تركيا نحو إعادة العلاقات مع دمشق بتوجيه من أردوغان

تركيا نحو إعادة العلاقات مع دمشق بتوجيه من أردوغان
الإثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨ - ٠٧:٥٢ بتوقيت غرينتش

حول العملية العسكرية التركية في عفرين وأسبابها وأهدافها الحقيقة والنهاية المتوقعة لها في ظل اللغط الكبير حولها محلياً في سوريا وإقليمياً ودولياً، في حوار خاص لبرنامج “ماوراء الحدث” تحدث المحلل السياسي التركي ومدير مكتب قناة “أولوصال” في دمشق دنيز بستاني عن أنه بالتوازي مع العملية العسكرية وقبلها كانت هناك تحركات تركية غير معلنة لجهة إصلاح العلاقة مع سوريا منعتها الولايات المتحدة.

العالم - مقالات وتحليلات


ورأى بستاني في ما يخص أهداف تركيا الحقيقية وغير المعلنة لعملية “غصن الزيتون ” في عفرين، ان أهداف العملية العسكرية التركية في عفرين هي للقضاء على الإرهابيين الذين يهددون أمن تركيا ووحدة أراضيها وللحفاظ على وحدة سوريا ومنع تقسيمها لأن تقسيم سوريا يشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي التركي، وأتت هذه العملية أيضاً بناء على التهديدات التي كانت تعاني منها منطقة الحدود السورية التركية وخاصة في هطاي وأنطاكيا وفي إسكندرون، في الحقيقة نحن قلنا للحكومة التركية أنه لابد وأن يكون هناك تنسيق مع دمشق، يوم أمس سمعنا تصريح وزير الخارجية التركي الذي لم يأت على ذكر لا روسيا ولا إيران، وإنما قال نحن أرسلنا رسالة خطية إلى دمشق نعلمهم بالبدء بالعملية، وحتى لو أن سوريا قالت أنه لايوجد شيء من هذا القبيل هذا بالمحصلة يدل أن وزير الخارجية التركي يحاول فتح المجال للتواصل وعلى أنه في المستقبل لابد من أن يكون هناك تنسيق بين دمشق وأنقرة لمواجهة الإرهاب، ونحن نعتبر أن كل من يحمل السلاح في سوريا هم إرهابيون يأتمرون ويعملون لصالح الولايات المتحدة و"إسرائيل".

وقال بستاني حول مخالفة تركيا للقوانين الدولية التي تحكم العلاقة بين مع دول الجوار وعدم التنسيق مع الحكومة السورية في عملية “غصن الزيتون ” وإنتهاكها للسيادة السورية، نحن كنا قد حذرنا الحكومة التركية ، وكتبنا تقارير ووجهنا رسائل خطية حول هذا الموضوع، بأنه في حال القيام بأي عملية في الأراضي السورية لابد من التنسيق مع سوريا، لأن عفرين وإدلب هي أراض سورية ومن حقهم في سوريا أن يعتبروا التحرك التركي إحتلالاً لذا لابد من أن يتم تنسيق أي عملية على لأراضي السورية مع دمشق ،ويمكن أن نقول أن هناك حرباً بدأت بين تركيا والولايات المتحدة على الأرض السورية، وفي واقع الأمر الأمر بدون تنسيق مع روسيا وإيران كان من المستحيل أن تبدأ العملية ومع دمشق أيضاً.

وفي الحقيقة عندما توجهت تركيا إلى روسيا بهذا الخصوص، أصرت روسيا على أنه لابد من التنسيق مع دمشق، وبما أن وزير الخارجية التركي تحدث بهذا الشكل هذا يعني أنه أعطى مجال لفتح العلاقات مع سوريا، صحيح هناك مشاكل بين سوريا وتركيا ولكن بنفس الوقت تركيا تحارب حالياً أعداء سوريا وعليها بذات الوقت أيضاً أن تنسق مع سوريا في نهاية المطاف.

