هذه هي رسائل بوتين و الأسد من سوريا!

هذه هي رسائل بوتين و الأسد من سوريا!
الثلاثاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

في العام 2002 بدأ جورج بوش الإبن حربه على “الإرهاب” بالمفهوم الأمريكي و بدأت حربه بإرهاب دول العالم عبر مقولة “من لم يكن معي فهو ضدي”, و بعد 15 عاماً من الحرب الامريكية على “الارهاب” التي انتقلت من أفغانستان الى العراق و ليبيا و من ثم اليمن فسوريا أعلنت إدارة أوباما “إن قتال داعش سيستغرق عشرات السنوات حيث قد تمتد الحرب الى ثلاثين عاماً” على أمل أن يصل الإرهاب الى موسكو و أن تسقط دمشق.

العالم - مقالات

كما الجيش العربي السوري فاجأ العالم كذلك الروسي فاجأ الأمريكي و وضع حد له و أهم ما قام به الروسي هو منع الأمريكي من إستهداف الجيش العربي السوري الذي قضى على "داعش" و مع ذلك تدخل الأمريكي عسكرياً في سوريا معتقداً أن سيناريو ألمانيا سيتكرر و ستقيم موسكو جدارا مثل جدار برلين على نهر الفرات و تترك ما تبقى من سورية للأمريكي, و لكن العقلية الاستعمارية جعلت واشنطن تخطئ الحساب الذي تجلى خطأ استراتيجيا حينما فاجأها الرئيس بوتين من قلب سوريا بأمر سحب قواته البرية في زيارة استهلها بالقول مخاطبا الرئيس الأسد لقد وعدتكم بالزيارة وها أنا قد وصلت!.

زيارة بوتين إلى سوريا جاءت بعد أيام على قمة الرئيسين في سوتشي ما يؤكد أن الزيارة جاءت في إطار الإعلان عن عناوين المرحلة القادمة برسائل سياسية لمن يهمهم الأمر أولها أن الوجود الروسي في سورية وجود شرعي في حين أن الوجود الأمريكي هو قوة إحتلال و دخول الرئيس الروسي الى سورية هو دخول المنتصر على الإرهاب في حين أن ترامب العاجز عن دخول سورية لم يستطيع أن يخفي محاولته إستخدام الإرهاب للهجوم على سورية و هذا ما صرح به ماتيس علنا و ثانيها للقول أن ذراع واشنطن الإرهابي “داعش ” قد تم القضاء عليه و إذا أطل من جديد سيكون الرد غير مسبوق و قال بوتين “في حال رفع الإرهابيون رأسهم من جديد، نحن سنوجه إليهم ضربات لم يروها من قبل”.

يفتح كلام بوتين هذا إلى الرسالة الأهم أن عدم الذهاب الى الحل السياسي و الحديث يدور عن معارضة واشنطن سيكون مكلف و في حال حاولت واشنطن مجدداً إحتلال سورية عبر الإرهاب فإن الرد السوري الروسي سيكون أعنف مما سبق و اليوم يشكل القضاء على داعش فرصة للأمريكي للخروج بماء الوجه, و إلاَ على واشنطن التعامل مع مشهد عناصره انسحابا روسيا برياً و تسليم أمن قاعدة حميميم للجيش السوري و القاعدتين الروسيتين الجوية و البحرية حاضرتان لدعم سورية وبالخط العريض سقوط سورية مستحيل و ترك ما تبقى من معارك شمال سورية لمحور المقاومة ..فهل واشنطن جاهزة لهذا الصراع و قد إختبرته سابقاً في العراق.؟

إذ لم تكن صدفة أن يظهر قاسم سليماني و هو يوجه جنوده و يخبرهم عن هزيمة الجيش الأمريكي في العراق بالتزامن مع إعلان سحب القوات البرية الروسية, و لم تكن صدفة زيارة بوتين لسوريا بعد القضاء على "داعش" ليعلن عن سحب القوات البرية الروسية, و لكن يبقى السؤال بوجه الأمريكي الذي كان يعتقد فعلاً أنه تقاسم سورية مع روسيا و حدودها إلى نهر الفرات هل تسير الأمور كما يخطط لها أو كما يقرر الأسد ؟.

ها هي القوات الروسية ترحل بعيداً عن الفرات و لم يبق سوى قاعدة بحرية موجودة من الثمانينات و قاعدة جوية لردع الأمريكي و غير ذلك رحلت كل القوات الروسية البرية و روسيا لم تقيم جدار برلين على الفرات.

و من هنا على الأمريكي أن يدرك مغزى زيارة بوتين إلى سوريا و يلتقط عمق المعنى في عدم وجود قوات روسية على ضفاف الفرات بل هناك قوات كبدت الإحتلال الامريكي سابقا جرحى بأكثر من عدد مرتزقته و قتلى بأكثر من عدد جنوده, و قريبا سيغسلون تراب سورية بدماء جنود الإحتلال الامريكي و تلك هي الرسالة الأبلغ.

المصدر : جهينة نيوز

109-4