"تيار بناء الدولة السورية" يصدر بيانا حول مؤتمر سوتشي

الأحد ٢١ يناير ٢٠١٨ - ٠٢:٤٣ بتوقيت غرينتش

اصدر تيار "بناء الدولة السورية" اليوم السبت بيانا حول مؤتمر سوتشي.

العالم - مراسلون 

وفيما يلي نص البيان الذي اصدره التيار، وتلقت قناة العالم نسخة عنه:

(( لا شك أن الأوضاع السورية تحتاج لحدث كبير يحقق اختراقا في الانغلاق التام المهيمن على العملية السياسية. وأن مؤتمراً كمؤتمر سوتشي، الذي تزمع القيادة الروسية على عقده بالتعاون مع الدول الضامنة، تركيا وإيران، يمكنه أن يحقق هذا الاختراق المأمول.

لكن ما رشح عن المؤتمر لحد اللحظة يجعلنا نعتقد أن الاختراق الذي يمكن أن يحصل لن يكون في صالح سوريا والسوريين، فالإعداد لهذا المؤتمر أجنبي بالمطلق، فلا مشاركة ولا استشارة لأي طرف سوري. لهذا نجد، مثلاً، أن الجهة المنظمة أدرجت موضوع الدستور كمحور رئيسي، علما أنه لا يوجد أي طرف سوري معارض أو موالي يعتبر أن العملية الدستورية يجب أن تتم بهذه الطريقة.

كذلك فإن الجانب التنظيمي لهذا المؤتمر يعكس مخاطر متنوعة. فدعوة ١٥٠٠ إلى ١٧٠٠ مشارك، الهدف منها اعتبار أن هذا العدد الكبير يمكنه أن يمثل الشعب السوري وينوب عن جميع السوريين بتقرير مصيرهم. لكن هذا ليس صحيحاً البتة، فمهما كان العدد كبيراً، حتى لو وصل لمئات الألوف، لا يمكنه أن يكون ممثلاً عن السوريين، إذ اختيار ممثلين للسوريين يجب أن يتم عبر انتخابات حرة بشكل مطلق ونزيهة باعتراف جميع الأطراف، وأن يشارك فيها الجميع دون استثناء.

ومن الناحية الإجرائية فإن ضخامة عدد المشاركين سيجعل من السهل على الدول الراعية تمرير ما تريده، لأن أصوات الاعتراض ستضيع داخل هذا الحشد من دون أن يسمعها أحد.

كذلك فإن المؤتمر سيعقد «بمن حضر»، أي دون الحرص على حضور أي طرف مهما كانت أهميته ودوره. لهذا لم نجد أي جهد لجذب الأطراف المعارضة إلى المؤتمر.

لكن الخطر الأكبر يكمن في معيار اختيار الأشخاص المشاركين. حيث أن غالبية المدعوين سيكونون ممثلين عن العشائر والقبائل والأديان والطوائف والملل (هؤلاء حكماً ذكور وذكوريين) والمجالس المحلية (في مناطق سيطرة المعارضة ذكور وذكوريين بالمطلق) وممثلين عن القوميات صغيرها وكبيرها (هؤلاء من المتعصبين لقومياتهم)، فضلاً عن جمعيات ومحليات ونثريات. وستتم دعوة النساء وكأنهن طائفة من السوريين ولسن منصهرات ضمن المكونات المجتمعية السورية.

يكمن الخطر في هذا أن المؤتمر سيعمل على بناء سوريا الجديدة بعد الحرب على نحوٍ تفكيكي، معتبراً التجمع البشري السوري أدنى من كونه مجتمعاً ويقوم على اعتبارات ومسميات لا توجد كتنظيمات مجتمعية في الواقع السوري، كالقبائل والطوائف والأديان، فهذه مجرد روابط وليس بنيات منظمة. وهذا سيكون أخطر وأفظع مما لو كانت تعرضت البلاد إلى تقسيم جغرافي.

إننا في تيار بناء الدولة السورية نبدي تحفظاً صريحاً على هذا المؤتمر، بناء على ما رشح منه لحد الآن عن جدول أعماله أو عن طبيعة المشاركين فيه، ونتمنى على الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، أن يُظهروا حرصاً أكبر ليكون هذا المؤتمر ذو طابع سوري من ناحية الإعداد له، وكذلك أن يقتصر على التنظيمات السياسية، المعارضة والموالية، لكونها، رغم ضعفها وهشاشتها، أكثر قدرة عن التعبير عن المجتمع السوري. لا أن يكون المؤتمر مجرد «لمّة بشر»، إذ مهما بلغ عدد مشاركيه لن يكونوا سوى مجموعة «صغيرة جدا» من العموم السوري، وهذا لا يجعلهم يحلّوا محل نخبة البلاد السياسية.

كما نعلن تمسكنا الدائم بأن الدستور يجب أن يصاغ داخل سوريا، من قبل هيئة منتخبة بشكل حر ونزيه من قبل جميع السوريين، أو هيئة منبثقة عن هيئة منتخبة، ولن نقبل بدستور يصوغه أشخاص تختارهم الدول. وأن الدولة السورية يجب أن تقوم قاعدة المواطنة، أي على الأفراد المتساوين بالحقوق، وليس على طوائف وعشائر وأديان ومجموعات بشرية ما قبل تنظيم الدولة. )).