مكتشفات أثرية جديدة في بلد عربي تعود إلى العصر الحديدي!

مكتشفات أثرية جديدة في بلد عربي تعود إلى العصر الحديدي!
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨ - ٠٨:٤١ بتوقيت غرينتش

تعكف وزارة التراث والثقافة على عمليات تنقيب مستمرة في موقع المضمار بولاية أدم في عمان الذي يعتبر من المواقع الأثرية الهامة نظرًا لموقعه ضمن سلسلة جبلية ذات طبيعة مختلفة.

العالم - منوعات 

فقد تم الكشف عن لقى أثرية جديدة بالموقع تبين الأنماط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمعات القديمة التي عاشت في عمان في العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي.

وقد تم العثور على أكثر من 3000 رأس سهم من النحاس في فترة قصيرة من الزمن وفي مساحة ضيقة من الموقع إضافة إلى عدد من اللقى الأخرى مثل مجسمات الأفاعي ذات الأشكال المختلفة وكسر الفخار وقوس نحاسي.

وتظهر أساليب النحت والتشكيل في مجسمات الأفاعي تطور الفنون في استخراج مثل هذه الأشكال وهذا يعكس حقبة زمنية تطورت فيها الأساليب الفنية حيث توضح تلك النماذج الجانب الفكري والديني والاقتصادي والتقني.

وحول أهمية التنقيب الذي يتم في موقع المضمار تابعت «عمان» الأعمال التي تمت بالموقع، حيث تحدث أحمد بن محمد التميمي مدير إدارة التراث والثقافة بمحافظة الداخلية حول الموقع بقوله إن وزارة التراث والثقافة باشرت موسم الحفريات لهذا العام في موقع المضمار الأثري بولاية أدم الذي يعود إلى العصر الحديدي الثاني (900-600 قبل الميلاد) .

حيث سبق قبل عامين الكشف عن مجموعة فريدة من الأسلحة النحاسية والبرونزية (بما في ذلك الأقواس والأسلحة) في مجمع مباني.

وتم اكتشاف هذا الموقع المعزول بين جبل المضمار ووادي حلفين من قبل البعثة الأثرية الفرنسية في وسط عمان بقيادة الدكتور غيوم جيرنيز من جامعة السوربون وبدعم من وزارة التراث والثقافة.

وبعد الحفريات للمبنيين الرئيسيين في الموقع، كان يعتقد أن تفسير غالبية الموقع تدور حول أنشطة النحاس والأسلحة وتماثيل الثعابين والمياه في معتقدات الشعوب القديمة.

فبين حوائط ضخمة بنيت على أخدود مجرى المياه، تم العثور على كمية كبيرة من المعثورات، يعتقد بأنها وضعت في جرة انجرفت إلى المنحدر قبل آلاف السنين.

حيث تم اكتشاف 20 ثعبانا مصنوعا من البرونز بما في ذلك أشكال فريدة من نوعها مثل الثعابين المزدوجة، وقطع من الفخار عليها رسوم أفاع، وسهام نحاسية كاملة، وأكثر من 3000 من رؤوس السهام من مختلف الأحجام والأنواع.

ويعد هذا الاكتشاف الكبير من رؤوس السهام في حيز صغير، هو الأول في عمان، ويؤكد أهمية الرماية في ثقافة الحروب القديمة.

ومن أهم القطع الأخرى تمثال هجين لأفعى متموجة بينما رأسها رأس سهم، إشارة إلى وجود ارتباط رمزي قوي بين الاثنين معًا، لعلها عرضت أصلا على إله الحرب والمياه أو الجبل، حسب المعتقدات التي قد تكون سائدة خلال تلك الفترة.

فمن الممكن أن تكون هذه المنحدرات في وقت ازدهار وخصب. ويواصل الفريق عمليات التنقيب والبحث لفهم أفضل للممارسات الثقافية والمعتقدات في العصر الحديدي، وكشف الماضي الغني لسلطنة عمان خطوة بخطوة.

وأوضح التميمي أن الاكتشافات تدل على خصوصية وميزة المنطقة التي قد تكون عبارة عن منطقة تعبد أو منطقة تجارية، وسوف تكشف الحفريات في الأعوام القادمة عن اكتشاف أشياء كثيرة أخرى والعمل مستمر في هذه المنطقة.

4 مبان معزولة في الصحراء

من جهته، قال علي بن سعيد العدوي رئيس قسم التراث بإدارة التراث والثقافة بمحافظة الداخلية إن موقع المضمار الأثري عبارة عن مجمع من 4 مبان معزولة في الصحراء.

حيث لا توجد مستوطنات بالقرب من هذا المجمع، والذي شيد على حافة جبل المضمار. وبدأ التنقيب في هذا المجمع منذ عام 2015م، وتركز في المبنى الأول الذي يعد أبرز مباني المجمع.

ومن خلال المكتشفات الفخارية والمعدنية التي عثر عليها بالمبنى يعود تاريخه إلى العصر الحديدي الثاني (900 إلى 600 قبل الميلاد)، ويبدو أن استخدامه استمر إلى ما قبل الإسلام أو ما يسمى بفترة سمد (200 قبل الميلاد إلى 200 ميلادية).

والمخطط العام لهذا المبنى مستطيل يتكون من 3 أجزاء، حيث شيدت أساسات الجدران من حجارة جيرية من نفس جبل المضمار، وشيدت قاعدة أرضية المبنى بحجارة رملية بنية أو حمراء، وبنيت الأجزاء العلوية من المبنى بالطوب اللبن.

وتعد الأسلحة المكتشفة واحدة من أهم وأندر الاكتشافات الأثرية الحديثة، وهذا الاكتشاف عبارة عن أسلحة نحاسية تتكون من خمسة أقواس وجعبتي سهام مصاحبتين لخناجر وفؤوس جميعها سليمة على الرغم من مضي أكثر من 2600 عام عليها.

وهناك احتمال أن هذه الأسلحة كانت عبارة عن هدايا كان يتم تبادلها بين الناس، وكان يتم تعليقها على جدران المبنى.

120