ترامب في دافوس بدا كرجل أعمال أكثر منه كسياسي

ترامب في دافوس بدا كرجل أعمال أكثر منه كسياسي
السبت ٢٧ يناير ٢٠١٨ - ١٠:٠٥ بتوقيت غرينتش

لم تشهد جلسة منتدى دافوس الختامية أمس، مواجهة كانت متوقعة بين الأفكار الليبرالية لرجال الأعمال وأرباب العمل، من جهة وأفكار الرئيس الأمريكي المتمثلة بـ"أميركا أولا" من جهة أخرى.

العالم - الاميركيتان

فالرئيس الأمريكي اختار لغة "تصالحية"، مفضلا الغرف من قاموس عالم المال والأعمال، فدعا إلى علاقات تجارية عادلة ومربحة للجميع. وحرص على الإشارة إلى أنه أول رئيس أمريكي قادم من عالم الأعمال، في حين كان أسلافه من السياسيين أو الجنرالات.

وقال ترامب، مخاطبا حشودا من السياسيين ورجال الأعمال أمس الجمعة: "سأطرح دائما شعار أميركا أولا، كما يتعين على قادة البلدان الأخرى أن يضعوا مواطنيهم أولا. لكن أمريكا أولا لا تعني أمريكا وحدها". وأكد أن بلاده ملتزمة بتجارة حرة وعادلة ومتبادلة، لافتا إلى أنه "لا يمكن الحفاظ على تجارة حرة إذا استغلت بعض الدول هذا النظام على حساب غيرها".

واستعرض الرئيس الأمريكي إنجازات إدارته الاقتصادية، وقال: "منذ انتخابي، وبعد سنوات من الركود الاقتصادي، حققت سوق الأسهم مستويات قياسية الواحدة تلو الأخرى، وأضافت سبعة تريليونات" إلى الاقتصاد الأمريكي. وفي محاولته لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى بلاده، قال ترامب: "أنا هنا لتسليم رسالة بسيطة: لا يوجد وقت أنسب من اليوم للتوظيف والبناء والنمو في الولايات المتحدة. بلادنا مفتوحة للأعمال، وأصبحنا منافسين من جديد".

ولم يقتصر خطاب ترامب على الجوانب الاقتصادية، وقال إن إدارته تقود جهودا تاريخية في مجلس الأمن وعبر العالم لممارسة أقصى الضغوط على كوريا الشمالية، كما دعا العالم إلى مواجهة (ما سماه ب) دعم إيران للإرهابيين وعرقلة طريقها لامتلاك السلاح النووي.

كما ادعى ترامب أن قوات التحالف بقيادة واشنطن استعادت 100% تقريبا من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، محذرا من أن "معارك" أخرى ما زال يتعين خوضها "لترسيخ" هذا التقدم.

طرح المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس العام الماضي 2017، سؤالا "من هو السيد ترامب" - الرئيس الجديد للولايات المتحدة؟، وكان على العالم أن ينتظر عاما كاملا من السلوك والسياسات المتخبطة والعشوائية أحيانا ليتلقى في نهاية المنتدى هذا العام جوابا - وهو رجل أعمال يشعر بالراحة والانطلاق والقدرة على التحدث بلغة مشتركة مع مديري الشركات والمؤسسات العالمية، أكثر بكثير من قدرته على فعل ذلك مع السياسيين المحنكين ورجال الدولة والمسؤولين الحكوميين الكبار.

وفي الأيام الأولى من المنتدى، تحدث رؤساء الدول والأعمال عن تفاؤلهم بشأن النمو الاقتصادي الذي بدأ، وعن التكنولوجيات الجديدة، وتطوير سوق النفط، والجرائم السيبرانية المحزنة.

ومع ذلك، فإن اللحظات الأكثر توقعا والأقل أهمية من المنتدى الاقتصادي العالمي كانت وصول وأداء دونالد ترامب، وأصبح وصول الأخير في الواقع إيذانا بانتهاء أعمال للمنتدى.

الحدث لم يقتصر على دافوس وحدها، ففي اليومين الأولين خرج نحو 20 شخصا إلى الشارع الرئيسي في دافوس نفسها مع ملصقات وشعارات مناهضة لترامب وحضوره. وفى يوم الأربعاء خرج مئات الأشخاص إلى شوارع العديد من المدن السويسرية بما في ذلك زيوريخ وجنيف ولوزان معربين عن عدم رضاهم عن سياسة الهجرة التي ينادي بها الرئيس الأمريكي، كما اتهموه بالعنصرية والتحيز الجنسي ورهاب المثلية.

المصدر: روسيا اليوم

208-114