سوريا وحلفاؤها، استراتيجية جديدة لمواجهة أي عدوان

سوريا وحلفاؤها، استراتيجية جديدة لمواجهة أي عدوان
السبت ١٠ فبراير ٢٠١٨ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

تصاعدت لهجة المسؤولين الروس تجاه واشنطن عقب العدوان الأمريكي على القوات الشعبية الموالية للجيش السوري في ريف دير الزور الشمالي، فيما تتصاعد مطالبات المسؤولين الإيرانيين أيضاً لأنقرة بتوقيف عدوانها على الأراضي السورية، وذلك قبيل عقد القمة الثلاثية الروسية التركية الإيرانية المرتقبة في إسطنبول، التي ستناقش آخر التطورات الميدانية والسياسية في سوريا، ولا شك أن العدوانين الأمريكي والتركي سيكونان محور جدول مناقشات هذه القمة.

العالم - مقالات

كانت حدة لهجة المسؤولون الروس عقب العدوان الأمريكي على القوات الموالية للجيش السوري مرتفعة جداً، وجود الأمريكيين في سوريا ليس لقتال "داعش"، وإنما للسيطرة على ثروات سوريا الاقتصادية، والمنطقة الآمنة في محيط معبر التنف تساعد الإرهابيين على إعادة التجمع والقيام بهجمات جديدة، كما أنها تهدف لتقسيم سوريا.

هذه النقاط الأبرز التي جاءت على لسان مسؤولي موسكو، وقبل فترة ليست بقريبة اعتقد الكثيرون أنّ روسيا وأمريكا قد توصلتا إلى تفاهم ضمني حول سوريا رغم أنه كان محض تأويلات بأنهما اتفقتا على تقسيم مناطق النفوذ في سوريا بينهما، لتأتي هذه التصريحات التصعيدية اليوم وعلى ما يبدو أنها نسفت صحة كل تلك التأويلات، بالإضافة إلى التصريحات الإيرانية التي خرجت مؤخراً عن إفشال الحلم الأمريكي بتقسيم سوريا وضرورة وقف العدوان التركي على عفرين.

 وفي هذا السياق قال مصدرٌ سياسي سوري لموقع “العهد” الإخباري إنّ ” الولايات المتحدة الأمريكية أخفقت في إمرار استراتيجيتها التي حاولت فيها إعادة صناعة الإرهاب، فالجيش السوري وحلفاؤه يتقدمان ويضربان مقرات الإرهابيين في مختلف المناطق، ولذلك يأتي عدوان أمريكا على القوات الموالية للجيش السوري في دير الزور في إطار هذه الاستراتيجية الداعمة للإرهاب، وهذا عدوان على الشعب السوري بأكمله وعلى سيادة سوريا ووحدة أراضيها”.

وتطرق المصدر السياسي ذاته خلال حديثه لـ”العهد” إلى القمة الثلاثية المرتقبة في اسطنبول بين روسيا وإيران وتركيا، قائلاً إنّ ” الحكومة السورية على ثقة كاملة بحلفائها لاتخاذ القرارات الكفيلة بمنع تكرار أي عدوان كان كما أن الجيش السوري في جهوزيته التامة للدفاع عن وحدة أراضيه”، مؤكداً أنّ “حلفاء سوريا مستهدَفُون أيضاً من هكذا عدوان، فهم من يقفون إلى جانب سوريا في وجه مخططات أمريكا التقسيمية والداعمة للإرهاب، إذ إن أمريكا تريد إبعاد روسيا وإيران عن سوريا لتواصل مخططاتها التدميرية بأريحية، عكس روسيا وإيران اللتين تدعمان وحدة الشعب السوري وتدافعان عن سيادة سوريا”.

وأشار المصدر السياسي السوري إلى أنّ ” المسؤولين الإيرانيين يصرحون حول الاعتداءات الأمريكية ووجوب طرد أمريكا من كامل الأراضي السورية، وهم في موقفٍ سياسي داعم، فإيران حليفٌ استراتيجي ومعنيّة بكل ما يجري في سوريا حالها حال روسيا، وهما إلى جانب سوريا في مرحلة استراتيجية سيتم فيها مواجهة العدوان الأمريكي ومشروعه التقسيمي في شرق البلاد، كما تمت مواجهة الإرهاب ودحره وتطهير أغلب الأراضي السورية”.

وأكد المصدر ذاته أنّ ” مشروع أمريكا لتقسيم سوريا على أي اعتبارٍ كان طائفيا أوعرقيا أو مذهبيا سيصبح ضرباً من الماضي، وسوريا ستبقى واحدةً موحدة وستتم مواجهة كافة التهديدات الخارجية”.

علي حسن / العهد

109-1