لماذا طرد الروس زعيمَ وحداتِ الحمايّةِ من اجتماعِ موسكو؟

لماذا طرد الروس زعيمَ وحداتِ الحمايّةِ من اجتماعِ موسكو؟
الإثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨ - ١٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

حتّى ساعاتِ الظهيرة من يوم السبت الماضي لمْ يكن أكثر المتشائمينَ في صفوفِ قياداتِ التشكيلاتِ التابعةِ لحزبِ الاتّحاد الديمقراطيّ (الواجهةُ السوريّةُ لحزب العمّال الكردستانيّ) يتوقّعونَ أنْ تشنَّ تركيا هجومها على عفرين، مستندينَ إلى فكرةِ أنَّ الروسَ لن يسمحوا لتركيا بشنِّ الهجوم، وأنَّ الروس يلوّحونَ بالهجومِ التركيّ من أجلِ تسليمِ منطقة عفرين للجيشِ السوريّ.

العالم - مقالات

معلوماتٌ خاصّةٌ حصلت عليها وكالةُ أنباء "آسيا" من مصدرٍ مقرّبٍ من غرفةِ العمليّاتِ الروسيّة أشارت إلى أنَّ الاجتماعَ الذي عُقِدَ مؤخّراً في موسكو بين قيادةِ الأركانِ الروسيّة، وقائدِ وحداتِ حماية الشعب “سيبان حمو” انتهى بغضبٍ روسيٍّ عبّرَ عنهُ قائدُ الأركانِ بطردِ “حمو” من الاجتماعِ بعد أنْ رفضَ الأخير بشكلٍ قاطع دخولَ وحدات الجيشِ السوريّ إلى النقاط الحدوديّة في عفرين لتجنيب المنطقة هجوماً تركيّاً مُحتملاً”.

ويضيفُ المصدرُ “أنَّ الروسَ باتوا يتعاملونَ مع السياسيّينَ الأكراد بطريقةِ حكومة دمشقَ نفسها؛ أي الصبر وعدم الالتفاتِ إلى النزقِ والرعونةِ التي تجعلهم يتورّطونَ بقراراتٍ غير مدروسة ولا يمكنهم احتمال عواقبها ”.

ويوضّحُ أنّه “بعد طردِ سيبان حمو تمَّ الإيعازُ لرجالِ أعمالٍ من الأكرادِ السوريّينَ المُقيمينَ في موسكو لإقناعِ هؤلاء بالنزولِ عن الشجرةِ وتجنيب عفرين وشعبها الهجومَ التركيّ “ويعبّرُ المصدرُ بأسفٍ أنّه “طلبَ هؤلاء مهلةً لإقناع قيادة حزب الاتّحاد الديمقراطيّ بالأمر، وسافروا إلى سورية، ولكنّهم على ما يبدو لمْ يتمكّنوا حتّى الآن”.

ما حصلَ في موسكو أثناءَ استدعاءِ ” سيبان حمو ” للاجتماعِ مع القيادةِ العسكريّة الروسيّة قد يُفسّرُ هذا التشنّج تجاهَ موسكو في بيان قيادة وحدات الحماية الذي حمّلَ الروس مسؤوليّةَ الهجوم التركيّ.

وفي حين قامَ الروسُ بسحبِ عناصرِ المراقبةِ التابعينَ للجيشِ الروسيّ من محيط عفرين باتّجاهِ محيط تل رفعت فإنَّ الوجودَ الإيرانيّ مستمر، إذ لمْ يقم الطرف الإيرانيّ بإخلاءِ مواقعه.

بالمقابل فإنَّ مصدراً في وحداتِ الحمايةِ يؤكّدُ لوكالة أنباء "آسيا" أنَّ “رفضَ طلب الروسِ من قيادةِ الوحداتِ دخول الجيش السوريّ إلى نقاط الحدود مع تركيا قرارٌ تمَّ اتّخاذهُ على أعلى مستوى، وبعد دراسةٍ مستفيضةٍ، فما حقّقناهُ من مكاسب قوميّة سيتبدّدُ نهائياً في حال عودة النظام إلى عفرين “ويضيفُ المصدرُ” أمّا مواجهتنا مع تركيا فهي تفتحُ احتمالينِ أمامنا، الأوّلُ هو صدّ الهجومِ والحفاظ على كانتون عفرين، وإمكانيّةِ وصله مع منبجَ لاحقاً، أمّا في حالِ الخسارةِ فستضمُّ تركيا المنطقةَ وهكذا نتوحّدُ مع كردستان الشماليّة عمليّاً، وهذا مكسبٌ لنضالِ الكردِ في تركيا، وتوحيدٌ عمليٌّ لأجزاءِ كردستان”.

الأخبارُ الواردةُ من عفرينَ هذا اليوم تشيرُ إلى أنَّ وحداتِ الحماية تستميتُ في الدفاعِ عن مواقعها، إذ نشرت وسائلُ إعلامٍ مقرَّبةٍ من الوحداتِ تسجيلاً لعمليّةِ جمعِ جثث عددٍ كبيرٍ من مقاتلي فصائل درعِ الفرات الذين تزجُّ بهم تركيا في هجومِها البرّيّ، في وقتٍ وقعَ ثلاثةٌ من مقاتلي الوحداتِ أسرى بيدِ تلكَ الفصائل.

ومع ذلكَ فإنَّ محاولاتِ رجال الأعمالِ المقرّبينَ من حزبِ الاتّحاد الديمقراطيّ مستمرّةٌ، وهم وفق المصدر “يعلمونَ أكثر من غيرهم “أنَّ رفعَ الغطاءِ الروسيّ عن “وحدات عفرين” هو جزاء تعنّتهم، ورفضهم مجرّدَ انتشارِ الجيشِ السوريّ على أطرافِ عفرين لتجنبيها الحربَ والدمار.

ويبدو أنَّ لقاءَ وزيري الخارجيّةِ الروسيّ والتركيّ كانَ يحملُ ضمناً إعطاءَ الضوء الأخضرَ لتركيا للبدءِ بالعمليّةِ، والهدف هو إجبار الوحداتِ على قبولِ دخولِ الجيشِ السوريّ إلى المناطقِ الحدوديّةِ في عفرينَ التي تختلفُ في وضعِها عن بقيّةِ المناطقِ التي تسيطرُ عليها الوحداتُ الكرديّةُ بدعمٍ أمريكيٍّ مباشر، فهي لا تملكُ أيّ اتّصالٍ جغرافيٍّ سوى بمناطقِ سيطرةِ الحكومة السوريّة التي تؤكّدُ على لسانِ أرفعِ مسؤوليها إدانتها للعدوانِ التركيّ الغاشمِ ووقوفها مع أبناءِ عفرين.

باسل ديب / آسيا نيوز

09-1