حطبة أنقرة أشعلت حرباً.. فهل يؤججها زيت عفرين

حطبة أنقرة أشعلت حرباً.. فهل يؤججها زيت عفرين
الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨ - ٠٧:٤٦ بتوقيت غرينتش

لن يكون غصن الزيتون التركي سوى حطبة ستشعل نار حرب عرقية وإقليمية، فيما زيت زيتون عفرين سيكون مصبوباً فوق نار التصعيد لتقول تلك الحرب هل من مزيد.

العالم - مقالات وتحليلات

ملامح حرب عرقية في سوريا طرفاها أكراد وعرب، الطرف الأول وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية والطرف الآخر مسلحو ميليشيا الحر العرب التابعين للأتراك.

يرفع مقاتلو تركيا من العرب ضمن ما تُسمى قوات درع الفرات لواء التعريب وطرد سكان اعزاز وعفرين ومنبج بعيداً لتكون مناطقهم كمعسكر تجمع لميليشيا الحر والذي سيتم تدعيمه بدروع بشرية من خلال إعادة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين المتواجدين حالياً في الداخل التركي.

فيما يختبر الأكراد خلافاً بين بعضهم بما يتعلق بالنظرة السياسية والاستراتيجية، بعضهم يظن أنه لا زال بوسعه الرهان على الأمريكي، فيما يرى آخرون أنه لا بد من العودة للحضن السوري والتعاون مع الحكومة السورية في حين لا زال بعضهم عالقاً في أحلام تاريخية بإقامة كانتون قومي رغم استحالة هذا الأمر.

في التسريبات أن أنقرة أخبرت دمشق بعمليتها عبر الوسيط الروسي، وأن الأخير لم يمانع الأمر بشروط أهمها تقدم الجيش السوري في ريفي ادلب وحلب، هذه المعلومات الغير مؤكدة تتناقض مع حقائق الواقع فالجيش السوري لا يقيم اعتباراً لأي جهة إقليمية طالما أن الحرب حربه تحجري على أرضه ومن حق سيادته الشرعية أن يحرر كل ما تم احتلاله.

قيام تركيا باستخدام طيرانها كان مفاجأة، والبعض استغرب سماح سوريا للغربان التركية بالتحليق، خصوصاً بعد رفع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد نبرة التهديد لأنقرة في حال لجأت إلى طيرانها، لكن للسياسة ظروفها وطالما أن الحرب على سوريا وفيها هي حرب عالمية وإقليمية تشترك بها الكثير من الدول الإقليمية والدولية، فإن تحالفات كل طرف تفرض بعض الأمور الطارئة، لماذا لم يتم استخدام منصات الدفاع الجوية المتطورة التي حصلت عليها دمشق من موسكو؟

بطبيعة الحال فإن الحليف الروسي لديه مناورة مع التركي وعدم الرد الحالي والسريع على الطائرات التركية لا يعني الصمت، قد يكون الرد تدريجياً، من خلال ترك العدوان التركي يأخذ أبعاده حتى يُصار إلى مجلس الأمن الدولي وقد بدأ الأمر بالفعل.

 استمرار العدوان التركي سيترتب عليه سقوط الكثير من الضحايا المدنيين في عفرين، وهذا أيضاً سيؤلب الرأي العام والمجتمع الدولي، فضلاً عن كونه سيؤكد لدى الأكراد ومؤيدي ما تُسمى بقوات سوريا الديمقراطية أن ميليشيا الحر ليست سوى جماعة عنصرية وعقائدية متشددة ترى بالأكراد ما تراه بمن يخالفونهم عقيدةً دينية أو سياسية.

إضافةً إلى أنهم سيتأكدون من أن وظيفة مليشيا الحر هو أن يكون حزام فصل ومواجهة معهم لحماية التركي، وهذا لوحده سيجعلهم يفكرون بجدوى العودة إلى الحضن السوري في دمشق.

إذ لم تنصرهم أمريكا التي راهنوا عليها، ولا يستطيع أكراد الداخل التركي فعل شيء لهم، والروسي الذي حاول سابقاً معهم لجذبهم إلى طرف الدولة لم يستمعوا له سابقاً، مما يجعلهم وحيدين في معركتهم بعد إصرارهم على كيان خاص بهم.

الفترة المقبلة ستحمل تطورات هامة، ولا يمكن الجزم بأي توقع أو تحليل لما ستؤول إليه الأمور، قد تستمر العملية التركية بالدخول إلى عفرين لتكون معركة تصفية الطرفين لبعضهما الأكراد وعرب تركيا، وقد يتدخل الجيش السوري المشغول على جبهة الشمال في ريفي ادلب وحلب فضلاً عن حماة، قد يعلن مجلس الأمن الدولي قراره، ومن الممكن أن توقع واشنطن صفقة مع أنقرة حيال عفرين ومنبج، كل تلك الأمور ممكنة لكنها محكومة بالمتغيرات اليومية للميدان من جهة ولمواقف الدول ومصالحها من جهة أخرى.

علي مخلوف - عاجل

102-2