الغارديان تكشف:

خطة بلاك ووتر للتدخل في ليبيا بدعم أبوظبي

 خطة بلاك ووتر للتدخل في ليبيا بدعم أبوظبي
الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن جماعات مسلحة موالية لقوات عملية الكرامة في شرق ليبيا، التي تتبع للواء المتقاعد الذي تدعمه الإمارات خليفة حفتر نفذت إعداما جماعيا لعشرات الرجال في منطقة الأبيار، إحدى ضواحي مدينة بنغازي، الخاضعة لسيطرة قوات اللواء المتقاعد.

العالم-ليبيا

وقالت المنظمة في تقرير مفصل نشرته عن واقعة الأبيار بعنوان "ليبيا: إعدام جماعي خارج القضاء"، إنه في 26 أكتوبر الماضي، اكتشفت الشرطة المحلية جثثا لـ36 رجلا، جميعهم أعدموا قرب الطريق الرئيسية جنوب شرق الأبيار، على بعد 50 كيلومترا شرق بنغازي، وقد نقلت السلطات الجثث إلى المستشفى، حيث جاءت العائلات للتعرف عليها. وقال ستة أشخاص من أقارب الضحايا لـ "هيومن رايتس ووتش": إن الرجال اعتُقلوا في تواريخ مختلفة من قبل جماعات مسلحة موالية لما يسمى "للجيش الوطني" في بنغازي أو مناطق أخرى خاضعة لسيطرته. وذكرت المنظمة أن هذا الحادث جاء بعد سلسلة من عمليات القتل والإعدام غير القانونية في بنغازي، مما دفع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرة اعتقال ضد قائد في القوات الخاصة "الصاعقة" التابعة لعملية الكرامة محمود الورفلي في 15 أغسطس الماضي.

وبعد اكتشاف الجثث -عدد 36 جثة في الأبيار- أمر قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المدعي العام العسكري بالمنطقة الشرقية، بفتح تحقيق في 28 أكتوبر، لكن السلطات العسكرية في شرق البلاد والادعاء العسكري لم يُعلنا عن أية نتائج بعد حتى الآن، بحسب ما نقلت المنظمة.

وقال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، إريك غولدستين: تعهدات الجيش الوطني في شرق البلاد بالتحقيق في عمليات القتل غير القانونية المتكررة في مناطق سيطرته شرقي ليبيا لم تؤد إلى أية نتيجة حتى اليوم، وإذا كان التعهد بالتحقيق في هذا الاكتشاف البشع في الأبيار مجرد وعد فارغ آخر، فسيكون قد تغاضى عمّا يبدو أنها جرائم حرب".

بلاك ووتر

من جهة أخرى وعلى صلة بالأوضاع الملتهبة في ليبيا نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها ستيفاني كيرتشغاسنر، تقول فيه "إن إريك برنس، مؤسس شركة "بلاك ووتر" وحليف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يعمل كذلك مستشارا أمنيا في الإمارات العربية المتحدة، تقدم بخطة لوقف تدفق المهاجرين من الشواطئ الليبية إلى أوروبا.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مؤسس شركة التعهدات الأمنية المثير للجدل يخطط للتدخل في أزمة المهاجرين في ليبيا، بخطة تقوم على تشكيل قوة شرطة تشبه ما اقترح عمله في أفغانستان. وتنقل الكاتبة عن برنس، قوله "إن خطته ستكون خيارا إنسانيا للاتحاد الأوروبي، مقارنة مع الفوضى التي يعيشها البلد الغني بالنفط، والعنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة ضد المهاجرين". وأضاف برنس، المقرب من إدارة ترامب، ويفكر بالترشح لمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ويمونغ، أنه من السهل على شركته "فرونتير سيرفس غروب" وقف المهاجرين الأفارقة الباحثين عن طرق للهجرة إلى أوروبا من خلال ليبيا واعتقالهم وإعادتهم إلى بلدانهم التي جاءوا منها. وتورد الصحيفة نقلا عن برنس، قوله "إن خطته لا تكلف إلا جزءا يسيرا مما تنفقه دول الاتحاد الأوروبي على إرسال القوارب والسفن لاعتراض قوارب المهاجرين في البحر المتوسط".

ويلفت التقرير إلى أن صحيفة "كوريير دي سيرا" نقلت عن برنس، قوله إن "حركة المهاجرين القادمين من السودان وتشاد والنيجر واسعة جدا.. ومن أجل وقفها يجب إنشاء قوة حدود ليبية"، وزعم برنس أن خطته ستكون أكثر "إنسانية وحرفية" من البرامج التي يدعمها الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين. وتفيد كيرتشغاسنر بأن الجماعات المسلحة، التي تقوم باعتقال المهاجرين قبل ركوبهم القوارب باتجاه أوروبا، اتهمت بالقيام بانتهاكات حقوق الإنسان، واستخدام الاغتصاب والضرب، وإجبار المهاجرين على العمل في مراكز الاعتقال، لافتة إلى أن الأمم المتحدة انتقدت هذه الممارسات اللإنسانية، وكذلك منظمات حقوق الإنسان، وتنوه الصحيفة إلى أن برنس يعمل مستشارا أمنيا في الإمارات العربية المتحدة، التي عملت إلى جانب مصر والسعودية على تعزيز قوة الرجل القوي خليفة حفتر، وتوسيع مناطق سيطرته، مشيرة إلى أن إدارة ترامب لم تهتم بالوضع في ليبيا، لكنها قد تتعامل مع أي خطة يتقدم بها برنس بجدية، الذي تبرع بـ250 ألف دولار لدعم حملة ترامب، وتعمل شقيقته بيتسي ديفوس وزيرة للتعليم. ويورد التقرير أنه عندما سألت الصحيفة عما إذا كانت قد تمت مناقشة الخطة مع الاتحاد الاوروبي أو إدارة ترامب، فإن متحدثا باسم الشركة قال إن "إريك لا يريد التعليق على نقاشات خاصة تتعلق بليبيا"، مشيرا إلى أن برنس يواجه اتهامات بانتهاكات حقوق إنسان نسبت للمتعهدين الأمنيين العاملين معه، وفي عام 2007 قتلوا بدم بارد 14 عراقيا عزلا، عندما فتحوا النار على تجمع في بغداد، حيث كان يحرسون موكبا للحكومة الأمريكية. وتكشف الكاتبة عن أن برنس تعرض لمساءلات في الكونغرس، ومع ذلك لم توجه له تهم، في الوقت الذي وجهت فيه تهمة القتل غير العمد لأربعة متعهدين آخرين.