ما هو الشرط الذي حدده بوتين للتعاون مع امريكا؟

ما هو الشرط الذي حدده بوتين للتعاون مع امريكا؟
الخميس ١٤ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٢:٢٦ بتوقيت غرينتش

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه في حال اعتمدت الولايات المتحدة على المنطق السليم في سياستها الخارجية، فهذا قد يصبح ضمانا لتعاون البلدين في القضايا العديدة بينها كوريا الشمالية.

العالم - اوروبا 

وأوضح بوتين في المؤتمر الصحفي السنوي: "أعلن السيد تيلرسون أن الولايات المتحدة مستعدة للاتصال المباشر (مع كوريا الشمالية). هذه إشارة جيدة تدل على أن القيادة الأمريكية ووزارة الخارجية يدركون الواقع، وأمل أن يحدث هذا بالتوازي مع الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون. وفي حال سرنا بهذا الطريق، وانطلاقا من المنطق السليم فإننا بالطبع سنتعاون مع الولايات المتحدة في القضايا كافة، بما في ذلك كوريا الشمالية".

وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أعلن الثلاثاء الماضي أن واشنطن تدعو إلى حل دبلوماسي للقضية الكورية الشمالية وإجراء مفاوضات مثمرة مع بيونغ يانغ ومن دون أية شروط مسبقة.

موسكو متمسكة بالمعاهدات الخاصة بالأسلحة الاستراتيجية

من جهته أكد بوتين تمسك موسكو بالمعاهدات الدولية الخاصة بالأسلحة الاستراتيجية، وحذر من أن انسحاب الولايات المتحدة منها قد يضر بالأمن والاستقرار الدوليين.

وذكر أن روسيا لن تنسحب من أهم المعاهدات الدولية التي تشكل حجر الأساس للأمن الدولي، بما فيها معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى ومعاهدة ستارت الجديدة ومعاهدة الحد من أنظمة الصواريخ المضادة للدفاع الصاروخي.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن واشنطن تحاول توجيه أصبع الاتهام بخرق المعاهدة إلى موسكو، بينما نشرت هي نظام "أيجيس" المضاد للصواريخ في رومانيا، ويمكن استبداله بسهولة بصواريخ متوسطة المدى.

وذكر أن الأحاديث تسمع اليوم في الولايات المتحدة بأن معاهدة ستارت الجديدة المتعلقة بتقليص الترسانة النووية ليست مفيدة بالنسبة لها، محذرا من أن انسحاب الولايات المتحدة من هذه الاتفاقية سيكون أمرا سلبيا للغاية من ناحية الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين.

وشدد على أن النفقات العسكرية في روسيا متوازنة، نظرا لضرورة ضمان أمن الدولة من جهة ومنع الإضرار باقتصادها من جهة أخرى، مشيرا إلى أن النفقات العسكرية الروسية في عام 2018 ستبلغ 46 مليار دولار، وهذا أقل بـ15 مرة مما في الولايات المتحدة (نحو 700 مليار دولار).

إطلاق صاروخ واحد من قبل كوريا الشمالية سيؤدي إلى كارثة

اما بالنسبة لكوريا الشمالية فقد حذر بوتين من خطر تأجيج الوضع حول كوريا الشمالية، مشيرا إلى أن إطلاق صاروخ واحد من قبل كوريا الشمالية سيؤدي إلى كارثة.

وقال: "نعتقد بأنه يجب وقف تأجيج الوضع من الجانبين"، أي من قبل واشنطن وبيونغ يانغ.

وأشار إلى أن كوريا الشمالية ردت بإطلاق صاروخ جديد على المناورات الامريكية ، مضيفا أنه "يجب الخروج من هذه الحلقة المفرغة، لأن هذا أمر خطير للغاية".

وأضاف أن الاستخبارات الأمريكية لا تمتلك ما يكفي من المعلومات الدقيقة عن إحداثيات الأهداف المحتملة في كوريا الشمالية، ولن تكون الولايات المتحدة قادرة على تدمير كافة الأهداف في حال ضربت كوريا الشمالية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "إطلاق صاروخ واحد من قبل كوريا الشمالية كاف ليؤدي إلى عواقب كارثية".

وأعاد بوتين إلى الأذهان أن الولايات المتحدة قد استخدمت السلاح النووي في الماضي، مشيرا إلى أنه "الآن لا توجد أي ضرورة للقيام بذلك. ويجب إبداء أقصى قدر من الحذر".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تقوم باستفزاز كوريا الشمالية، والأخيرة "لا ترى طريقة أخرى للحفاظ على نفسها سوى تطوير أسلحة الدمار الشامل والمعدات الصاروخية. وهي طورتها حتى تكون قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية، على ما يبدو. وهذا الأمر ليس جيدا على الإطلاق".

ونوه بأن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة بشأن كوريا الشمالية مرهون بعقلانية الموقف الأمريكي. وذكر بتصريح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حول استعداد الولايات المتحدة لمفاوضات مباشرة مع كوريا الشمالية.

وقال: "هذه إشارة جيدة جدا تدل على أن القيادة الأمريكية بشكل عام، والخارجية الأمريكية تبدأ بإدراك الواقع، وآمل بأن يحدث ذلك في الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون أيضا. وفي حال تحركنا بهذا الاتجاه، انطلاقا من التفكير السليم، فنحن سنتعاون مع الولايات المتحدة بشأن كافة المسائل من هذا القبيل، بما فيها قضية كوريا الشمالية".

وأكد بوتين أن روسيا "لن تعترف بصفة دولة نووية لكوريا الشمالية"، واصفا خطوات بيونغ يانغ على هذا الاتجاه بأنها "غير بناءة".

المصدر: روسيا اليوم 

114