مسيرة غضب في مدينة الكارة المغربية +صور

مسيرة غضب في مدينة الكارة المغربية +صور
الخميس ١٨ يناير ٢٠١٨ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

نظّم عدد من سكان مدينة الكارة بشمال غرب المغرب إلى جانب فعاليات جمعوية أمس الأربعاء مسيرة إحتجاجية عفوية إنطلاقاً من مقبرة المدينة مباشرةً بعد دفن طفلتين شقيقتين لقيتا حتفهما غرقاً في حفرة عميقة مليئة بالمياه والأوحال كان من المنتظر أن تُخصّص للصرف الصحي.

العالم - المغرب 

المسيرة الإحتجاجية العفوية إنطلقت من مقبرة مدينة الكارة وجابت معظم الشوارع بالمدينة ذاتها عبّر من خلالها المحتجون عن إستنكارهم لوجود حفرة غير مسيّجة بالقرب من الدور السكنية وهو ما جعلها مقصداً للضحيتين وطالبوا بتفتح تحقيق نزيه وترتيب المسؤوليات في حادث غرق شقيقتين قاصرتين وإحداث فضاءات ترفيهية للأطفال.

محاولة إنقاذ

كانت الطفلة "ح، و" وهي تلميذة بالغة 12 سنة من عمرها تلعب رفقة صديقاتها بالقرب من منزلها الواقع بشارع الحسن الثاني في مدينة الكارة إلا أنّها توجّهت إلى الحفرة التي يفوق عمقها 8 أمتار القريبة من مقر سكناها حيث غرقت في مياه الحفرة لتطلب النجدة من صديقاتها اللواتي نادين على أخت الغريقة الأكبر منهن سناً من أجل إنقاذ شقيقتها.

توجهت "إ، و" وهي تلميذة بالغة 14 سنة من عمرها من أجل إنقاذ شقيقتها التي كانت تصارع البقاء وسط مياه الحفرة وأوحالها وأثناء محاولتها ذلك غرقت هي الأخرى لتنزلا معاً إلى القعر وبالرغم من محاولات بعض السكان فإنّ وعورة المكان ووجود الأوحال صعّب عملية الإنقاذ.

تشريح قبل الدفن

بعد إنتشار الخبر تجمهر عدد من السكان حول الحفرة وسط نحيب العائلة والجيران وإستنكار الفعاليات الجمعوية خاصةً أنّ الأب يشتغل مياوماً لإعالة أسرته البسيطة حيث إنتقل إلى مكان الحادث عناصر الدرك الملكي وممثل السلطات المحلية وجرى إخراج جثتي الشقيقتين من قبل عناصر الوقاية المدنية التابعة للمصالح الإقليمية بإقليم "برشيد".

عناصر الدرك الملكي قامت بمعاينة جثتي الهالكتين وعملت على توجيههما عبر سيارة إسعاف إلى مستودع الأموات بالمركز الإستشفائي في"سطات"حيث خضعتا للتشريح الطبي وقد سُلّمتا إلى العائلة مساء الأربعاء بعد القيام بإجراءات الدفن.

مطالب جمعوية

"عزيز عمرو" رئيس جمعية مواهب للتربية الإجتماعية فرع الكارة عبّر في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية عن أسفه لوفاة الطفلتين الشقيقتين غرقاً في حفرة كانت محتملة لإستغلالها في خدمات الصرف الصحي والتي يقدّر عمقها بـ8 أمتار بالقرب من شارع الحسن الثاني الذي كانت تقطن فيه الضحيتان قيد حياتهما.

وأوضح الفاعل الجمعوي أنّ الحفرة عميقة وقريبة من الدور السكنيِة وغير مسيّجة وغير محروسة ولا تتوفر على أية علامة منع أو تنبيه وهو ما يجعلها تشكّل خطراً على السكان خاصةً الأطفال منهم الذين يبحثون عن أماكن للترفيه بكل بساطة وبراءة لممارسة حقهم في اللعب.

وطالب عمرو من خلال بيان الجمعية التي يمثلها، المسؤولين بفتح تحقيق جدي ومسؤول حول ملابسات القضية ومحاسبة كلّ من ثبت في حقه تقصير في توفير شروط السلامة داخل المنطقة السكنية، معتبراً أنّ وفاة الشقيقتين يسائل المنتخبين في التفكير لخلق فضاءات اللعب والترفيه لفائدة الأطفال تفادياً لتكرار المآسي، منوهاً في الوقت ذاته بالتدخل العاجل لكلّ من السلطة المحلية والدرك والوقاية المدنية لإنتشال جثتي الضحيتين.

214