خبير عسكري سوري يكشف عما يجري أطراف دمشق !

خبير عسكري سوري يكشف عما يجري أطراف دمشق !
الإثنين ٠٨ يناير ٢٠١٨ - ٠٨:٠٥ بتوقيت غرينتش

قال اللواء السوري المتقاعد محمد عباس إن هجوم المجموعات المسلحة على إدارة المركبات في حرستا لا ينفصل عما جرى في ريف دمشق، حيث سيطر الجيش السوري مجددا على منطقة بيت جن ومحيطها بمحاذاة “الجولان المحتل”.

العالم - مقالات وتحليلات

وأوضح عباس، في تصريح لـ “سبوتنيك”، أمس الأحد، أن الدولة السورية أفشلت مشروعا إسرائيليا كان يهدف إلى الوصول إلى مدينة دمشق انطلاقا من مناطق (الجولان، وبيت جن، ومغر المير، وبيت سابر، وخان الشيخ، وجديدة عرطوز”، وصولا إلى داريا ثم إلى قلب العاصمة.

وكشف عباس أن المجموعات المسلحة شنت هجوما منذ عدة أيام على منطقة “عين العشرة” شمال اللاذقية، لكنها اصطدمت بكمين نصبه لها الجيش السوري وأدى إلى إبادتها بالكامل وضبط ما كان بحوزتها من أدوات وعتاد وكاميرات، حيث قتل في هذا الكمين قائد المجموعة المهاجمة الإرهابي أبو سفيان الليبي، بالتزامن مع هجوم شنه المسلحون على بلدة أبو دالي في شمال شرق حماة، الذي تمكن الجيش السوري من إفشاله أيضا.

وحول ما جرى في منطقة حرستا شمال شرق دمشق بعد هجوم المجموعات المسلحة على إدارة المركبات أشار الخبير العسكري السوري أن هجوم المسلحين أحدث خرقا وتمكنت مجموعات مسلحة من الوصول إلى محيط إدارة المركبات ومحيط “كراج البولمان” والرحبة 446، وبدأوا بأعمال قتال التطويق ورغم ذلك لازالت حامية إدارة المركبات صامدة وهي تقاتل فيما ينفذ الجيش السوري هجوما معاكسا لإعادة الوضع إلى ما كان عليه ليس فقط في إدارة المركبات وإنما لإعادة الغوطة الشرقية بكاملها إلى حضن الدولة السورية.

وحول موقف أهالي الغوطة من المجموعات المسلحة قال عباس: “المجموعات المسلحة تفرض على الأهالي شروطا قاهرة سواء لحمل السلاح ضد الدولة السورية أو بيعهم المساعدات الإنسانية التي تصل من الدولة السورية للأهالي بأسعار باهظة ونتيجة لهذه الممارسات خرجت مظاهرات في بلدة مسرابا منذ أيام قليلة تطالب بخروج مسلحي “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام” من الغوطة الشرقية إلى جانب خروج مظاهرات مماثلة في مناطق أخرى تعرضت لإطلاق نار من قبل المجموعات المسلحة، وبات أهالي الغوطة يتطلعون إلى اليوم الذي يصل فيه الجيش السوري لتحريرهم من هذه المجموعات”.

ولفت الخبير العسكري السوري إلى أن "إسرائيل" تريد فرض وجودها كمفاوض سياسي عبر أدواتها من أجل تحقيق أغراض سياسية، مضيفا: “لا يمكن أن نفصل ما جرى في حرستا عما جرى في بيت جن وعما يجري في الجغرافيا السورية بشكل عام لأننا نتحدث عن جيوش إسرائيلية بديلة تقاتل ولازالت تقاتل في الجنوب السوري وفي معظم الجغرافيا السورية وهي المجموعات التي تحدثت عنها تسيبي ليفني، وزير خارجية "إسرائيل" السابقة، حين قالت إن الجيش الإسرائيلي البديل يقاتل في عمق الدولة السورية فيما قال إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، إن الزمن الذي كانت تقاتل فيه الجيوش على جبهات متقابلة قد انتهى وباتت المعارك في داخل الدول المستهدفة”.

وحول تطورات الوضع الميداني في إدلب كشف عباس أن تركيا تريد أن تستخدم هذه المنطقة كحصان طروادة عبر إدخال قواتها إلى محافظة إلى إدلب تحت عنوان اتفاق أستانا للاستيلاء عليها عبر احتضان مسلحي تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي بهدف احتلال مطار “تفتناز” ومطار أبو الظهور والمطارات والقواعد العسكرية في هذه المنطقة.

وأضاف: “لقد خالفت تركيا اتفاق أستانا الذي ينص على إدخال 500 جندي تركي مع السلاح المتوسط والخفيف وقامت بإدخال مدفعية ودبابات ووسائط ثقيلة ما يشير إلى أنها تتطلع إلى دور احتلالي في هذه المنطقة”.

وعن وتيرة التقدم المتسارعة التي يحققها الجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي الشرقي قال عباس: “نفذ الجيش السوري عملية هجومية استراتيجية من اتجاه جنوب غرب حلب وشمال شرق حماة بهدف الوصول إلى ريف إدلب وقد حققت وحدات الجيش وتيرة تقدم عالية واستعادت بلدات الهوية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي والرهجان شرق حماة وغيرها من القرى والبلدات وتنفذ الوحدات المهاجمة تأثيرا ناريا على عمق خطوط إمداد المجموعات المسلحة وبات تحرير مطار أبو الظهور قاب قوسين أو أدنى ولم تعد تبعد بلدة خان شيخون عن وحدات الجيش السوري سوى 12كم وهي هدف استراتيجي بهدف الوصول إلى أوتوستراد (حماة- حلب) فيما بات أهالي إدلب ينتظرون وصول الجيش السوري لكي يقاتلوا إلى جانبه للتخلص من وجود المجموعات الإرهابية المسلحة”.

