التحرير وإعادة الإعمار فيما الأعداء سيقتتلون..

تحولات سياسية وميدانية كبرى في المنطقة من البوابة السورية..

تحولات سياسية وميدانية كبرى في المنطقة من البوابة السورية..
الأربعاء ١٠ يناير ٢٠١٨ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

لملم إبليس أذيال خيبته وسحب عباءته الخليجية كسحبه لأحلامه التي باتت أشبه بجيفة على قارعة طريق، عادت مزامير الشيطان لتعزف أنغام الاستنفار في الربع الخالي، فولي العهد الآن في حفلٍ لقطع رؤوس أميرية أينعت وحان قطافها، لم تعد الرياض قادرة على استيعاب مايحدث ولم تنفع مئات مليارات الدولار التي استُخدمت في شراء أسلحة غربية في حسم معركة اليمن، وضاع الحلم الوهابي في تحويل قلب المنطقة دمشق إلى عاصمة للدشداشة والبرقع، تقدم للجيش العربي السوري في كل مكان، وتغير في المزاج العام حتى للبيئات التي احتضنت الإرهاب والمسلحين، وهذا مايجري في ادلب والغوطة.

العالم - مقالات وتحليلات

لا يمكن فصل الميدان السوري عن المناخ السياسي الإقليمي، في الغوطة على مايبدو صدر القرار بإكمال العمليات العسكرية هناك، تم فك الطوق عن إدارة المركبات بحرستا، والتسريبات تقول بأن زحف الجيش سيستمر نحو الداخل الحرستاني لينتقل إلى عربين تمهيداً لزيادة عزل دوما، أما في الريف الادلبي، فهناك يقوم حفل شواء كبير في الهواء الطلق، قرى ادلبية يتم تحريرها تباعاً والسيناريو لتحرير المدينة يغدو أقرب، تسجيلات صوتية وفيديوهات لمن كانوا مسلحين أو بيئات احتضنتهم أقرت بأن ما كانوا يعتقدونها “ثورة” لم تكن سوى لعنة، بل تجرأ بعضهم للاعتراف بأن الحياة في كنف الدولة لهو الأفضل لهم وتنموا لو أنهم بقوا مع دولتهم على أن يكونوا قد انخرطوا مع من باعوهم.
هذه التطورات الميدانية لا يمكن فصلها عن المناخ السياسي، فالأردن رغم دوره العدائي ضد سوريا وإقامة غرفة الموك على أراضيه بات يرسل إشارات الاسترضاء لدمشق، أما العصمنلي المتلون كحرباء، وعلى الرغم من تصريحاته المعادية للقيادة السورية في كل فترة، فإنه بات يمهد لعملية التخلص مما تسُمى بالمعارضة السورية، وفي هذا السياق قامت السلطات التركية بحجب موقع المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، بل إن هناك تسريبات لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن حول تفاوض أنقرة مع موسكو على اتفاق سياسي يقضي برفع تركيا دعمها لتلك المعارضة، وذلك بطلب من تركيا نفسها بعد أن حرر الجيش السوري قرى عديدة في الريف الادلبي، حيث استشعر أردوغان بأن ادلب التي طالما راهن عليها وعلى إرهابييها باتت أقرب من أي وقت مضى للتحرير على يد الجيش السوري وهو ما سيجعل التركي يخسر كثيراً من أوراقه على الأرض، فما كان من أردوغان إلا أن اتصل بموسكو للتفاوض على صيغة تضمن له مصالح بلاده مقابل سحب يده من دعم المسلحين في ادلب، والبدء بإجراءات الطرد والترحيل لمعارضين بل ومسلحين أجانب وعرب إلى بلدانهم كانوا قد دخلوا سوريا عبر الأراضي التركية.
لبنانياً فإن آخر تصريحات السيد حسن نصر الله بأن المقاومة باتت تمتلك صواريخاً مضادة للطائرات وأن محور المقاومة السوري ـ اللبناني ـ الإيراني مستعد لأي معركة كبرى قادمة مع إسرائيل عرى أنظمة الخليج وما يُسمى بمحور الاعتدال أمام الرأي العام العربي، بل إن هناك آراء تقول بأن أي حرب بين محور المقاومة وإسرائيل ستسحب بساط الفتنة المذهبية الذي حاكته السعودية وتحول الانقسام من مذهبي إلى سياسي فقط.
وبحسب خبراء فإن كلاً من مصر والأردن باتا يفكران جدياً بإعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع سوريا، فيما يرى أردوغان أنه من الصعب جداً في الوقت الحالي الاستدارة الكلية تجاه سوريا لأن ذلك سيؤجج الرأي العام الداخلي التركي ضده وسيظهره بموقف الضعيف أمام العرب والمسلمين، وهنا يجب أن لا ننسى بأن وجود التركي في قطر والسودان على البحر الأحمر أثار حنق أنظمة الخليج لدرجة أنه بات ينذر بمواجهة أو توتر كبير.
كل تلك الأحداث لا يمكن أبداً فصلها عن الميدان السوري، والتوقعات القادمة هي أن الجيش سيحرر الريف الادلبي وصولاً إلى المدينة، فيما ستشهد الغوطة الشرقية معارك التحرير لكل من حرستا وعربين ومديرا وتعزيز طوق الحصار على دوما تمهيداً لإعلان كامل الغوطة محررة لتبدأ بعدها عمليات إعادة الإعمار لا سيما وأن الحكومة السورية بدأت تتلقى عروضاً من دول وشركات عالمية لاستثمار بعض المناطق.

علي مخلوف - موقع "عاجل"

2-4