الغارديان:

مرشح وحيد ضد السيسي في انتظار قرار المحكمة!

مرشح وحيد ضد السيسي في انتظار قرار المحكمة!
الأربعاء ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٧:٠٧ بتوقيت غرينتش

المحامي المصري خالد علي هو واحد من أربعة أسماء مطروحة لمواجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في انتخابات العام المقبل ويعد رمزا من رموز اليسار في مصر. وتقول روث مايكلصن في صحيفة “الغارديان” إن علي رجل لا تظهر عليه الثورية ويبدو كأستاذ مدرسة أكثر منه محام فضلا على كونه مرشحا رئاسيا في انتخابات العام المقبل”.

العالم-مصر

وقال وهو يهزكتفيه باستهجان “ينظر إلي كخائن أتلقى الدعم من الخارج”،  في إشارة للحملات ضده من قبل المؤسسات الإعلامية التي تدعمها الحكومة ورموز مؤيدين للنظام.

وتشير إلى أن برنامج علي الإنتخابي الذي هو مزيج من الرعاية الإجتماعية بما فيها توسيع نظام التأمين الصحي والحد الادنى من الأجور يذكر بالإشتراكيين الذين دخلوا الحياة السياسية العامة في أماكن أخرى مثل بيرني ساندرز السناتور الأمريكي عن فيرمونت وجيرمي كوربن، زعيم حزب العمال. وفيما إن كان ينظر لنفسه بهذه الطريقة أجاب باللغة الإنكليزية “أنا خالد علي”.

وتقول إن معركة علي إن رشح نفسه ستكون أمام رجل مصر القوي عبدالفتاح السيسي وهو الشخص الوحيد الذي يملك فرصة لكي يخوض انتخابات عام 2018.

فقد تم اعتقال العقيد أحمد قانصوة بعدما أعلن عن نيته الترشح واتهم بانتهاك قواعدا العسكرية من خلال التعبير عن مواقفه السياسية وهو بالزي العسكري وسجن مدة ستة أعوام. وتم ترحيل رئيس الوزراء المصري السابق أحمد شفيق من الإمارات بعدما أعلن عن نيته الترشح واحتجز لمدة 24 ساعة في مكان غير معروف بعد عودته إلى مصر.

ويعد شفيق من رموز العهد الماضي المرتبطين بنظام حسني مبارك وأتوقراطي مرتبط بالمؤسسة العسكرية والأمنية المصرية أما علي فهو من المعارضة اليسارية التي  ساعدت على الإطاحة بنظام مبارك. وحصل السيسي الذي كان قائدا للجيش على نسبة 97% في انتخابات عام 2014 وذلك بعد عام من إنقلابه على الرئيس المنتخب محمد مرسي. وتقول  الصحافية إن فترة السيسي في الحكم شهدت تقلقلا سياسيا ووأضاعا أمنية مقلقة ورافقتها عمليات ملاحقة للمعارضة وقمع لحرية الرأي تكميم أفواه مؤسسات المجتمع المدني. ولم يعلن السيسي بعد عن نيته للترشح مرة أخرى إلا أن هناك توقعات عالية بأن يقدم نفسه مرة أخرى كمرشح.

 العدو الأول

  وتضيف أن برنامج  علي لا ينتقد كثيرا أسلوب السيسي في الحكم بقدر ما يتحدي النظام الذي يمثله. ولهذا يرى البعض أنه ليس مجرد معارض بل العدو الأول. وبسبب هذا فقد تعرضت حملته للإستفزاز منذ البداية.

وقامت الشرطة بمداهمة مطبعة تقوم بنشر ملصقاته الإنتخابية وبعد ذلك نفت أن تكون هي التي نفذت المداهمة أصلا.  وقال “دعيت على عشاء وسط القاهرة وبعد يوم تم إغلاق كل مقهى في الشارع وتعرض الجميع لمضايقات من الشرطة”.

وأضاف أن محام في منطقة تلقى تحذيرات من الشرطة أن لا يعقد اجتماعا لمناقشة دعمه وبعد ذلك اتصلت به الشرطة وطالبته بإلغائه. وتعلق الكاتبة أن علي أصبح بمثابة “كيس شلاليت” للإعلام المؤيد للحكومة.

ومنذ إعلانه عن ترشيح نفسه لم يتلق ولا دعوة من القنوات التلفزيونية لمناقشة برامجه الإنتخابية ولم تقابله ولا أي صحيفة أو قناة محلية. وخصصت صحيفة “الجمهورية” صفحة كاملة انتقدته فيها ووصفته بالقزم “خالد علي ولعبة القزم” وقالت إنه تلقى دعما سريا  من الإتحاد الاوربي.

ويذكر هوس الإعلام به بترشيحه عام 2012 حيث لم يحصل إلا على 1% من مجمل أصوات الناخبين. ويأمل علي أن تؤدي الهجمات عليه إلى توليد أصوات له في انتخابات عام 2018.

فقد كان المحامي علي في مقدمة المعارضين لقرار السيسي المثير  للجدل والإنقسامي المتعلق بنقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. وقاد معركة قانونية لكي يثبت عدم صحة قرار الحكومة  والتأكيد على مصرية الجزيرتين. ولكن انتصاره سحقه قرار البرلمان بالمضي في نقل ملكية الجزيرتين للسعودية. وفوق كل هذا اتهم المحامي علي من محام موال للحكومة بأنه قام باستخدام شعارات بذيئة عندما احتفل  بانتصاره القانوني.

وأستأنف علي ضد القرار ولكنه لن يعرف إلا في 3 كانون الثاني (يناير) مدى قبول أو رفض استئنافه. ولو رفض فلن يكون قادرا على الترشح في العام المقبل. ولو منع فليس لديه خطة بديلة مما يعني عدم وجود مرشح آخر “لن يكون هناك شخص آخر”.

 الشباب

 وتتكون قاعدة الدعم لعلي من الشباب المصري الذين يمتنعون عن التصويت منذ وصول السيسي إلى السلطة. ولو سمح له بالترشح فإنه سيحاول دفع القطاع هذا للتصويت. وهناك ملصق يشير إلى دعم حركة 6 إبريل التي ظهرت أثناء الربيع العربي.

وعلق قائلا:” هذه حركة لا تفكر أبدا بدعم الإنتخابات وها هم عادوا من جديد”. وتنقل عن هشام قاسم المحرر السابق للمصري اليوم “لن أنتخب السيسي” و “لكنني آمل بوجود مرشح أقوى من خالد علي”. وقال قاسم إن الرئيس المدني يجب أن يكون قادرا على التعامل مع الأجهزة الأمنية التي يمكن أن تقوض قادة مصر مثل مرسي  “يجب أن يشعر الناس بالثقة  ويرون صورة رجل قوي”. ويقول علي إنه يحاول مواجهة جزء ما يزعم أنها شعبية السيسي في صناديق الإنتخابات،  وهذه استراتيجية تحمل مخاطر. وعندما سئل كيف يريد ان يختم اللقاء قال” لا تنسي أن تحضري الطعام لي في السجن”.

 

تصنيف :