"إسرائيل": ترامب تشاور مع زعماء عرب.. واطمأن إلى ردود فعلهم

الخميس ٠٧ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٠٠ بتوقيت غرينتش

مع اعلان الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، استحضر المسؤولون الإسرائيليون المخزون الأيديولوجي الصهيوني في العلاقة مع القدس وفلسطين، وأضفوا أبعاداً تاريخية واستراتيجية على هذه المحطة المفصلية في حركة الصراع مع "إسرائيل"، وفي مواجهة الشعب الفلسطيني.

العالم - فلسطين

وكان بارزاً جداً، أنه لم يكن هناك تمايز في "إسرائيل"، في الموقف من الاعتراف الأميركي بالقدس، بين يمين ويسار، ولا بين علمانيين ومتدينين صهاينة، وإنما كان هناك موقف موحد في المضمون والمفردات. ولا يتعارض ذلك، مع وجود تباينات تتعلق بتقدير مفاعيل هذه الخطوة وتداعياتها على الساحتين الفلسطينية والاقليمية.

واعتبر رئيس "الدولة" رؤوبين ريفلين أن هذه الخطوة "محطة تأسيسية لحق الشعب اليهودي". ورأى أنها أجمل هدية لـ"إسرائيل" في الذكرى السبعين لاقامتها، وفي الذكرى الخمسين لاحتلال القدس في العام 1967. وفي السياق نفسه، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القرار بأنه محطة هامة في تاريخ القدس، و"اعلان تاريخي، يعترف بحقائق تاريخية"، واستحضر الأبعاد التاريخية والدينية لموقف الرئيس الأميركي في سياق التوظيف الصهيوني. ولم يتأخر في توظيف الموقف الأميركي في سياقه التسووي، كاشفاً عن أن هذا الموقف سيتحوّل الى سقف يُلزم الفلسطينيين بمواصلة التسوية انطلاقاً من التسليم به، وهو ما برز في كلامه الذي أكد فيه أنه "لن يكون هناك سلام من دون الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". على خط موازٍ، حاول نتنياهو أيضاً احتواء حالة الغضب التي تسود الشارع الفلسطيني، بالقول إن "اسرائيل" ستحافظ على "الوضع الراهن في القدس، وفي الحرم، وعلى حرية العبادة التامة لكل الاديان". وتوجه إلى الرئيس ترامب بالقول "سيدي الرئيس، التاريخ والشعب اليهودي سيذكران دائماً قرارك الشجاع في هذا اليوم، فشكراً لك".

بدوره، استبعد وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس، أن يكون للسعودية ردود فعل سلبية تؤثر على تحالفها مع "إسرائيل". وأكد أن الرياض مع المصالح المشتركة مع تل أبيب في مواجهة ايران، وهي تحتاج في هذا المجال إلى "إسرائيل"، بنسبة لا تقل عن العكس. ولفت وزير الاستخبارات أيضاً إلى أنّ ترامب أجرى سلسلة اتصالات مع الزعماء العرب، قبل اعلان قراره، مشيراً إلى أن هناك "فرقاً بين الإعراب عن موقف معارض، وبين توجيه رسالة كسر أوان" في اشارة الى استبعاده ردود فعل جدية تتجاوز التقديرات السائدة في واشنطن وتل أبيب، و"قواعد اللعبة". وبما أن الرئيس ترامب أعلن قراره بعد هذه الاتصالات فهو يعكس، بحسب كاتس، أنه "لم يتلق مثل هذه الرسائل (كسر الأواني) من الزعماء العرب الذين يعتمدون كثيراً في هذه الأيام على السياسة الأميركية ويحتاجون إلى الأميركيين، وأيضا إلى "إسرائيل"، في مواجهة إيران". وأضاف كاتس أنه "لا يوجد في العالم العربي في الدول الرائدة، نفس الحماسة التي نسمعها في الجانب الفلسطيني ولا لدى (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان أو لدى كل محور الإخوان المسلمين، وهذا ليس عن طريق الصدفة".

وعلى المستوى الاعلامي، احتل حدث الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، صدارة النشرات الاخبارية ومحور التعليقات والتحليلات التي توقفت عند الرسائل والدلالات التي ينطوي عليها، وما يمكن أن يترتب عليها على المستويين السياسي والأمني.

*الأخبار

108-114