سوريا تعزز انتصاراتها.. وتسقط أقنعة حلفاء أعدائها

سوريا تعزز انتصاراتها.. وتسقط أقنعة حلفاء أعدائها
الجمعة ١٩ يناير ٢٠١٨ - ٠٩:١١ بتوقيت غرينتش

على مدى سبع سنوات من الحرب الاستعمارية الإرهابية التكفيرية الرجعية على سوريا، انخرطت فيها، حسب اعتراف وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون، نحو 80 دولة، واستُجلب لها حتى الآن نحو نصف مليون مرتزق أجنبي وعربي وخليجي، وسُخِّرت لها إمكانيات مالية هائلة، وصلت بأمير قطر السابق حمد بن خليفة وحده لأن يعلن في بداية هذه الحرب القذرة عن استعداده لتوظيف مئة مليار دولار من أجل هزيمة الرئيس بشار الأسد.

العالم . مقالات وتحليلات

المبالغ المذهلة التي وظّفها بائع الكاز العربي، والأميركي، من أجل تدمير سوريا وحدها، كان بإمكانها ألا تُبقي فقيراً أو جائعاً أو عاطلاً عن العمل في العالم العربي، وكان بإمكانها لو استُغلّت في مجال البحث العلمي وتأسيس مراكز بحوث علمية على غرار الدول التي تنشد التقدم والتطور، أن تنقل العرب إلى مراحل متقدمة علمياً.

ويضاف إلى ذلك، الإمكانيات الإعلامية الكبرى التي سُخِّرت من أجل فبركة وضخ الأكاذيب عن سوريا، وهي التي كانت مجهَّزة بأحدث وسائل الاتصال والتطور التكنولوجي من أجل التأثير على الرأي العام، حتى أن أفلام التوحّش التي كانت تبثها “داعش” وغيرها من التنظيمات الإرهابية كانت تتميز بدقة تصوير عالية، وامكانيات إخراجية كبيرة، ما يدل على مدى توظيف الإمكانيات التقنية المدهشة في خدمة مشروع استهداف الدولة الوطنية السورية، ولو أن جزءاً بسيطاً سخّره بائع الكاز من أجل فلسطين وأولى القبلتين وثالث الحرمين، لكان الصهاينة وفلاشتهم قد عادوا هروباً من حيث أتوا.

ببساطة إذاً، في هذه الحرب الضروس، كانت سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد تخوض حرباً ضد عدوان موصوف تقوده الولايات المتحدة وتركيا وحلف الناتو و"إسرائيل"، وبتمويل ومساهمة أساسية من حكومات عربية عميلة، خصوصاً من السعودية وقطر، وذلك بهدف إزالة قلعة الصمود العربي وقلب العروبة النابض، من أجل صفقة التنازل والاستسلام الشامل للعدو الصهيوني، وإنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة، ومع هؤلاء كانت قوى وتيارات مختلفة سياسية ودينية وعلمانية وتيارات وهابية، وقوى كانت يسارية فصارت من جماعة الديمقراطية الأميركية.

بعد الصمود الأسطوري للدولة الوطنية السورية، واستيعاب الهجمة الاستعمارية الصهيونية – الخليجية – التركية ومعهم حلف الناتو، وبمساعدة ودعم حلفاء سوريا، تمكّن الجيش العربي السوري من الانتقال إلى هجوم شامل، محققاً الانتصارات المذهلة على مختلف ميادين المواجهات.

أمام حالة التقدم والتمدد الميداني والانتصارات النوعية للجيش العربي السوري وحلفائه، والتي تمّ خلالها تحرير مساحات شاسعة من الأراضي كانت تحت سيطرة القوى التكفيرية، ودحرها، أمكن للجيش السوري تجميع قواته المقاتلة التي كانت في حالة انتشار جغرافية واسعة، وصار الاهتمام مركَّزاً على تصفية الجيوب الإرهابية، واستكمال وتعزيز بسط سلطة الدولة الوطنية على التراب الوطني السوري.

أمام هذا الواقع، بدأ حلف العدوان يعمل بشتى الوسائل لعرقلة هذا الانتصار، فأعلنت واشنطن إنشاء قوة عسكرية من المرتزقة قوامها 30 ألف مرتزق، لتحارب إلى جانب ما يدعى بـ”قوات سوريا الديمقراطية”، في نفس الوقت الذي غض النظر من قبل واشنطن وحلف “الناتو” عن محاولات التقدُّم التركي داخل الأراضي السورية على الحدود الشمالية بذريعة منع قيام كانتون كردي، وهو في حقيقته يهدف إلى عرقلة الانتصارات الباهرة للجيش العربي السوري وحلفائه من جهة، ومحاولة جديدة من الأميركي لإعادة الحياة إلى مشروعه المتهاوي بفعل الانتصارات في تقسيم سوريا وإنشاء كانتونات متعددة اثنية وقبلية وطائفية.

وبأي حال، فالمواقف والتصريحات الأميركية المتواصلة عن تمديد بقاء قوات الاحتلال الأميركي في بعض المناطق السورية، وإنشاء قوات من المرتزقة ومواقف باعة الكاز العربي، وانقلاب أردوغان على تفاهمات استانة، لا تقبل أي تفسير أو تأويل، ومعناه الوحيد هو استمرار العدوان والحرب على الدولة الوطنية السورية، التي استطاعت بفضل صمودها الأسطوري أن توجّه ضربة كبرى للمشروع الأميركي – الصهيوني المسمى “الشرق الأوسط الجديد”، وستعرف سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد وحلفاؤها كيف يتصدون للمؤامرة الجديدة، وهم كما أحبطوا وأسقطوا كل الحلقات السابقة، سيعرفون كيف يحطمون الحلقة الجديدة، لأنهم مدركون تماماً لمصالحهم الاستراتيجة والحيوية، وطبيعة التوازنات الجديدة الدولية والإقليمة، التي ستولد مفاعيل جديدة قادرة على طرد الغزاة وسحق الإرهابيين.. ولعله من المفيد جداً أن يقرأ الجميع رسائل بوتين النارية إلى كل من واشنطن وتركيا والسعودية و”الناتو”، وإن غداً لناظره قريب.

* أحمد زين الدين ـ شام تايمز

210