محمد بن سلمان، إلى أين ...؟!

محمد بن سلمان، إلى أين ...؟!
الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٧:٤٨ بتوقيت غرينتش

برعاية بن سلمان أحيا مغني الراب الأميركي الشهير نيلي حفلاً موسيقيّا في مدينة جدة الساحلية مساء الخميس الماضي، أمام جمهور غفير من الرجال استمر لأربع ساعات.

العالم - السعودية 

وأقيم الحفل في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية برعاية "الهيئة العامة للترفيه"، الجهة الحكومية المخولة بمنح تصاريح إقامة الحفلات الموسيقية والنشاطات الترفيهية في الأماكن العامة في السعودية.

وقال نيلي للصحافيين قبل بدء الحفل الاستثنائي: "من المذهل أن تجد موسيقاك (...) مقبولة عالميا، ليس فقط في المكان الذي تنتمي إليه ولكن أيضا من قبل أناس لم يقابلوك أو يروك من قبل".

ويشكل حفل نيلي محطة جديدة في سلسلة الحفلات الغنائية التي بدأت تشهدها السعودية المحافظة مؤخرا وبرعاية السلطات الساعية إلى تعزيز النشاطات الترفيهية ضمن مجموعة أخرى من بوادر الانفتاح الاجتماعي وبينها السماح للمرأة بقيادة السيارة ومنح التراخيص لدور السينما.

وشهدت الرياض في الأشهر الماضية فعاليات غنائية محدودة بعد فترة طويلة من الانقطاع لعدد من الفنانين السعوديين والعرب والغربيين.

يذكر أن نيلي أوقف في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي في الولايات المتحدة بعد اتهامات بالاغتصاب قبل أن يطلق سراحه سريعا من دون توجيه أي تهمة إليه.

واعتبر العديد من المفسرين ان اجراءات بن سلمان تأتي للتغطية على فشل السعودية الذريع في الحروب التي خاضتها في المنطقة كاليمن وسوريا ولبنان، مؤكدين انه يبحث عن طريقة لالهاء الرأي العام عبر اقامة حفلات موسيقية او السماح للمرأة بالقيادة.

وقالوا ان بن سلمان يحاول ان يصور نفسه كشخصية بازرة ومتنفذة في السعودية، وان العديد من الانفتاحات التي تشهدها المملكة ما هي الا غطاء لعمليات الاعتقال التي شنها ضد ابناء عمومته في الاشهر الماضية.

بن سلمان يتحدى تقاليد المجتمع السعودي

ويرى بعض المفسرين أن ولي العهد السعودي يكافح وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الى ايجاد تغييرات شكلية وظاهرية في المجتمع السعودي تمهيداً للوصول الى سدة الحكم، فالملك سلمان ونتيجة لكبر سنه، لا يمكن أن يبقى لفترة طويلة في الحكم، لذا فان الخيار الأفضل للاميركان هو الاستعاضة بابنه محمد، لتأمين مصالحهم.

وحذر المفسرون من نشوب صراعات داخلية جراء تصرفات محمد بن سلمان الغريبة على مجتمع محافظ كالسعودية التي لم تشهدها طيلة السنوات الماضية، ويرى المفسرون ان مثل هذه التغييرات الجذرية بدون الاخذ بنظر الاعتبار الى النسيج الاجتماعي والقبلي السائد هناك فانه قد ينذر بازلاق البلاد الى اتون نزاعات داخلية.