العد التنازلي لتحرير إدلب بدأ.. سوتشي عوضاً عن جنيف

العد التنازلي لتحرير إدلب بدأ.. سوتشي عوضاً عن جنيف
الثلاثاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٧:٠٧ بتوقيت غرينتش

انتهت لعبة داعش، ولم يبق التنظيم سوى على شكل جيوب أمنية وشبكات وخلايا متأهبة و كوابيس ترواد صناع القرار الغربي، فيما يحذر الباحثون والمحللون من اندلاع هجمات إرهابية كبرى في العواصم الأوروبية على طريقة عرافي القرون الوسطى مما جعل غربان الشؤم تحلق فوق مدن الضباب والأضواء والصقيع (لندن وباريس وبرلين).

العالم-مقالات

رغم ذلك لم توفر دول التحالف الغربي بقيادة راعي البقر التكساسي أي فرصة لترويج ما أسمته بانتصارها على داعش في سوريا، قصة لم تكن حتى أغاثا كريستي لتحيكها، الأمر الذي لم يعجب موسكو القيصرية فأوعزت لشقراء خارجيتها ماريا زاخاروفا للرد على تلك الرواية بتذكير الدول الغربية أن إنجازاتهم كانت في العراق وليبيا وأفغانستان، وليست في سوريا ، مضيفةً أن الرواية الغربية حول النصر على داعش ما هي إلا محاولة لسرقة الانتصار الروسي هناك.

السخرية الروسية كانت واضحة من إنجازات التحالف الغربي الذي أدى إلى انتشار الإرهاب في كل من أفغانستان وليبيا والعراق، لا سيما بعد تصريحات فرنسا بأن روسيا لم تكن صاحبة الفضل النصر على داعش بسوريا!.
لم تكتفي موسكو للرد على المزاعم الغربية بتصريح دبلوماسي ساخر عبر الشقراء الروسية زاخاروفا، بل نسقت مع الحليف السوري للتوجه نحو إدلب التي تعسى جبهة النصرة الإرهابية لأن تكون معقلها وإمارتها، وفي ذلك رسالة سياسية عابرة للقارات كصاروخ بالستي هائل التدمير.

فقد توغل الجيش السوري بين ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وسيطر على عدة نقاط وتلال، بإسناد ناري كثيف من المدفعية والطيران الحربي السوري والروسي، كما سيطر على قرية الظافرية بريف إدلب الجنوبي الشرقي المحاذي لريف حماة الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي النصرة الذين باتوا على مقربة من مدينة ادلب، والسيناريو المتوقع معارك دامية ستشنها الجبهة مع الميليشيات الموجودة هناك من أجل إخضاع الأمر لها.

كذلك فإن تنظيم داعش أو ما تبقى منه هو الآخر يتجه نحو ادلب ويسعى للسيطرة عليها، الأمر الذي ينذر بحرب مقبلة بين النصرة وداعش، وهنا قد تلجأ النصرة إلى أنقرة لحمايتها ضد داعش، مقابل توقيع اتفاق وقف النار ثم تسوية تكون فيه أنقرة وسيطةً لدى الروسي والإيراني، هو ما سترفضه دمشق لاحقاً، بالتالي فإن المشهد الأكثر مناسبةً للواقع هو حصول معركة تطهير شاملة في ادلب ضد كل من النصرة وداعش لتكون ادلب هي الانتصار الكبير بالنسبة لروسيا أمام أعضاء التحالف الدولي الغربي.
اما بالنسبة لتركيا ووجودها في ادلب، فإن ذلك قد تم بتنسيق مع الروسي والإيراني، على أنقرة أن تغض الطرف عن العملية العسكرية التي تستهدف كلاً من النصرة وداعش فقط، مقابل طمأنتها من عدم اقتراب أي خطر كردي على حدودها وقد يكون هناك سماح للتركي لاحقاً بالانتشار في عمق قليل ضمن الحدود الشمالية لسوريا في إطار مراقبة الوضع إلى جانب جنود روس فيما الداخل الادلبي سيكون ضمن سيطرة الحكومة السورية وجيشها.
ليس صدفةً أن يكون التوجه نحو ادلب متزامناً مع رد زاخاروفا على فرنسا والتحالف الدولي، بل إن عملية ادلب العسكري ستكون بمثابة تأكيد على أن الانتصار ضد الإرهاب هو لمحور سوريا ـ إيران ـ روسيا لا للتحالف الدولي، وهذا أيضاً سيعزز الميدان بما سيؤثر على مسار المفاوضات لاحقاً.

إذاً فإن العملية التالية بعد دير الزور التي سيتم التسليط الضوء عليها هي في ادلب، هناك ستشتعل النيران كما لو أنها بروفا ليوم الدينونة، على مايبدو فقد صدر القرار بتحرير ادلب بعد التنسيق السوري ـ الروسي ـ الإيراني مؤخراً، تخيلوا خبر تحرير ادلب بعد دير الزور، كم سيكون المشهد مدوياً بحيث قد يتم استبدال مؤتمر جنيف بمؤتمر سوتشي لحل الأزمة نهائياً.

المصدر:شام تايمز

113