واجاب بستاني عن سؤال بخصوص "دعم تركيا للمجموعات الإرهابية المسلحة على الأرض السورية وإستخدامها لتنفيذ مشاريعها"، قائلا: تركيا أرادت إعادة العلاقات مع سوريا وهذا ضروري لذا عليها القيام ببعض الأمور، لأن تركيا إن كانت فعلا تريد الحفاظ على وحدتها وحدودها وعلى الإستقرار والأمن في المنطقة فلابد من التنسيق مع سوريا، تركيا حالياً يجب أن تقطع دعم الإرهاب مثل “جيش الحر” وغيره، ومايعيق ذلك حالياً أنه لايوجد علاقات بين سوريا وتركيا، نعم تركيا تسخدم هذه المجموعات ضد الإرهابيين في سوريا، وأنا متأكد في حال نجحت عملية عفرين بإن تركيا سوف تتجه نحو التنسيق مع سوريا حتى يتم تقرير مصير السوريين المدعومين من قبل تركيا مثل “جيش الحر” وغيره.

لأنهم إذا بقوا في تركيا سوف تقوم مشاكل بين دمشق وأنقرة من جديد وللعلم إن معظم الجيش الحر من السوريين حوالي 80 بالمئة هم سوريون، هذا الأمر من المبكر البت به، وإن تم الحديث عن عملية عفرين بأن “الجيش الحر” هو من يقوم بها فهو غير دقيق، لأنه في الحقيقة من يقوم بالعملية هو الجيش التركي، حيث أنه يقوم بعمليات القصف الجوي في عفرين 40 طائرة أقلعت من مطار ديار بكر، وهناك 50 دبابة سوف تدخل عفرين خلال إسبوع، ما يجري أكثر من عمليات عسكرية عادية ومن ممكن أن نسميها حرب دولة.

وفي معرض الحديث عن مستقبل العلاقة السورية التركية في ظل هذ التصعيد قال بستاني: أريد أن أنوه هنا إلى أنه مع بداية عام 2017 بدأت تركيا تفكر بإعادة العلاقات مع سوريا وهناك قرار من الرئيس أردوغان لتأسيس لجنة في البرلمان التركي مهمتها تصحيح العلاقة مع سوريا ولم يتم الإعلان عنها لأن الولايات المتحدة كانت ضد هذا الأمر فهي لاتريد إصلاح العلاقة التركية السورية، وهذه اللجنة لوتم الإعلان عنها قبل ذلك لكان هناك خطر و تخوف من أن يتم القيام بإعتداءات على كليس وهطاي وأنطاكية وأسكندرون بناء على تهديدات مسبقة.

أما عن سبب تسمية عملية عفرين العسكرية التركية ب “غصن الزيتون ” أوضح بستاني ذلك قائلاً: تركيا تنوي إنهاء الإرهاب بشكل كامل في سورية بعد عفرين سوف يتجه الجيش التركي نحو منبج ومنها إلى الرقة ومن بعدها سوف تنسحب القوات التركية من الأراضي السورية ولايوجد أي هدف للإحتلال أو إقامة قواعد عسكرية تركية في سورية، وتركيا حالياً تحارب ضد أميركا وضد مشروع التقسيم وتحول دون إقامة كيان على الحدود السورية نحن نسميه "إسرائيل الجديدة"، والآن تركيا في شرق الفرات تضطر للتنسيق مع أميركا وهي تنسق مع إيران ومع روسيا ولكن التنسيق الأساسي يجب أن يكون مع الدولة السورية، وفي النهاية تسمية العملية التركية في عفرين بعملية “غصن الزيتون” بالتركي تعني أنه في حال الخصام بين طرفين لتحقيق الصلح يقول أحدهما للآخر أعطيني غصن الزيتون ونتفق، وأنا برأي تسمية هذه العملية ب “غصن الزيتون ” إنطلاقا من محتواها ومعناه، هي بحد ذاتها رسالة إلى سوريا.

سبوتنيك

2-10