دمشق: إسكندرون هي المحافظة السوريّة الخامسة عشرة

دمشق: إسكندرون هي المحافظة السوريّة الخامسة عشرة
الجمعة ٠١ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٠٩ بتوقيت غرينتش

في موقف لافت نشرت وكالة سانا السوريّة الرسميّة للأنباء تقريراً في الذكرى الــ76 لـ”سلخ لواء الإسكندرون” وضمّه إلى تركيا، وصفت فيه اللّواء بأنّه المحافظة السوريّة الخامسة عشرة، في إحياء للأدبيات السوريّة التي تُحيي ذكرى اقتطاع لواء الإسكندرون أيّام الانتداب الفرنسيّ وضمّه إلى تركيا، وما تبع ذلك من تغيير لاسمه ولهويّته وطرد آلاف السوريين منه.

العالم - مقالات

وقالت الوكالة الرسميّة السوريّة إن “لواء إسكندرون المحافظة الخامسة عشرة التي سلبها الاستعمار الغربيّ وقدّمها هديّةً غاليةً لتركيا الأتاتوركيّة عام 1939”.

وأضافت أنَّ ذكرى جريمة سلخ اللّواء عن الوطن الأم سورية تأتي “في وقتٍ يكتب السوريّون الفصلّ الأخير من انتصارهم على الإرهاب المدعوم من الغرب الاستعماريّ والنظام التركيّ والرجعيّة العربيّة مكرّسينَ زمن الانتصارات الذي سيتكلّل باستعادةِ الأرض السليبة والجولان السوريّ المُحتلّ”.

ورغم أنَّ هذه النبرة التصعيديّة بمواجهة تركيا فيما يتعلّق بلواء الإسكندرون، لا تَرِدُ على لسانِ دبلوماسيّين أو قياديّين رفيعين في الدولة، إلّا أنَّ إدراج قضيّة اللّواء مُجدداً في الإعلام الرسميّ، وتعاظمه في السنوات الأخيرة، يُعدُّ مؤشّراً على عدم وجود أيِّ بندٍ في اتّفاقيّة أضنة بين البلدين التي تقول المُعارضة السوريّة إنَّ النظام قد تنازل فيها عن لواء الإسكندرون إلى تركيا.

إحياءُ ذكرى سلخ اللّواء الذي يُعرَفُ في الأدبيّات السوريّة بـ “اللّواء السليب” ترافقَ مع إقامة محاضراتٍ في عددٍ من المدن السورية.

ففي حلب عادت للنشاط العلنيّ الجمعيّة الخيريّة لأبناء لواء الإسكندرون “اللّواء عربيٌّ سوريٌّ من الأزل وإلى الأبد”، حيث أقامت مُحاضرة استضافت فيها الدكتور “أحمد دباس” – أستاذ في القانون، أوضحَ وضعيّة اللّواء في القانون الدوليّ، وثبوت الحقّ السوريّ في هذا الإقليم المُقتَطع، وعدم شرعيّة الضمِّ التركيّ له.

وذلك باعتباره منطقة مُستقلّة تتبع سورية في شؤونها الخارجيّة، وترتبطُ معها في العملة والجمارك والبريد، ولم تعترف “عصبة الأُمم” التي قامت على أنقاضها منظّمة “الأُمم المتّحدة “الحاليّة بكلِّ الإجراءاتِ والتغييرات التي أحدثتها فرنسا وتركيا باللّواء والمُخالَفة للقوانين والأنظمة التي وضعتها في صكِّ الانتداب.

يُشارُ إلى أنَّ قضيّة اللّواء أصبحت من منسيات السياسة السوريّة بعد توالي النكبات والتحدّيات التي واجهتها سورية بدءاً من نكبة فلسطين ونكسة حزيران واحتلال الجولان، وحرب تشرين والمواجهة مع مسلّحي الإخوان المسلمين نهاية السبعينات وحرب لُبنان، حيث تراجعت النشاطات المُتعلّقة بقضيّة اللّواء تدريجيّاً في الستينيات، وتوقّفت كلّياً بعد ذلك، وصولاً إلى التقارب السوريّ – التركيّ في عهد حكومة العدالة والتنمية.

لواءُ الإسكندرون يقعُ شمال غرب سوريّة ويطلُّ على البحر المتوسّط، وتبلغ مساحته حوالي 5700 كم 2، وعدد سكّانه نحو مليون وربع المليون نسمة، وحسب الأدبيّات السوريّة فإنّه لم تكن تبلغ نسبة الأتراك فيه عام 1920 أكثر من 20 %، وبعد وقوع سوريّة تحت الاحتلال الفرنسيّ وفق اتّفاقيّة سايكس بيكو، سيطرت عليه القوّات الفرنسيّة، كجزءٍ من سوريّة تحت الانتداب، وبعد ذلك وضعت له نظاماً خاصّاً، يرتبط بسوريّة في شؤونهِ الخارجيّة والعملة والبريد، وما لَبِثَت أن سلّمته للجيش التركيّ في عام 1938، بعد استفتاءٍ تمّ التلاعب فيه، وتشكيل وزارةٍ كلّها من الأتراك، إذ تمَّ تهجير الآلاف من العرب إلى حلب واللاذقية ودمشق ، لتُعلنَ تركيا في العام التالي ضمّه إليها.

باسل ديوب/ اسيا نيوز