السندباد البحري ..هل كان عُمانيا؟!

السندباد البحري ..هل كان عُمانيا؟!
الخميس ١٨ يناير ٢٠١٨ - ٠١:٢١ بتوقيت غرينتش

السندباد البحري , هو واحداً من أكثر الأبطال شهرة في أدب الشرق الأوسط ...

العالم - منوعات 

فبحكاياته ورحلاته السبع في طرق التجارة الأسطورية بالمحيط الهندي , وبقتاله مع الوحوش الأسطورية .. وبزيارته للجزر الغريبة المذهلة ,, ومواجهته للقوى الخارقة للطبيعة .. إستطاع سندباد أن يحفر بإسمه مكاناً خاصاً في أدب الرواية والأسطورة العربية ..

فأساطير السندباد البحري مازالت نقطة جذب للكثيرين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم , ويعتبر رمزاً لتاريخ الملاحة البحرية .

- وقد تم ذكر حكايات السندباد في قصص ألف ليلة وليلة المترجمة للغات الغربية , والتي كانت تقصها " شهر زاد " على الملك " شهريار" ..

ويبدو أن أحداث قصص السندباد البحري كانت تجري في بغداد في عهد الخليفة العباسي "هارون الرشيد " 786-809 م ..

ولكن في الترجمات العربية لقصص ألف ليلة وليلة او ما يطلق عليها "الليالي العربية " غابت حكايات السندباد , وكذلك حكايات علاء الدين وعلي بابا .

 إسم سندباد يبدو أنه يأتي من اللغة الفارسية والتي تعني " زعيم نهر السند "  Lord of the Sindh River ..

حيث Sindh تعني " نهر السند " في اللغة الفارسية ..

ويعتبر نهر السند هو أطول وأهم نهر في باكستان وشبه القارة الهندية, مما يشير إلى أن سندباد كان بحاراً في ساحل ما.. يقع الآن في باكستان .

ومع ذلك فمن الممكن أن يكون سندباد شخصية تاريخية حقيقية كان لديه رغبة غير مشبعة للسفر والترحال والمغامرة .. وقص الناس والبحاره مغامراته الطويلة بعد وفاته وتناقلتها الأجيال ...

وربما يشير هذا التحليل اللغوي السابق إلى أن قصص سندباد ربما كانت فارسية الأصل , على الرغم من أن كل إصدارتها كانت باللغة العربية .

 فمن الممكن ان تكون شخصية السندباد البحري إستنتدت في جزء منها على حياة مغامر فارسي وتاجر يدعى "سليمان سيراف " , الذي غير وجه التجارة البحرية على طريق الحرير .

وكان يسافر من بلاد فارس على طول الطريق إلى جنوب الصين , حيث كان يبحر حول ساحل مالابار وعبر خليج البنغال إلى بورما وتايلاند وفي نهاية المطاف يصل إلى جنوب الصين عبر مضيق Mallaca وذلك في العام 775م .

وكان من المعروف على مر القرون أن التجار والبحارة يسافرون للتجارة في المحيط الهندي في رحلات طويلة للتجارة والتداول .

وينسب لسليمان سيراف كونه أول شخص من غرب آسيا قام بإستكمال تلك الرحلة بأكملها بنفسه .

 حيث فتح الطريق إلى الصين للتجارة الغربية , ولذا من المرجح أنه إكتسب شهرة كبيرة في عصره , لاسيما  بعد عودته لموطنه محملاً بالتوابل والمجوهرات والخزف .. وربما كانت تلك بعض الحقائق التي بنيت عليها قصص السندباد .

من ناحية أخرى ..

هناك الكثير من أوجه الشبه بين مغامرات السندباد في بعض رحلاته وبين مغامرات أوديسيوس في كلاسيكية هوميروس الأشهر " الأوديسة " , وغيرها من القصص في الأدب اليوناني الكلاسيكي.

فعلى سبيل المثال .. الوحش آكل لحوم البشر في رحلة السندباد الثالثة , مشابهة جداً لبوليفيموس من ملحمة الأوديسة , حتى أنه تلقى نفس المصير كما في قصة السندباد .

وخلال رحلة السندباد الرابعة دُفن السندباد تحت الأرض في مغارة الموتى وهو على قيد الحياه , ولكنه تمكن من الفرار من إحدى الأنفاق الصغيرة التي حفرتها بعض الحيوانات التي تتغذى على الجثث في المغارة ..

وهذا مشابه لما حدث في قصص الملك الإغريقي أريستومنسيس ملك ميسينيا وصراعه مع أسبرطة .

فأوجه الشبه تلك تدل على أن سندباد شخصية من التراث الشعبي لكل ثقافة .

ولكن يوجد هناك رأي آخر ...

حيث امتدحت صحيفة "ذا هندو" الهندية الحياة الطبيعية في تقرير لها حول السياحة في السلطنة بعنوان " أودية عُمان الشافية"، تحدث فيه بشكل مفصل عن وادي شب وبيما سنخول.

ويعتقد كثير من الناس في عمان ،بأن شخصية السندباد البحري تقوم على بحار من مدينة "صحار"  , والذي أبحر من ميناء البصرة في العراق.

ويزعم البعض أن تلك المدينة هي بالفعل مسقط رأس السندباد البحري , حيث كانت صحار عاصمة قديمة لعمان .

وكان لها ميناء بحري مهم , وكان البحارة والتجار يبحرون منها إلى شبه القارة الهندية والصين , فكانت مدينة صحار تسمى " بوابة الصين " .. وساعدت في نمو الإقتصاد العماني.

وقال التقرير، إن عُمان على خط ساحلي يمتد لحوالي 3 آلاف كيلو متر، وتقول الأساطير الشرق أوسطية إن سندباد البحار ولد في عُمان وأبحر في رحلاته الأسطورية من صحار، وهي ميناء بحري في الجزء الشمالي من البلاد.

وتغنى التقرير بالحياة الطبيعية الرائعة في السلطنة، إذ تتواجد المياه وسط الأودية في تنوع طبيعي فريد من نوعه في وادي شب.

أخيرا ... سواء كان السندباد البحري من بغداد , أو عمان , أو كان من بلاد فارس .. أو بعيداً عن هذا وذاك .. إذا كان شخصية خيالية قلباً وقالباً .. فستبقى رحلاته السبع من أمتع القصص والمغامرات التي أحببناها صغاراً وكباراً . .

120