وكشف الخبير الاستراتيجي أن ثمة خطط أمريكية في شمال شرق سورية من خلال دعم “قوات سورية الديمقراطية” وإقامة قواعد عسكرية واستقدام قوات أمريكية إلى تلك المنطقة بهدف تعزيز الوجود الأمريكي ومواصلة الضغط على الدولة السورية وقال: “في الرقة تم التوقيع على اتفاق بين “قسد” و “داعش” برعاية أمريكية وهذا يدل على أن الطرفين على علاقة بـ”CIA” كونهما يحملان مشروعا أمريكيا ويتلقيان الدعم والسلاح من الولايات المتحدة، التي يوجد لها مئات الجنود الأمريكيين إلى جانب الدبابات والمدفعية الأمريكية في مطار الطبقة العسكري جنوب الرقة وفي قواعد عسكرية جوية أخرى في الحسكة وغيرها جرى إعادة تجهيز المهابط فيها بحيث أصبحت قادرة على استقبال الحوامات والطائرات الأمريكية، وهذا يشير إلى خطورة العدوان والغزو الأمريكي لهذه المنطقة.

ولفت الخبير العسكري السوري إلى قول وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن وجود قواتنا في سورية وجود طويل لأن “داعش” سوف يبقى لفترة طويلة”.

وتابع عباس: “حين دخل الجيش السوري إلى دير الزور قامت الولايات المتحدة بتنفيذ اتفاق بين “قسد” و “داعش” من أجل انتقال مجموعات “داعش” نحو مناطق “قسد” ونقلت الطائرات الأمريكية مسلحي “داعش” إلى الرقة ومناطق في الحسكة”.

وتعليقاً على تصريحات أمريكية بأن واشنطن تريد أن تطرد “داعش” من الرقة ودير الزور قال عباس: “كانت الفكرة أن تُطرد مجموعات “داعش” إلى المنطقة العازلة التي كان من المقرر إقامتها في شرق سورية لقطع الطريق بين طهران ودمشق وبيروت، وبالتالي قطع الطريق البري على روسيا وقطع طريق الحرير أمام الصين”، مضيفا: “الولايات المتحدة كانت تريد حرمان روسيا والصين من الوصول إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط عبر هذا المنطقة العازلة والتي كان يحضّر لأن تمتد من درعا إلى السويداء فمطار السين وصولاً إلى تدمر مروراً بالرقة ودير الزور وهذه هي المنطقة التي كانت الولايات المتحدة أن تطرد “داعش” إليها”.

وأشار الخبير العسكري السوري إلى أن الولايات المتحدة ستحاول الاستثمار في “قسد” رغم إدراكها أنها خاسرة في القتال، لكنها تريد إطالة أمد الحرب وتدمير البنى التحتية والاجتماعية السورية وتفكيك وإفشال الدولة السورية وإنهاك الجيش السوري بهدف تقسيم سوريا وخلق كيانات هامشية طائفية ومذهبية وعشائرية.

وحول دور قاعدة التنف والغاية الاستراتيجية الأمريكية من التمسك بها وعدم الانسحاب منها أوضح عباس أن قاعدة التنف هي قاعدة متقدمة إلى الشرق من تدمر على الحدود السورية العراقية الأردنية وتعد قاعدة إمداد لوجستي أمريكي لـ”داعش”.

وأردف عباس: “أنقل عن ضابط سوري متواجد مع في منطقة تبعد حوالي 50 كم عن قاعدة التنف قوله إن مسلحي “داعش” موجودين على مسافات رمايات مدفعية قواتنا ونشاهد تحركاتهم ليلاً ونهاراً وتقوم القوات الأمريكية بتغطية مناورة هؤلاء وتؤمن لهم الدعم المادي واللوجستي والاستطلاعي وتزودهم بالذخائر وتدعم أعمالهم القتالية ما يشكل عامل تهديد للقوات السورية التي التزمت بالتفاهم (الروسي الأمريكي) ولم تتقدم نحو القاعدة رغم أن الوصول إليها ليس بالأمر الصعب”.

وأضاف: “قاعدة التنف ليست قاعدة عملياتية أو تكتيكية إنما هي قاعدة استراتيجية يراد الاستثمار فيها لاحقاً وهنا نتذكر مناورات “الأسد المتأهب” الأمريكية التي تجري في شمال الأردن وسنسمع خلال مارس / آذار وأبريل / نيسان المقبلين، عن مناورات “الأسد المتأهب 8” بمشاركة 23 دولة تحضّر للتدريب على سيناريو اختراق الحدود السورية والوصول إلى مدينة دمشق تحت عنوان “القضاء على داعش”.

وألمح الخبير الاستراتيجي السوري إلى أن هذه الدول تخطط الآن لإبقاء قواتها في الأردن بهدف الاستفادة منها في وقت لاحق، مضيفا: “الأمريكيون لم يستسلموا وهم يواصلون أعمالهم القتالية ويستثمرون في أنهم يكافحون ويقاتلون “داعش” الذي هو من إنتاج الـ”CIA”.

وتابع: “هنا أنقل ما قاله لي شاهد عيان موجود في منطقة الميادين قال بالحرف الواحد: ((شاهدتُ بأم عيني الحوامات الأمريكية وهي تهبط في منطقة خالية من السكان في البادية القريبة من الميادين عام 2012 لتفرغ حمولتها من المجموعات المسلحة، وهي المجموعات ذاتها التي سُميت فيما بعد “داعش”، وهي ليست إلا قوات أمريكية بديلة”.

"سبوتنك"

2-10