إرهابيو ادلب بين التوسل والتسول

إرهابيو ادلب بين التوسل والتسول
السبت ١٣ يناير ٢٠١٨ - ١١:٢٤ بتوقيت غرينتش

تجتمع في سورية المتناقضات، فالسقوط يقابله السمو، والإخفاق يوازيه النجاح، واليأس يمحوه الرجاء، حيث مقياس ألم الإرهابيين وخيباتهم يرتفع متوازياً مع منسوب أمل السوريين بالانتصار، بعد أن باتت معظم الأراضي السورية بعيون خضراء وحلة بيضاء، وبات العلم السوري راية ورمزاً ومؤشراً على الإنجازات.

العالم - مقالات

متعة أعداء سورية بلذة اللعب وتسجيل الأهداف أصبح من الماضي، لأن منافستهم مع اللاعبين الدوليين لم تكن شريفة أصلاً، وجل غايتهم نشر الفوضى في ربوع المنطقة، والدليل على ذلك التناقض الذي يعيشونه، حيث نجدهم مرة على طاولات التفاوض يتبجحون عن ضرورة تحقيق السلام، ومرة يختفون في الزواريب ينفثون سمومهم، متحدثين عما يسمى ممارسات قمعية تقوم بها الحكومة السورية، محاولين بذلك قطع طريق الحلول والمبادرات الدبلوماسية على الأطراف الساعية لإنهاء الأزمة.‏

هذا بالنتيجة يدل على الرغبة الجامحة والهادفة للهيمنة على تلك المنطقة انطلاقاً من سورية والدول المجاورة، وإلا فماذا يعني أن يتسلل النظام التركي مثلاً لاجتماعات آستانة، ويبدي رغبة في الدخول على خط الحل، وبين ليلة وضحاها يلحس جميع اتفاقاته في إحدى زياراته، ثم يعود متوسلاً كي يوقف الجيش العربي السوري هجومه على إرهابييه في مناطق خفض التصعيد القريبة منه، متذرعاً بأن من يتم قصفهم وملاحقتهم «معتدلون»؟!، ومتناسياً أنه لا يوجد في الإرهاب معتدل أو متطرف، فكلاهما يمارس التكفير والتمرد ويرتكب الجرائم، وعلى الجيش محاربته حتى القضاء عليه، ومتجاهلاً أيضاً ضلوع الكيانات والدول لدعم أولئك الإرهابيين في الوقت الذي يرون فيه الكفة وهي ترجح لمصلحة سورية.‏

تحولات سياسية وميدانية كبرى تبدأ من البوابة السورية، حيث الكثير من الدول تفكر بإعادة المياه الدبلوماسية إلى مجاريها عبر السفارات، على وقع الإهانات التي يتلقاها من سموا أنفسهم المعارضة على أيدي مشغليهم، وتهديدهم برفع الدعم المالي والعسكري عنهم، وقطع شريان التسول الوهابي الذي يغذيهم، على حين يعيش الثالوث الإرهابي الصهيوني العثماني السعودي أسوأ حالاته، حيث مطار أبو الضهور يمهد الطريق إلى إدلب، وانتصارات الجيش تحفر طريق الانتصار بالحديد والنار، في الوقت الذي ينذر فيه مناطق الإرهابيين بالتسليم وتجنيب أنفسهم الموت الزؤام.‏

حسين صقر / شام تايمز 

09-1