كيف ستعيد العملات الرقمية تشكيل تجارة النفط وتحد من هيمنة أمريكا!؟

كيف ستعيد العملات الرقمية تشكيل تجارة النفط وتحد من هيمنة أمريكا!؟
الإثنين ١٨ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٨:٣٨ بتوقيت غرينتش

لا تزال تعتمد الولايات المتحدة على سياسة العقوبات في التعامل مع جميع البلدان التي ترى أنها تتحدى النظام العالمي الذي تقوده، وغالبا ما تتركز التداعيات الجيوسياسية في إطار هذا الصراع، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".

العالم - الاميركيتان 

وما يشهده العالم من توترات في الشرق الأوسط، وفي شبه الجزيرة الكورية، مرورًا برغبة بلدان أوروبية في منع خط أنابيب "نوردستريم 2" الروسي من الوصول إلى ألمانيا، ما هو إلا مظاهر لهذا التحدي والصراع الدائر.

طمع أمريكي

- خلافًا لما يعتقده الكثيرون، فإن البترودولار ليس مصدر قوة الدولار الأمريكي في جميع أنحاء العالم، لكنه نقطة ارتكاز رئيسية للولايات المتحدة من أجل إبقاء المنافسة بعيدا عن بعض الأسواق.

- إنه تأثير ثانوي لهيمنة الدولار في القطاع المالي العالمي اليوم، لكنه ليس المحرك الرئيسي للصراع، فالأسواق المالية ببساطة كبيرة جدًا مقارنة بحجم أي سوق للسلع.

- الخروج من عباءة البترودولار يمنح البلدان حرية إعادة بناء منظومتها المالية، لكن السياسة الخارجية الأمريكية تركز على الدفاع عن البترودولار جنبًا إلى جنب مع بعض الأنظمة مثل صندوق النقد الدولي وشبكة سويفت والبنوك المركزية.

- البترودولار مهم للولايات المتحدة لكن على المدى الطويل فقط، فخلال المدى القصير تعد السياسة النقدية والدبلوماسية والاستقرار السياسي عناصر أكثر تأثيرًا على النظام العالمي الذي تقوده.

تحرك روسي

- العملات الرقمية المدعومة بالنفط كالتي أصدرتها فنزويلا هي خطوة مهمة، وغالبًا تأتي بوعز من الجانب الروسي، وتعد إحدى أدوات موسكو لمواجهة الصراع الأمريكي الذي يشمل فرض العقوبات المالية.

- أعلنت روسيا بالفعل عملها على إصدار روبل رقمي، وكذلك تدعيم أبحاث العملات الرقمية وعمليات تعدين "بتكوين" على نطاق واسع، مع احتمال إصدار عملة رقمية لبلدان "بريكس".

- إصدار عملة رقمية مدعومة باحتياطيات النفط، يسمح لشركات النفط والغاز بتجنب العقوبات المصرفية الأمريكية، وسيسهم في خلق أسواق ثانوية لديون الشركات وإصدار الأسهم، وإجراء عمليات المقاصة بسرعة دون حاجة لشبكةالدفع البنكي العالمية "سويفت".

- بما أن معاملات هذا الروبل الافتراضي سيفرض عليها ضرائب بنسبة 13% فقط، يمكن للشركات الروسية خفض معدل الضريبة على الأرباح الرأسمالية من 20% في الوقت الحالي.

الجانب الآخر للعملات الرقمية

*المشكلة المتعلقة بدعم أي عملة رقمية جديدة بالاحتياطيات المادية هي التقلبات في قيمة هذه الاحتياطيات، وكيف يمكن تقديرها بدقة؟ وهل سيثق حاملو هذه العملات بالحكومة الروسية أو الفنزويلية في تحديد القيم؟

- كما تعتبر قدرة البلاد على استخراج هذه الاحتياطيات وبيعها في السوق أحد العناصر الفارقة، وهو ليس مصدر قلق لروسيا ثاني أكبر مورد نفطي في العالم، لكن الأمر مختلف بالنسبة لفنزويلا.

- علاوة على ذلك، ستخضع شبكات "بلوك شين" الداعمة لهذه العملات لهجمات عدائية من قراصنة، فليس خيالًا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعمل على تطوير طرق لمهاجمة أي شيء يستند لتكنولوجيات مشفرة في هذه البلدان.

"بتكوين" حل لمشاكل أخرى

- "بتكوين" ليست ملائمة فقط للتعبير عن مستوى احتياطيات الأصول لدى روسيا مثل كومة الذهب الهائلة التي تملكها، ولكنها أيضًا تعزز جهود جعل البلاد وجهة لرؤوس الأموال مع انتهاء أزمة الديون السيادية.

- تتدفق رؤوس الأموال إلى العملات الرقمية بوتيرة هائلة، بينما لا تزال الحكومات مترددة في تبني هذه التكنولوجيا، لكن روسيا بإدارة "فلاديمير بوتين" تتحرك سريعًا لمعالجة هذا الأمر بهدف استغلاله في الاستقلال ماليا عن أمريكا.

- ربما ذلك كافيًا لتفسير رغبة روسيا في السيطرة على 10% من طاقة تعدين "بتكوين" عالميا، فمن يتحكم في عملية تعدين العملات الرقمية يتحكم في الشبكة بشكل فعلي.

- كل من الروبل الافتراضي والعملة النفطية الرقمية المحتملة يمكن ربطهما بشبكة "بلوك شين" الخاصة بـ"بتكوين" عبر وسيط إلكتروني ما يوفر لهما حماية كبيرة ضد أنواع مختلفة من الهجمات.

المصدر : ارقام