مستشار سابق: الكونغرس لايرغب بالانسحاب من الاتفاق النووي

مستشار سابق: الكونغرس لايرغب بالانسحاب من الاتفاق النووي
الإثنين ٠٥ فبراير ٢٠١٨ - ١٠:١٥ بتوقيت غرينتش

قال المستشار السابق للحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي، إن الكونغرس لم يؤيد بعد فكرة الخروج عن الاتفاق النووي وما زال يقيم مواقف الأوروبيين بشأن إدخال تعديلات على الاتفاق النووي.

العالم ـ إيران

وأضاف «جيمز جورج جترس» خبير العلاقات الدولية والمستشارالسابق للحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي، أن الدول الأوروبية عاجزة عن الوقوف أمام الضغوط الموجهة من جانب حكومة ترامب، معتبراً الأوروبيين في مفترق طريق بسبب عدم قدرتهم على التكهن بما قد يقوم به ترامب من خطوات حيال الاتفاق النووي.

وأكد هذا الخبير على الحضور المكثف والناشط لمعارضي إيران داخل الكونغرس الأميركي، معتقداً بإمكانية تدخل هذه الفئة لصالح تغيير الاتفاق النووي فور موافقة الجانب الأوروبي على الطلب الذي تقدم به ترامب في هذا الشأن مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار الموقف الروسي والصيني.

وبالنسبة لتشكيل لجنة عمل مشتركة تتكون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بجهود من وزير الخارجية الأميركي لدراسة ملف إيران إعتبر جيمز جترس هذه الدول ذات نزعة مختلفة عن نزعة ترامب، وقال: إنها بسبب تخوفها من إية خطوة هجومية غير متكهن بها من جانب الرئيس الأميركي فضلت مسايرته دبلوماسياً لتتمكن من السيطرة على أفعاله وقراراته.. فجُل تخوف هذه الدول يتمثل في تبني الحكومة الأميركية خطوة تماثل الهجوم على العراق واحتلاله.

ورداً على سؤال حول شعوره بأي تغيير في الموقف الأوروبي حيال الاتفاق النووي قال جيمز: إنني شخصياً لم ألحظ تغييراً مباشراً في هذا الشأن، فمازال الاعلام الأميركي يتحدث عن مفاوضات مع الجانب الأوروبي، وما لايجب غض النظر عنه بالنسبة للجانب الأوروبي هو عدم تحلي الدول الأوروبية بأي روح مغامرة وجسارة لاتخاذ قرارات على الصعيد الدولي، فنحن فور ما نبدأ بإطلاق تهديد ضد الأوروبيين تراهم ينهارون ويفقدون تماسكهم.. نعم إننا قادرون على تهديدهم مالياً ونحن المسيطرون تماماً على أجهزتهم الاستخباراتية والعسكرية رغم أنها دول حليفة للولايات المتحدة لكنها تدور في الفلك الأميركي وهي أعلم بهذه الحقيقة.. فقد رأيتم عندما قمنا بالتنصت على رؤساء دولهم كيف لم يبدوا ردة فعل ومروا حيال الموضوع مرور الكرام.

وأضاف: بالنسبة لبريطانيا فهي عادة ما تتحد مع أي رئيس يتولي إدارة الولايات المتحدة، فهي كما كان يقال عنها أيام «توني بلر» الكلب الوفي للولايات المتحدة.. أما بالنسبة لفرنسا وألمانيا فإنهما بسبب علاقاتهما التجارية الواسعة مع إيران تختلفان قليلاً عن بريطانيا، فهما دولتان دخلتا مع إيران في إستثمارات اقتصادية رغم العقوبات التي فرضتها أميركا من جانب واحد ضد إيران.. وفي نهاية المطاف فإن هذه الدول الثلاث سوف لن تقف بوجه الولايات المتحدة بشأن الإتفاق النووي وستكتفي بالسعي إلى تأجيل أي قرار أميركي بهذا الشأن.

وفيما يخص الكونغرس الأميركي رأى هذا الخبير الجمهوري أن: الكونغرس غير راغب في الخروج عن الاتفاق النووي ويفضل إدخال تعديلات على بنوده فحسب وفق مطالب ترامب.. والدليل على ذلك النزعة العسكرية المعادية لإيران لدى معظم الجمهوريين من أعضاء الكونغرس عكس النزعة المستوطنة في أدمغة الديمقراطيين الذين يحاولون الإحتفاظ بالميراث الذي تركه أوباما لهم مكتفين بإدخال تعديلات على الاتفاق النووي دون الخروج عنه رغم ما يحمله البعض من الديمقراطيين من أحقاد ضد إيران وتقاربهم المكثف لإسرائيل والسعودية.

وفي رد له حول سؤال عن سبب عدم اتخاذ الكونغرس الأميركي أية خطوة خلال فرصة الـ60 يوماً من أكتوبر 2017 حيال الاتفاق النووي قال إن نواب الكونغرس آنذاك لم يكونوا واثقين من الموقف الأوروبي حيال الاتفاق، معتقداً بأن إقحام الأوروبيين في موضوع البرنامج الصاروخي الإيراني وتقييم ردة فعلهم حيال ذلك سيعطي الزخم اللازم لأعضاء الكونغرس ليتخذوا الخطوات اللازمة المُدخلة تعديلات على الاتفاق النووي.. فإن وجس منهم الكونغرس ردة فعل إيجابية سيزداد حماساً وإن شعر بمعارضة من جانبهم سيتخوف من عزلة أميركية عالمية وعند مواجهة الحالة الثانية سيفوض أعضاء الكونغرس إتخاذ القرار بهذا الشأن لترامب أي سيرمون الكرة في ملعبه فإما انسحاباً عن المواقف المتشددة إزاء الاتفاق النووي وإما خروجاً كاملاً عنه.

وفيما يخص القرار الروسي والصيني إعتبر جيمزجورج جترس ضرورة إقناع هاتين الدولتين، مضيفاً: هما دولتان موقعتان على الاتفاق النووي.. وخير وسيلة لإقناعهما أو الضغط عليهما هو نجاحنا في إقناع الجانب الأوروبي لمسايرة القرار الأميركي الذي سيُشعر روسيا والصين بالضغط مما سيؤدي نهاية المطاف إلى موافقتهما على إدخال تعديلات على بنود الاتفاق النووي.

هذا وقد نوه جيمزجورج جترس إلى: مدى واسع النطاق من رؤى الرهاب الإيراني المنتشرة في واشنطن والتي باتت تمنع الجميع في الكونغرس من فكرة إبداء معارضة ضد إجراءات ترامب العدائية لإيران.. وإن شاهدتم شيئاً من معارضة للديمقراطيين حيال قرارات ترامب بشأن الاتفاق النووي مع إيران فلا تعتبروها سوى تضاد سياسي محلي مع الرئيس.

تجدر الإشارة إلى أن ترامب مدد خلال شهر يناير هذا العام تعليق العقوبات ضد إيران لأربعة أشهر اُخرى لكنه اعتبرها المرة الأخيرة، مطالباً الكونغرس بإدخال تعديلات على الاتفاق وإن لم يفعل الكونغرس سيخرج بنفسه عن الاتفاق، فيما أعلنت الدول الأوروبية والصين وروسيا حتى اللحظة مساندتها الجادة للاتفاق النووي الحاظي بدعم من مجلس الأمن، محذرة من المساعي الأميركية الرامية إلى نسف هذا الاتفاق.

104-10