحزب الله مجتمعين .. ودمروا الدواعش .. وضربوهم ضرب غرائب الابل .. ثم وكما في الأفلام البوليسية وضعوا المسدسات الكاتمة للصوت في رؤوس الدواعش وأطلقوا في كل رأس طلقة واحدة فقط .. ثم غادروا بهدوء وذهبوا في حوامة طارت فوق الصحراء ومرت في طريقها بجانب جبل قاسيون .. وقد ظهرت خدوش بسيطة على وجوه بعضهم وهم يبتسمون وهم ينظرون الى القصر الجمهوري الذي يتربع فوق قاسيون مثل ابي الهول .. ويستحق هذا العمل من الخيال الاسرائيلي التصفيق من عشاق الأفلام .. ويستحق الاستحسان لان الجيش الديمقراطي الوحيد في الشرق الاوسط وصديق الأحرار الذي لايقهر غامر بجنوده لانقاذ البشرية من مؤامرات الدواعش عليهم وعلى أمنهم ..

وطبعا الأغبياء سيقرؤون الخبر ولن يعرفوا أن الخبر يراد به أن يختلط على القارئ الغربي بين "داعش" وحزب الله لأن العقل سيتذكر أن الجيش الاسرائيلي يضرب دوما حزب الله كما يقول في بياناته المتكررة وفي تحذيراته التي لاتنتهي وهو يقول بأنه يحارب الارهابيين الدواعش كي يذكره الناس بأنه ايضا منخرط في محاربة الارهاب .. ويستفيد أيضا من انتشار خبر هزيمة "داعش" الذي تردده الدنيا .. فقرر أن يسرق النصر السوري كما سرق فلسطين وظهر كما المتطفلين في صورة النصر .. وسيخلط في العقل الغربي بين "داعش" وحزب الله .. لأن الجيش الاسرائيلي يعمل ضد الاثنين كما يريد خبر النزال أن يضيف لأن التنظيمات الجهادية جميعها متشابهة وأنابيب مستطرقة اسلامية .. والخبر الموسادي أيضا يريد أن يقول بأن لديه وحدات عمل متفوقة تتمتع بالشجاعة الفائقة لأنها تعمل في أراض معادية دون اكتراث بالمخاطر من كونها قد تصطدم بالجيش السوري وحلفائه .. ناهيك عن الاصطدام مع "داعش" ..

ولكن لن يوجد هناك قارئ واحد ناطق بالانكليزية ولا العربية ولاالفرنسية ولا الصينية ليسأل ان كانت هذه رواية جيمسبوندية مبهّرة أم أن المهمة الحقيقية كانت لانقاذ تقنيات اسرائيلية كانت أعطيت لداعش من قبل الموساد وصار من المهم جدا اجلاؤها واخلاؤها قبل وصول القوات السورية والحلفاء واكتشافها .. لأن التقنيات المتطورة جدا مع "داعش" لاتملكها الا جيوش متقدمة تكنولوجيا بشكل كبير .. كما ان هناك قيادات من "داعش" تعمل لصالح الموساد وبعضها ضباط موساد وهم القياديون الخطرون الذين يخفون وجوههم غالبا أمام الكاميرات وينتسبون الى فرق المستعربين المشهورة في فلسطين .. وهذه العملية ان وقعت فهي جزء من عملية التنسيق بين الاميريكيين والاسرائيليين لدعم "داعش" وابقائها او انقاذها .. أو انقاذ قياداتها وضباطها الاجاتب لنقلهم الى ساحة صراع جديدة بعد خسارة المعركة ..

