"النصرة" بوضع حرج جدا في ادلب!

الخميس ١٤ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٥:١٤ بتوقيت غرينتش

ماذا يحدث داخل “هيئة تحرير الشام” هي تبدو هذه الأيام كمن يفقد زمام السيطرة على الأمور داخلها وفي معاقلها. كان قرار الخروج من الغوطة الشرقية محل انقسام في صفوف الهيئة بين من يدفع الى الخروج الى ادلب معقل الهيئة وبين رافض للقرار، وسرعان ما تطور الاختلاف ليفضي الى اعتقالات قادة في صفوف الهيئة.

العالم - مقالات وتحليلات

الكثيرون من عناصر الهيئة باعوا ممتلكاتهم وسجلوا اسماءهم في قوائم الخروج وهم ينتظرون. مواقع مقربة من الهيئة قالت نقلا عن أحد إمرائها أن “خروج المسلحين هو للأجانب فقط وبعض الأمراء، وليس لكل العناصر” بينما يستعد الجميع للمغادرة .

قتل قيادي عسكري في “هيئة تحرير الشام”، الاثنين ، جراء تعرضه لإطلاق رصاص من قبل مجهولين في منطقة جب الحص الواقعة في ريف حلب الجنوبي ، على وقع تفجيرات متنقلة تستهدف حواجزها في مناطق مختلفة من إدلب .

ويبدو تنظيم القاعدة الدولي عازم على قلب الطاولة على قائد الهيئة أبو محمد الجولاني ، بعد أن أعلن زعيم القاعدة أيمن الظواهري أن نقض بيعة جبهة النصرة له باطلة على إثر أقدام الجولاني على اعتقال قادة مرتبطين بالقاعدة ومن غير المستبعد تصفية الجولاني لاحقا .

وتجهد هيئة تحرير الشام لاقناع الفصائل العسكرية في الشمال التي تغولت عليها وقاتلتها لتشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة للضرورة القصوى ، ويجهد "الشرعيان" السعوديان المحيسني والعليان لانجاز ذلك ، إذا قال العليان مخاطبا الجميع ” إذا لم تشكلوا غرفة عمليات مشتركة لمواجهة الحملة العسكرية التي يشنها النظام وحلفاؤه فإنكم سوف تعضون اصابعكم ندما “.

الا ان الفصائل غير متشجعة لذلك رغم التنازلات التي قدمتها الهيئة لهم ، ومنها التخلي عن ادارة معبر باب الهوى ، خاصة ان الهيئة اتهمت فصائل الشمال بالتخاذل عن جبهات القتال في ريف ادلب الشرقي حيث يزحف الجيش السوري باتجاه ادلب .

ووضعت الفصائل شروطا على الهيئة وأولها الإفراج عن المسلحين لديها من عناصر تلك الفصائل والكشف عن مصير المغيبين .

وأعلنت مصادر مقربة من “الهيئة” التوصل إلى صيغة نهائية للصلح بين الفصائل وتشكيل غرفة عمليات مشتركة، في حين نفت الفصائل التوصل ولو لصيغة مبدئية للصلح أو التشكيل، مع وجود ملفات عالقة، أهمها حقوق حركتي “أحرار الشام” و”الزنكي”، وملف المعتقلين.

وما يتضح من بيانات هذه الفصائل ونفيها القبول بدخول غرفة عمليات مشتركة مع الهيئة ، إنها لا ترغب في أن تحسب على توجهات الهيئة ، وأن لا تكون في دائرة الاستهداف الدولي .

وتواجه “هيئة تحرير الشام” تحديات أكبر في ادلب معقلها الرئيس والوحيد في سوريا ، فالجيش السوري يسعى لوضع قدم له في ادلب ، ودخل بالفعل خلال الساعات الماضية حدود إدلب الإدارية من ريف حماة الشمالي ، ساعيا لقلب المعادلة القائمة في ادلب .

في الوقت الذي ظهر فيه تنظيم “داعش” على تخوم إدلب ونجح خلال الأيام الماضية من توسيع نطاق نفوذه شمال شرقي حماة على حساب هيئة تحرير الشام ، قاصدا العودة إلى ادلب لتعويض خسارته معاقله في الرقة ودير الزور والبو كمال .

أما التحركات العسكرية التركية في ادلب فلا تدرك الهيئة حتى الآن منتهاها ، خاصة أن أنقرة تنسق هذه التحركات مع موسكو الساعية لتصفية الهيئة في سوريا .

وتظهر حالة التخبط في صفوف” هيئة تحرير الشام ” من خلال القرارات باعتقال قادة الجبهات واتهامهم بالتخاذل وعزل قادة عسكريين . فهل أزف وضع الهيئة تحت بقعة الضوء و المصير ؟؟

كمال خلف - رأي اليوم

2-4