ما بعد التصفية السياسية.. السعودية تتجه إلى تأميم ممتلكات الحريري

ما بعد التصفية السياسية.. السعودية تتجه إلى تأميم ممتلكات الحريري
الإثنين ١٥ يناير ٢٠١٨ - ٠٢:٢٢ بتوقيت غرينتش

نشرت قناة "العربية" السعودية مقطعًا مصوّرًا قالت فيه إن عشرات الموظفين اللبنانيين في شركة "سعودي أوجيه" المملوكة لآل الحريري اعتصموا أمام مقرّه في بيروت، احتجاجًا على عدم تسليمهم رواتبهم.

العالم - مقالات

وعند التدقيق في الخبر، يتّضح أن ما تعمّدت ترويجه قناة وليّ العهد محمد بن سلمان ليس دقيقًا، إذ أن المعتصمين تجمّعوا أمام مبنى السفارة السعودية في بيروت لمطالبة الملك السعودي بصرف مستحقاتهم".

هذا الاجتزاء أثار استياء الموظفين الذين رفضوا تسييس القضية، لتصفية الحساب مع الحريري. وفي حديث لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، أكد مسؤول التموين سابقًا في الشركة خليل الحدّاد امتعاض الموظفين من تجيير خبر التجمّع لصالح المملكة"، مشيرًا إلى "فبركة الخبر بطريقة غير موضوعية".

وفي وقت أكد فيه الحداد أن كلامه "كان ارتجاليًا في ما يتعلق بالحريري"، لفت إلى أن بيان التجمع هو الذي يعبّر عن موقف الموظفين لجهة «تحميل المسؤولية للطرفين، أي رئيس الحكومة والمملكة السعودية".

وكشف أن "العربية" السعودية حاولت تصحيح الخطأ، ودعته إلى مقابلة على القناة، لكنه "رفض قبل تقديم الاعتذار، لأن ما فعلته كان عن سابق تصوّر وتصميم بعدم نقل الكلمة كاملة والتي هاجمنا فيها الحريري والسفير السعودي والمملكة معًا".

وفيما يشير نشر هكذا خبر على قناة سعودية أعلن عبرها الحريري استقالته الى نيّة المملكة في تصفية حسابتها مع رئيس الحكومة، أكدت صحيفة "العربي الجديد" وفق مصادرها أن الهدف يكمن أيضًا في محاولة تأميم ممتلكات آل الحريري في الرياض، كما فعلت من قبل مع مجموعة "بن لادن" للمقاولات التي استولت عليها السلطات السعودية وقامت بنقل ملكية الجزء الأكبر لها وتسيير الأعمال بنفسها.

مصدر مقرّب من السلطات السعودية قال لـ"العربي الجديد" إنّ "أعمال إعادة هيكلة الشركات السعودية التي تورّط ملاكها في قضايا فساد، تجري على قدم وساق، وبدأت عبر مجموعة بن لادن وستأتي إلى شركة سعودي أوجيه، رغم أنّ الأخيرة لا تملك أصولًا كثيرة لأنّها خرجت من السوق السعودي، وقرّرت تصفية أعمالها، بينما السلطات مصمّمة على استرجاع كافة الأموال والأصول التي تمّ بيعها".

وأضاف المصدر إنّ "إيقاف رجل الأعمال الأردني السعودي صبيح المصري، كان مرتبطًا بشكل أو بآخر بقضايا (سعودي أوجيه) وثروة آل الحريري، فكلاهما يحمل الجنسية السعودية، وللسلطات حق التحقيق معهما وتتبع ثروتهما".

وأشار إلى أنّ "كل الشركات المرتبطة بمعتقلي ريتز كارلتون، ستتم إعادة هيكلتها والاستحواذ على حصص المعتقلين فيها، ونقل ملكيتها إلى الحكومة السعودية، ومنها مجموعة "أم بي سي" التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال الوليد الإبراهيم، وابن أخته الأمير عبد العزيز بن فهد، المعتقلان حاليًا في السجون السعودية".

لكن خطط ما سُمي بإعادة الهيكلة، لا تعدو عن كونها عمليات تأميم يقوم بها ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة محمد بن سلمان، في سبيل الحصول على مزيد من الأموال ليدعم بها ميزانية البلاد التي تعاني من عجز مالي ضخم، بلغ أكثر من 52 مليار دولار.

بموازاة ذلك، قال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، إنّ "عملية "الريتز" توشك أن تنتهي مع اقتراب تحقّق هدف 100 مليار دولار، وإنّ الحملة ستتجه الآن إلى رجال الأعمال الأقل شأنًا ولن تتوقف".

المصدر : المنار 

109-1