ولمن يريد أن يقرأ النسخة الصحيحة من الخبر فعليه أن يعرف أن الاسرائيليين لن يتجرؤوا على القيام بالنزول الى منطقة اشتباكات خطرة جدا فيها الروس والايرانيون والسوريون وحزب الله لأنهم جربوا حظهم قبل ذلك وذاقوا الاذلال ولم يعد الجيش الاسرائيلي ذلك الجيش الخارق الذي يقوم بعمليات خارقة في مكان يوجد فيه حزب الله وجيش سوري وايراني كما كان يفعل في عمليات اغتيال القادة الفلسطينيين في بيروت وفي تونس .. فهذا زمن انتهى الى الابد .. والاهم أن العملية تمت في المناطق التي لايوجد فيها أي تواجد لقوى سورية ولحلفائها .. اي أنها جرت في مناطق خاضعة للمراقبة والسيطرة الجوية الامريكية .. واذا نزل رأس أحدنا تحت سطح الماء في هذا الخبر سيجد مفاجأة وهي أن القوة الاسرائيلية كلفت باجلاء قادة "داعش" الاسرائيليين التابعين لجهاز الموساد وان العملية لم تكن لمصادرة اجهزة متطورة بل لاعادة اجهزة متطورة خرجت من مكاتب الموساد الى قادة "داعش " وصارت الخشية من أن تقع بيد الجيش السوري ويفتضح دور "اسرائيل" في اطلاق الوحش الداعشي لأن هذه الاجهزة لم تخرج حتى الآن من "اسرائيل" الا بموافقة رئيس الوزراء شخصيا .. نتن ياهو ..

ليس لدى الموساد مشكلة في نشر الأخبار الساذجة والغبية لأن هناك من سيصدقها .. وهناك من سيبتلعها .. وهناك من يتلذذ ويستمتع بمذاقها المغامراتي والتشويقي والتراجيدي والمازوشي .. وخبر الموساد عن عملية جيمس بوند التي ألفها على مايبدو أفيخاي ادرعي هي من ذات نوعية الأخبار المندسة للأغبياء الذين يمتحنون ذكاءهم وعبقريتهم أمام وسائل الاعلام وأخبارها المفخخة .. وهي لذلك تشبه كثيرا أخبار الثورة السورية المخصصة للأغبياء الذين لايعرفون ماوراء الخبر من فخاخ للاغبياء عن أظافر أطفال درعا والمتظاهرين السلميين وحمزة الخطيب والسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة وحلب التي تحترق فيما الرقة تتحرر على يد اميريكا .. ومثل خبر أن "داعش" هي التي هاجمت المصلين في مسجد الروضة في سيناء دون ان نفكر لحظة واحدة أن من فعلها هو الموساد نفسه لغايات خطيرة جدا .. ولكن لهذه الاخبار أيضا طعما يشبه كثيرا طعم المقالات التي تعير الجيش السوري أنه لم يطلق طلقة واحدة في الجولان منذ 40 سنة رغم اننا نقاتل "اسرائيل" في كل مكان بيدنا وسلاحنا ولساننا وقلبنا على طول خط يمتد من جنوب لبنان الى جنوب فلسطين .. ولو كان الجيش السوري يقاتل على تخوم القدس وحول المسجد الأقصى لظل الأغبياء لايرون في المشهد الا الهدوء في الجولان وصمت الرصاص .. ولايرون من بين كل التاريخ في المنطقة الا تاريخ أظافر أطفال درعا والذي صار في التاريخ حدثا يشبه الهجرة النبوية في اعتباره بداية التأريخ الحديث للعرب والمسلمين ..

صدقوني .. كل خبر منشور عن سورية وعن "اسرائيل" والارهاب هو اختبار حقيقي للذكاء والغباء .. وهو اهم اختبار للفصل بين الأغبياء والأذكياء .. الاغبياء الذين صنعوا ثورة اسرائيلية في سورية .. والأغبياء الذين التحقوا بـ"داعش" والنصرة دون ان يعلموا انها صناعة اسرائيلية ومحركات سعودية وصيانة تركية .. ومستهلكون عرب يلتهمون كل شيء في مزابل الموساد..

قبل أن تقرأ خبرا عن بطولات الموساد في محاربة الارهاب و "داعش" والنصرة وغيرها .. تذكر -ان كنت ذكيا – ان تضحك قبل ان تقرأ الخبر وبعده .. مثل قاعدة اغسل يديك قبل الطعام وبعده .. انه الاختبار الأقوى والأكثر بساطة للذكاء والغباء ..

نارام سرجون / شام تايمز 

109-2