حتى لو حصل اللقاء بين الحريري وجعجع...

حتى لو حصل اللقاء بين الحريري وجعجع...
الثلاثاء ٠٩ يناير ٢٠١٨ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

منذ أن طويت صفحة أزمة الإستقالة ​السعودية​ ل​سعد الحريري​ الى غير رجعة، وعاد الرجل الى لبنان رئيساً للحكومة، تحاول ​القوات اللبنانية​ وبوتيرة شبه يومية، الإيحاء للرأي العام، تارةً عبر معلومات مسرّبة وتارةً أخرى عبر تصاريح مصوّرة أو مكتوبة، بأن علاقتها مع ​تيار المستقبل​ ستعود قريباً جداً الى ما كانت عليه في السابق، وان الوقت المتبقي قبل لقاء رئيس الحكومة ورئيس الحزب ​سمير جعجع​ لم يعد طويلاً.

العالم - مقالات

"حتى لو أن في الكواليس لقاءات تعقد بين الحين والآخر بين وزيري الثقافة ​غطاس خوري​ والاعلام ​ملحم الرياشي​ بهدف إعادة وصل ما إنقطع بين الفريقين، وحتى لو أثمرت هذه اللقاءات زيارة لجعجع الى السراي أو الى بيت الوسط، فذلك لن يغيّر شيئاً في المشهد السياسي". تجزم المصادر الوزارية المطلعة على تطورات علاقة القوات وتيار المستقبل.

وفي هذا السياق، تكرر المصادر ذاتها، "لن يغيّر أي تقارب مستجدّ بين الحريري وجعجع في المشهد الداخلي، بسبب ​التيار الوطني الحر​، أو إذا صحّ التعبير بسبب الإتفاق السياسي المتين القائم بين الحريري وفريق رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ الذي يأتي التيار من ضمنه حُكماً". هذا الإتفاق السياسي المتين، لن تستطيع القوات خرقه مهما فعلت على طاولة ​مجلس الوزراء​ مثلاً، كونها تصوّب على مشاريع، صحيح أنها مطروحة من قبل وزراء التيار لكنها تحظى بموافقة الحريري ووزرائه".

أبعد من طاولة مجلس الوزراء، وتحديداً في أول إستحقاق سياسي منتظر في أيار المقبل، يؤكد مصدر مستقبلي أن القوات لن تتمكن من عقد تحالف مع تيار المستقبل على حساب التيار الوطني الحر، أولاً لأن لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار وزير الخارجيّة ​جبران باسيل​، دين سياسي وأخلاقي لدى الحريري لا يمكن التعاطي معه بعدم عقد تحالف إنتخابي، نظراً لما قام به الرجلان يوم كان رئيس الحكومة محتجزاً في المملكة العربية السعودية، ومصير مستقبله السياسي مجهولاً، في ظل المحاولات السعودية-اللبنانية لإستبداله بشقيقه بهاء، وثانياً لأن مصلحة تيار المستقبل الإنتخابية في الدوائر التي يعتبر فوزه بأكبر عدد من مقاعدها هو من الأمور المصيرية، كعكار وصيدا-جزين مثلاً، ستكون بالتحالف مع التيار لا مع القوات، لأن التيار يمثل الكتلة الناخبة الثانية في دائرة عكار بعد تيار المستقبل والأولى مسيحياً، ولأنه الأقوى مسيحياً في دائرة صيدا-جزين، هذا ما أثبتته الدورات الإنتخابية السابقة، وهذا ما تفرزه نتائج إستطلاعات الرأي اليوم. حتى في ​بيروت​ الثانية، حيث يترشح الحريري شخصياً، للتيار الوطني الحر وجود إنتخابي يفوق عددياً الكتلة الناخبة القواتية.

إذاً، حصل اللقاء بين الحريري وجعجع أو لم يحصل، عادت المياه الى مجاريها بين ​معراب​ وبيت الوسط أو لم تعد، لن تكون لأي تطور في علاقة الفريقين أي تداعيات سياسية تغيّر في المشهد السياسي قيد أنملة، لذلك، لماذا كل هذه الضجة المفتعلة حول علاقة تيار المستقبل والقوات ولقاء جعجع بالحريري؟.

مازن ناصيف / النشرة 

109-4