نيويورك تايمز: الربيع العربي ومصائر الرؤساء

نيويورك تايمز: الربيع العربي ومصائر الرؤساء
الثلاثاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٤:١١ بتوقيت غرينتش

نشر الكاتب “ريك غولدستون” مقالا له بصحيفة “نيويورك تايمز” تناول فيه مایسمی بالربيع العربي ورؤساء دول طالها هذا "الربيع" إثر مقتل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس.

ووصف غولدستون رحيل صالح بأنه يمثل لحظة مفصلية في بلد حصدته الحرب، ووصف اليمن بأنه دولة تجري فيها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، كما أنه يذكر بالآمال المجهضة في المنطقة.

بائع الخُضر

ويستمر قائلا إنه وقبل سبع سنوات أشعل بائع خضراوات متجول في تونس النار بنفسه ليموت بالمستشفى ويشعل ما أصبح يسمى بالربيع العربي الذي بدأ في 2011.

ويلقي الكاتب نظرة خاطفة على المصير الذي حل بكل واحد من الرؤساء في مصر، وليبيا، وتونس واليمن، مشيرا إلى أن الربيع العربي أفضى في واحدة فقط من هذه الدول، وهي تونس، إلى “ما يشبه ديمقراطية تعددية”.

الرئيس المصري السابق حسني مبارك (عاما 89) أطيح به في فبراير/شباط 2011 بعد 30 سنة في الحكم، وقد كان يمثل الرئيس العربي القوي الراسخ في السلطة، ولذلك كانت الإطاحة به تشير إلى تغيير سياسي كبير. وتعرض مبارك للسجن والمحاكمة بتهم شملت التآمر لقتل متظاهرين والفساد الواسع. وكانت جلسات محاكمته تتخللها صوره اللافتة للانتباه وهو داخل قفص الاتهام.

القمع عهد السيسي

لكن الغضب الشعبي على مبارك تلاشى بسبب مرور مصر بالمزيد من الهزات السياسية، إذ تمت الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي ليحل محله الفريق عبد الفتاح السيسي الذي كان وزيرا للدفاع في عهد مرسي. وقاد السيسي حملة قمع شرسة ضد المعارضين. وفي مارس/آذار الماضي أفرجت حكومة السيسي بهدوء عن مبارك من السجن، رغم أنه ظل تحت التحقيق في قضايا فساد ولا يمكنه مغادرة مصر. ويعيش الآن في قصر يخضع لحراسة مشددة بالقاهرة.

الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي الغريب الأطوار والعنيف، والذي يعتبر نفسه ملك أفريقيا ويرتدي زي البدو وحكم ليبيا لأكثر من 40 سنة تمت الإطاحة به في أغسطس/آب 2011 بعد ثورة شعبية دعمتها مقاتلات حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقتل القذافي على يد ثوار أخرجوه من مسقط رأسه، مدينة سرت، وعرضوا جثمانه بصندوق لحفظ اللحوم بمدينة مصراتة.

ومنذ ذلك الوقت انحدرت ليبيا إلى وضع من الغليان السياسي والعسكري، وإلى شبه فوضى، وأصبحت ملاذا لمهربي البشر الذين يستغلون اللاجئين والمهاجرين الباحثين عن رحلة بالقوارب للوصول إلى أوروبا.

البذخ والعوز

الرئيس التونسي زين العابدين بن على (81 عاما) هو أول ديكتاتور عربي تسقط سلطته، كان يتمتع بحياة باذخة على مرأى الجميع تقابلها معاناة على مكابدة مصاعب الحياة من قبل سواد التونسيين اليائسين الذين أصبح بائع الخضر محمد البوعزيزي الذي حرق نفسه، رمزا لهم.

أما الراحل علي عبد الله صالح فيعتبر أكثر الديكتاتوريين العرب دهاء ومكرا، فقد عُزل من السلطة أوائل 2012 بعد ثلاثة عقود في قيادة اليمن، أفقر دول الشرق الأوسط. وظل الراحل شخصية سياسية نافذة حتى بعد عزله من الرئاسة، وتحالف لاحقا مع انصار الله الذين ظلوا يحاربون العدوان السعودي الاميركي طوال ثلاث سنوات.

وقُتل صالح أمس عن عمر يناهز (75 عاما) عقب انفجار معارك بالعاصمة اليمنية صنعاء بعد أنه انقلب على انصار الله ودبر مؤامرة بقيادة السعودية الا ان مؤامرته فشلت وقتل على يد الجيش والجان الشعبية.