الصاروخ اليمني..إلى أين؟؟

الصاروخ اليمني..إلى أين؟؟
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

بعيدا عن رسائل وأهمية ودلالات اطلاق الصاروخ البالستي من اليمن على الرياض، والذي يؤكد دون ادنى شك فشل العدوان على اليمن من جهة، وصمود وثبات اليمنيين وقدرتهم على المواجهة من جهة اخرى، أتوقف قليلا عند التوقيت لما فيه من حساسيّة المستهدف، والذي اثبت ان المعركه في اليمن وحساباتها ومعادلاتها اصبحت أبعد من اليمن واكبر من الحوثيين، وأن الصراع سيأخذ شكلا مختلفا عما هو عليه في هذه المرحله.. كل يحاول ان يقلب الدفّة لصالحه ويبرّر خطواته ولكن في نهاية المطاف هل ما يجري هو لمصلحة اليمن فعلاً أم على حساب اليمن؟؟

العالم - مقالات وتحليلات

أمّا لماذا التركيز على التوقيت؟؟

الصاروخ سواء أصاب هدفه أم لم يصبه فهو تزامن مع اجتماع موسّع لقادة سعوديين، وهذا يؤكد ان النزاع وبعد حسم العديد من ساحات المعركه في المنطقه، باتت اليوم وجهته وحلبته اليمن، وباتت المعركة اكبر من حجم اليمن، لأن توقيت الاستهداف يحتاج الى جهد استخباراتي عالي المستوى، وليس مرتبطا بجهة داخلية معينة فقط، الامر الذي ينذر اليوم بارتفاع نذر الحرب واستعارها في اليمن وتصفية الحسابات على ساحتها..

كذلك اتى هذا الاستهداف بعد اتهام ايران بأن الصاروخ الذي اطلق على الرياض مؤخرا هو ايراني الصنع وكاد الامر ان يتحول الى مواجهة دوليه.. ليثبت ان الزناد يمنية حوثية بامتياز، وأن قدراتهم الذاتية هي محط الانظار وصاحبة القرار رغم ما تستحوذه من دعم بشتى المجالات بغض النظر عما ان كانت معلنة او غير معلنة..

وهنا لا يمكن الفصل ما بين هذين التوقيتيْن، لأن التوقيت يدل على ان اليمن إلتحق او في طريقه للالتحاق بمحور المقاومه، وان لم نسمع هذا الكلام اليوم فسنسمعه غداً من رأس هذا المحور، وهذا الامر الذي يقلق السعوديه التي تحاول عدم فقدان السيطرة على اليمن، وستحاول مواجهة ايران بشتى الوسائل، لأن الرياض تدرك تماما ما معنى فقدان ورقة اليمن من يديها وخروجها من تحت عباءتها..

فهل الخيار الصاروخي بات خياراً استراتيجياً وضابط ايقاع المعركة في اليمن وسينجح بقلب موازين المعركة، وبالتالي ستستحوذ حركة انصار الله على الساحه اليمنيه ولا شك بالشراكه مع بعض القوى اليمنيه؟؟ ام سيكون الباب مفتوحا امام تسويات للخروج بأقل الخسائر الممكنة بعد ألف يوم من العدوان يكون لأنصار الله دور فيها ؟؟؟ ام ستكون المراهنة سعوديا على تحرك دولي ضد اليمن تحت مسوّغات ومبررات عدة وعلى صراعات داخلية؟؟

في المحصّلة وبعيداً عن المعادلات القادمة، لا يمكن عزل اليمن عن محيطه الخارجي وعن الصراعات الخارجية ولا يمكن لأحد في اليمن ان يقول بأنه لم يعد مرتبطا بجهة على حساب اخرى ... ولكن الايام كفيلة بأن تثبت قولاً وفعلاً من يعمل لمصلحة اليمن واليمنيين بعيداً عن الشعارات التي اثقلت كاهل الشعب..

  • علي قازان - إعلامي وكاتب لبناني

208-2