الواشنطن بوست تحذر من كارثة بيئية قريبة في العراق

الواشنطن بوست تحذر من كارثة بيئية قريبة في العراق
الثلاثاء ٠٦ فبراير ٢٠١٨ - ٠٣:٣٥ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة واشنطن بوست “Washington Post” الامريكية، اليوم الثلاثاء، تقريرا جديدا حذرت خلاله من استمرار وتعاظم الخطر البيئي المتنامي في مناطق العراق، التي شهدت اكبر عملية تدمير بيئي وصحي متعمد للحياة في العراق، بعد قيام عصابات داعش الارهابية بحرق متعمد لاكثر من 20 بئر نفطي في المنطقة.

العالم - العراق

التقرير الذي، قابل عوائل اطفال من الذين تاثروا بالاخطار الصحية الناتجة عن الكارثة البيئية في الكيارة، ومختصين في الشان البيئي، ممن اكدت الصحيفة عنهم، ان اخطار “التسمم” المتعمد الذي تركه داعش في المنطقة، ترك اثرا دائميا "غير مسبوق" تمخض عنه ارتفاع كبير في اعداد الوفيات بين المواشي، موت الارض الزراعية بالكامل، وتعقيدات صحية لدى الاطفال.

الصحيفة اوضحت ايضا نقلا عن تقرير نشرته الامم المتحدة بين عامي 2016 و2017 ، ان الخطر لم يتوقف عند ذلك الحد، بل تعداه الى تسميم مياه العراق، حيث اشار التقرير الى تسرب النفط الى الماء الجوفي، وانتهائه بنهر دجلة، واضعا بذلك خطر صحي كبير على العراقيين جميعا.

خبراء ومختصون من امثال مدير دائرة صحة الكيارة عبد المنعم طبور، اكدوا للصحيفة ان الخطر الحقيقي لن يتم معرفته الان، بل ستظهر تاثيراته الحقيقية خلال السنوات القادمة، خصوصا وان الحكومة العراقية تضع انقاذ البيئة وتاثيرها على صحة المواطنين في ذيل اولوياتها بالنظر الى تركيزها على اعادة الاعمار واعادة النازحين، على حد قوله، في الوقت الذي اكدت فيه الصحيفة، ان الدراسات الحالية لا يمكن ان تضع صورة واضحة ودقيقة عن حجم التاثير الكارثي للجريمة التي قامت بها عصابات داعش الارهابية على المدى الطويل، وخصوصا وان ما تم طرحه من مواد ملوثة، اعلنتها الامم المتحدة الاكبر في التاريخ.

ياتي هذا في الوقت الذي اكدت فيه الصحيفة، بان جريمة الكيارة، تعد نقطة تحول في تاريخ الحروب حاليا، على الرغم من قلة الاهتمام الذي يولى لها حاليا، مشيرة الى كتاب نشره الباحث والمؤلف الهولندي "ويم زوينغبيرك"، المؤلف المساعد للكتاب المعروف "العيش تحت سماء سوداء"، تحدث فيه عن الكيارة، بانها نوع جديد من اسلحة الدمار الشامل، البيئية.

يذكر بان الخطر البيئي الذي يتوقع ان يكون له تاثيرات خطيرة جدا على مستقبل العراق كبلاد، يعود الى الابار الخمسة والعشرين، التي احرقتها عصابات داعش الارهابية قبل هربها، طرحت فيها اكبر نسبة تلوث بيئي عرفها التاريخ الحديث في العالم.

5