التعليق السياسي:

الموت البطيء، هو ما يريده الملك البحريني الصغير

 الموت البطيء، هو ما يريده الملك البحريني الصغير
الأحد ٢٦ نوفمبر ٢٠١٧ - ١٠:٤١ بتوقيت غرينتش

عجزت خيارات الملك البحريني الصغير كلها، ولم يجرؤ على أن يحمل عار القتل المباشر، لم يُدرك أن الموت لا يهزم الكبار، بل يمنحهم علواً، ويستصغر أكثر الصغار. الموت عادته يمجد الكبار ويُحقِّر الصغار.

العالم-البحرين

تحت الإقامة الجبرية، فقد آية الله الشيخ عيسى قاسم نصف وزنه، يراوح تحت الثلاثين كيلوجراماً، لأسباب صحية ممتنع عن السكر والملح، يشد الشيخ على بطنه الخاوي، ويشتد المرض والضعف عليه من أشهر مع التضييق والحرمان والمصادرة، بلغ اليوم الأمر ذروته، لم يعد الجسد النحيل يحتمل مزيداً من الشد، يكاد يفقد ما تبقى فيه.

عاينه الطبيب تحت حراسة مشددة، من وزارة الداخلية، لا شيء يطمئن، الوضع الصحي تجاوز حافة الخطر: نزيف داخلي ينذر بخطر كبير، فتق تجاوز خمسة أضعاف. تقدير الطبيب أنه لا يمكن معالجة الشيخ في بيته، ولا يمكن الاستمرار على أدوية تفتك بمزيد مما تبقى من صحته، الأمر بحاجة إلى مجموعة عمليات، وإلى طاقم من الأطباء المختصين. تقرير الطبيب لا يعطي أي مؤشر للتفاؤل مع استمرار الوضع الخانق.

يرفض الشيخ أي معالجة تأتي من جهة غير موثوقة، ولا تطمئن عائلته إلى أية معالجة تأتي من جهة تجد في موت الشيخ راحة لها، الأمر المطروح فريق دولي من الأطباء، وهو ما لا يمكن أن يقبل به ملك لا يتوفر على مواصفات الخصومة الشريفة، ينتظر موتاً يظنه خلاصاً، في حين إنه سيكون لعنة عليه وعلى حكمه وعائلته.

حصار وإقامة جبرية وخصومة غير شريفة، كلها تكالبت على صحة الشيخ السبعيني، واجه كل ذلك بصمت صارخ، صمت ترك عدوه يَميز من الغيظ، صمت أنطق العالم وحرك عواصمه وترك البلاد في حيرة لن يحلها حتى ملك الموت.

المصدر: مراة البحرين