في جنين .. معركة بطولة لم تكشف عن أسرارها بعد

في جنين .. معركة بطولة لم تكشف عن أسرارها بعد
الخميس ١٨ يناير ٢٠١٨ - ١٠:٠٦ بتوقيت غرينتش

ليلة صعبة على وحدة "اليمام" الإسرائيلية الخاصة بتنفيذ عمليات الاغتيال، هكذا وصف صحفيون ومراقبون عسكريون "إسرائيليون"، ملخص ما جرى بمدينة جنين الليلة الماضية، والتي لم تكشف بعد عن كامل أسرار ما جرى فيها.

العالم فلسطين المحتلة

فبعد انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني، صباح اليوم الخميس،  من منطقة واد برقين ومخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة مخلفة دمارا كبيرا عقب هدمها 3 منازل بشكل كلي ورابع بشكل جزئي، فيما تتضارب الأنباء حول الشهداء والجرحى والمعتقلين.

وقالت مصادر محلية، إن جنود الاحتلال خلفوا أربعة منازل مهدومة ومحروقة في حالة انتقامية قد تعكس فشلا في الوصول للهدف الرئيسي، أو أنها عملية انتقامية من المقاومين لشراستهم.

وفي شهادة قالت زوجة الشهيد نصر جرار، إنها شاهدت جثمان على مدخل منزل العائلة، لكنها لم تستطع أن تحدد إن كانت تعود لإبنها الذي كان الاحتلال يطالبه بتسليم نفسه أم لمقاوم آخر.

وتشير زوجة الشهيد جرار إن الجنود طلبوا منهم الخروج من المنزل وعند الخروج انهالوا عليهم بالضرب والسؤال عن إبنهم أحمد.

اشتباك وشهيد

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مساء أمس الأربعاء، حي الهدف بمدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، ترافقها جرافات وآليات ثقيلة وبإسناد طائرات سلاح الجو الصهيوني، في محاولة لاعتقال ما زعمت أنها الخلية المنفذة لعملية نابلس.

 وقالت مصادر إعلامية صهيونية، فجر اليوم الخميس، إن مقاوماً فلسطينياً على الأقل استشهد، خلال اشتباك مسلح مع القوات الخاصة الإسرائيلية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

من جهتها قالت مصادر محلية فلسطينية ووزارة الصحة، إن شاباً فلسطينيا استشهد فيما أصيب آخر بجراح حرجة، في الاشتباك الذي أسفر أيضاً عن إصابة جنديين صهيونيين أحدهما وصفت جراحه بالخطيرة جدا، فيما فرض الاحتلال حظرا للنشر على تفاصيل العملية ونتائجها.

 وقالت القناة العاشرة الصهيونية، إن الشهيد أحمد نصر جرار اشتبك مع جنود وحدة “يمام” من مسافة قصيرة وتمكن من إصابة اثنين منهم أحدهما بجراح خطيرة قبيل استشهاده، واصفاً الليلة الماضية بأنها "كانت ليلة قاسية لوحدة "يمام".

ووفقا لما نشره الإعلام العبري وبعض المصادر المحلية ووزارة الصحة الفلسطينية فإن الشهيد هو أحمد نصر جرار (22 عاماً)، والذي تتهمه قوات الاحتلال بترأس الخلية التي نفذت عملية نابلس.

 واستخدمت قوات الاحتلال خلال العملية الطائرات وناقلات الجند، إضافة للجرافات، فيما قال سكان محليون، إن أصوات الاشتباكات دوت بالمكان لفترة طويلة من الوقت.

وقالت مصادر محلية، إن أحدا لم يستطع الوصول للمنطقة بما في ذلك مركبات الإسعاف التي منعتها قوات الاحتلال من الدخول.

وأشارت إلى أن جنود الاحتلال طالبوا مقاومين بالأسماء بتسليم أنفسهم، فيما كانوا يشتمون حماس والمقاومين عبر مكبرات الصوت خلال مطالبتهم بتسليم أنفسهم.

وحاول المواطنون والشبان التشويش على عملية جيش الاحتلال من خلال المواجهات العنيفة التي تشهدها المنطقة.

 تورط السلطة

من جهتها قالت حركة حماس إن ملاحقة الاحتلال للمقاومين في نابلس وجنين واستشهاد الشهيد أحمد جرار في اشتباكات الليلة ما كان ليتم إلا بالتخابر والتنسيق الأمني اللعين.

وطالبت الحركة في تصريح للناطق باسمها عبد اللطيف القانوع،  بترجمة عملية لقرار المجلس المركزي السابق واللاحق بوقف التنسيق الأمني.

وأكدت "حماس" أن اشتباكات الليلة تؤكد أن الشعب الفلسطيني ماض في مقاومته الباسلة وأن جذوة الانتفاضة والمقاومة مشتعلة ولن تنكسر وكل محاولات قمعها واستئصالها ستبوء بالفشل، وفق تعبير القانوع.

وكانت القناة العاشرة العبرية قالت إن معلومات استخبارية أوصلت قوة خاصة إلى مكان اختباء أحد منفذي عملية نابلس، فبادر بإطلاق النار باتجاه القوة التي حاولت مباغتة المقاومين؛ ففوجئت بهم وباستعدادهم لمواجهتها.

ونقل عن صحفيين إسرائيليين قولهم إن معلومات وصلت ظهر أمس الأربعاء للشاباك تفيد بوقوف خلية تابعة لحماس خلف العملية، حيث جرى متابعة المقاومين وتبين بأنهم في جنين.

فيما أعلن الجيش منطقة الاشتباك منطقة عسكرية مغلقة، في الوقت الذي جرى فيه الإعلان عن وجود مصابين في أفراد القوة الخاصة، كما فرضت الرقابة تعتيماً على العملية.

 حماس تزف "جرار"

من جهتها نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في محافظة جنين شهيدها القسامي أحمد نصر جرار، والذي ارتقى كما قالت في ملحمة بطولية سطرتها كتائب القسام على أرض واد برقين في جنين.

وقالت حماس في بيانها، إن الشهيد جرار هو شهيد ابن شهيد، مؤكدة أن مسيرة الشهداء لن تتوقف وتضحياتهم ستبقى دليلا على أن روح المقاومة لن تنطفئ وأن كتائب القسام ستبقى وفية لشعبها، وفق تعبيرها.

وأشادت "حماس" بالبسالة التي أبداها أبناؤها في معركة واد برقين، رافضين تسليم أنفسهم ومعلنين الشهادة مقبلين لا مدبرين.

وعدت حماس الشهيد جرار من سلالة عائلة مقاتلة قدمت الكثير لأجل فلسطين، مستذكرة والده الشهيد نصر جرار والذي كان أحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة.

وشددت حماس على أن الوصول للشهيد جرار لن يثني من عزيمة الحركة ومسيرتها المقاومة، مؤكدة أن ملحمة جنين الليلة التي التحم فيها أبناء حماس بسلاحهم أعادت للأذهان ملامح البطولة التي سطرها أبناؤها على ذات الأرض، وعاهدت شعبنا على المضي في طريق المقاومة حتى التحرير.

المصدر:  المركز الفلسطيني للإعلام