من هي علا بستوني الحلبية التي ضجت مواقع التواصل بسببها؟

من هي علا بستوني الحلبية التي ضجت مواقع التواصل بسببها؟
الإثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨ - ٠٨:٣٩ بتوقيت غرينتش

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاة الشابة علا بستوني من مدينة حلب، بعد خروجها من عملية جراحية في مشفى الكلمة الخاص، لتوصف الحادثة من قبل الشبكات بأن “مشفى الكلمة قتل الفتاة خنقاً والممرضين والأطباء يختفون”.

العالم - سوريا

وكانت الشابة علا البستوني دخلت إلى المشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال الغدة، “وبعد انتهاء تلك العملية وخروجها إلى غرفة الإنعاش واستيقاظها معافاة، لم تمض ساعات حتى تعرضت الفتاة لحالة اختناق وتوفيت على أثرها”.

وذكرت مواقع التواصل أنه “تم وضع مفجر للفتاة بعد انتهاء العملية”، مفسرةً أن “الفتاة اختنقت بسببه، مع هروب الممرضة والدكتور المختص من المشفى بعد الحادثة”.

ولدى تواصل تلفزيون الخبر مع إدارة مشفى الكلمة الخاص، تفاجأ المدير الإداري بيير حفار بما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي واصفاً إياه “بتغيير للحقائق وادعاءات لا أساس لها من الصحة، وخصوصاً حول هروب الكادر”.

وشرح حفار بشكل مفصل ما حدث مع الشابة وعمليتها الجراحية قائلاً: “في البداية يجب أن نؤكد أن لا أحد من الكادر الطبي هرب كما نشر في الأخبار، الممرضة والطبيب المناوب والطبيب المختص كلهم كانوا موجودين ولا زالو حتى الآن”.

وأضاف: “حتى أنا موجود في المشفى ولم أغادره لا وقت الوفاة ولا بعده، والمفاجأة كانت عندما عدت لمنزلي لأكتشف أني هارب في نظر المواقع الاجتماعية”.

وبين حفار أن “الشابة علا دخلت المشفى من أجل عملية استئصال غدة درقية وكانت بغرفة العمليات حوالي الساعة العاشرة والنصف، وخرجت منها حوالي الساعة الواحدة إلى غرفة الانعاش، ومنها إلى غرفتها”.

وأشار حفار إلى أنه “حوالي الساعة الرابعة، تعرضت الفتاة لعسر تنفس، وقامت الممرضة بإخبار الطبيب المقيم الذي حضر فوراً مع طبيب القلبية والعناية المشددة، وتم فتح مجرى تنفسي لها فوراً ( مفجر )“.

وأردف حفار: “بعد ربع ساعة توفيت الفتاة للأسف، حيث حدث اختلاط طبي لما بعد العملية، وسببه ستحدده لجنة خاصة تم تشكيلها من قبل نقابة الأطباء التي تتابع الموضوع منذ حدوثه”.

وأكد حفار على أن “الطبيب المختص جوزيف بغدو الذي قالت مواقع التواصل الاجتماعي أنه هرب، هو موجود، وهو من أخبر عائلة الفتاة بوفاتها”.

ولفت حفار إلى أن “الطبيب جوزيف هو من خارج المشفى، أي أن الأهل أحضروه لإجراء العملية لدى مشفى الكلمة، عبر برنامج الأونروا الصحي الذي يمول العمليات الجراحية، ونشترك معه بصيغة تعاون إغاثية منذ بداية الحرب وحتى الآن”.

وبدوره تحدث عضو لجنة الأطباء في المشفى الدكتور أسامة أديب لتلفزيون الخبر بأنه “لا يجب تقاذف مسؤولية الوفاة بهذا الشكل دون أي سند أو دلائل طبية حول ما حدث بالفعل، ومشفى الكلمة قدم كافة التقارير الطبية الخاصة بالعملية لنقابة الأطباء التي تبحث في الأمر”.

وبين أديب أن “الاختلاط الطبي ما بعد العملية هو أمر وارد الحدوث في كافة العمليات الجراحية، أما سبب حدوث هذا الاختلاط سواءً كان برفض الجسم للتغيرات التي حدثت له بعد العملية أو وجود خطأ في التحليلات أو ما إلى ذلك، فاللجنة المختصة هي من تحدد ذلك وليس صفحات التواصل”.

وتابع: “بخصوص المفجر الذي قيل أنه سبب الوفاة، فإني أقول أن وظيفة المفجر بكافة العمليات الجراحية هو المساعدة على تفريغ السوائل أو الدم في حال وقوع نزيف، أي أنه وسيلة مساعدة وليس وسيلة خنق كما تم تصويره”.

وذكر أديب أن “الآثار الجانبية لأي عملية جراحية ممكنة الحدوث، ونحن نأسف لما نشر عن مشفى الكلمة بدون معرفة حقيقة الحادثة وأن حتى الأهل كانوا واعين للموقف ومسلمين للقضاء والقدر عند اخبارهم بوفاة ابنتهم من قبل الطبيب الذي ادعي أنه هرب”.

وبالمقابل، أكد نقيب أطباء حلب الدكتور زاهر بطل لتلفزيون الخبر أنه “يتم تشكيل لجنة خاصة مشتركة بين مديرية الصحة ونقابة الأطباء، من أجل دراسة الحالة ومعرفة سبب الوفاة وإن كان هناك مسبب واضح له”.

وأضاف بطل أن “نقابة الأطباء تتابع الموضوع منذ بدايته، وتم أخذ كافة التقارير الطبية من مشفى الكلمة والطبيب المختص لدراستها من قبل اللجنة والوصول للنتائج النهائية حول سبب حدوث حالة الاختناق أو الاختلاط الطبي”.

وشدد بطل على أن “معرفة سبب الوفاة هو من مسؤولية اللجنة الطبية الخاصة التي يتم تشكيلها، وهي المخولة لهذا الأمر، ولا يجب على أحد تقاذف المسؤوليات مع جهلٍ للمعلومات ولمجرد إحداث ضجة”.

يذكر أن الشابة علا بستوني تبلغ من العمر 20 عاماً وهي طالبة في المعهد الرياضي، وحاول تلفزيون الخبر التواصل مع أهلها للتحدث عما ذكر في الحادثة، لكنه لم يتمكن من ذلك.

102-10