هل بدأت معركة تحرير ادلب انطلاقا من مطار ابو الضهور؟

هل بدأت معركة تحرير ادلب انطلاقا من مطار ابو الضهور؟
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٥٠ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس السوري بشار الاسد ان الانتصار على الارهاب في سوريا سابق لاوانه، وهناك ارهاب اخر تدعمه دول غربية وهو جبهة النصرة.

العالم - مقالات وتحليلات

لقد كان كلام الرئيس السوري بشار الاسد عن مواصلة المعركة ضد الارهاب في سوريا لافتا، وحيث اعتبر امام عدة وسائل اعلامية بمناسبة استقباله وفدا رسميا روسيا، “ان الحديث عن الانتصار على الارهاب في سوريا لا يزال سابقا لاوانه، وان العالم يشتت الانظار عن ارهاب آخر هو ارهاب جبهة النصرة، والذي ما زالت تدعمه دول غربية معروفة”، فهل يمكن اعتبار تصريحه اشارة الانطلاق لمعركة تحرير ما تبقى من مواقع تسيطر عليها جبهة النصرة، وخاصة في ادلب، وكيف يبدو الوضع الميداني على ابواب معقل ارهابيي جبهة تحرير الشام في ادلب؟
يمكننا ان نستنتج من متابعة خارطة الميدان وتوزع الاعمال العسكرية المهمة في الشمال السوري حاليا، ان هناك حراكا ناشطا بمواجهة مطار ابو الضهور يُحضّر له الجيش العربي السوري وحلفاؤه، وان هناك حراكا آخرا لا يقل نشاطا وعنفا عن الاول، يقوم به مسلحو التنظيمات الارهابية في ريف حماه الشمالي بمواجهة مثلث طيبة الامام – صوران – حلفايا، ومن خلال دراسة معطيات وعناصر هذين الحراكين، يمكننا ربطهما ببعضهما من الناحية العسكرية والميدانية وذلك على الشكل التالي:

بمواجهة ابو الضهور
يُحَضّر الجيش العربي السوري منذ فترة ليست ببعيدة مناورة مركبة لتحرير مطار ابو الضهور، وطبعا بالاضافة لقراره في تحرير كافة الاراضي التي ما زالت تحت سيطرة الارهابيين، فللمطار المذكور اهمية استراتيجية كنقطة ارتكاز متقدمة في ريف ادلب الجنوبي الشرقي، تشكل قاعدة مناسبة لاطلاق طوافات القتال والدعم، و تربط محاور التقدم المقترحة في اي عملية واسعة في كافة الاتجاهات.
هذه المناورة المركبة بدأت ترتفع حرارة المواجهة فيها عبر التقدم في ثلاثة محاور بطريقة متزامنة ومدروسة، الاول من خناصر غربا، الثاني من اثريا شمال غرب، والثالث من ريف حماه الشمالي في محيط المشيرفة شمالأ، وحيث ما زالت وحدات الجيش العربي السوري وحلفائه بعيدة نسبيا عن تخوم المطار المذكور وعن خطوط المدافعة المباشرة عنه، فان طريقة التقدم الثابتة من الاتجاهات الثلاث بشكل متواز، تجعل الوصول الى المطار وتحريره مسألة وقت ليس اكثر، خاصة وان ميدان مسرح العملية الهجومية مفتوحا ومكشوفا، ولا يمكن للمدافعين عنه مواجهة التغطية الجوية والمدفعية والصاروخية الفاعلة.

بمواجهة ريف حماه الشمالي
بالمقابل، وفي خطة يبدو انها ردا على ما يتعرض له الارهابيين في ريف ادلب الجنوبي الشرقي بمواجهة مطار ابو الضهور، ينفذ هؤلاء ضغطا واسعا على مثلث صوران – طيبة الامام – حلفايا، انطلاقا من ريف ادلب الجنوبي بين خان شيخون ومورك وكفرزيتا، وفي مناورتهم هذه يهدفون الى تشتيت جهود الجيش العربي السوري عن مطار ابو الضهور، حيث مدافعتهم هناك بمواجهته لا تتمتع كما يبدو بامكانية الثبات، وحيث يرون ـ وهذه نقطة صحيحة عسكريا وميدانيا ـ ان التغطية الجوية والمدفعية للجيش العربي السوري على جبهة ريف حماه ستكون اقل فعالية بسبب تداخل مواقعهم مع مواقع الجيش المذكور وحلفائه، فالواضح ان معركتهم في ريف حماه الشمالي ستكون بدون افق للتقدم جنوبا، وتتزايد الاصابات في صفوفهم بشكل متسارع، وبالتالي يُستنزفون على جبهة هي مُحصّنة وثابتة وبرهنت ذلك طيلة فترة الحرب على سوريا.
واخيرا … وكما كانت معركة فك الحصار عن مطار كويرس مفتاحا لتحرير شرق حلب حتى الفرات، وكما كانت معركة تحرير تدمر مفتاحا لفك الحصار عن مدينة ومطار دير الزور، ومفتاحا لتحرير الشرق السوري والانتصار على داعش، فهل ستكون معركة تحرير مطار ابو الضهور مفتاحا مفصليا لتحرير ادلب وما تبقى من ارياف حلب، وبالتالي الانتصار على الوجه الاخر من الارهاب في سوريا والمتمثل بجبهة النصرة ومن يدور في فلكها؟

العهد

NAR-2