شرارة "الطائرة" بين سوريا و"إسرائيل" هل تشعل فتيل الحرب؟

شرارة
السبت ١٠ فبراير ٢٠١٨ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

"نعم الجميع يقف على حافة الحرب ولكن لا أحد يريدها، فهي ليست خياراً عقلانياً وإنما يندفع لها الجميع اندفاعاً" هذا ملخص ما تحدث به خبراء تعليقًا على تطورات العدوان الصهيوني على سوريا.

العالم - فلسطين

الأحداث المتسارعة جاءت اليوم السبت (10-2) بإعلان "إسرائيل" عن إسقاط "طائرة إيرانية مسيّرة" دخلت أجواءها، ومن ثم قصف مواقع ادعت أنها إيرانية في سوريا، فيما جاء الرد سريعًا من الدفاعات الجوية بسوريا، بإسقاط طائرة حربية "إسرائيلية" من طراز إف-16 وإصابة أحد طياريها بجراح خطرة، في تطورٍ له ما بعده على صعيد المواجهة في المنطقة الساخنة.

خيار الحرب

تطورات الأحداث فرضت عدة تساؤلات كان أبرزها، هل يمكن أن تشعل هذه "الشرارة" فتيل النار وتمتد إلى مواجهة شاملة على الجبهة الشمالية، الأمر الذي أجاب عليه الخبير العسكري واصف عريقات وقال: "رغم أنّ الكل أعلن أنّه لا يريد التصعيد، لكن ذلك يتوقف على عدة عوامل، أبرزها أنّ (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو خاض مغامرة غير محسوبة".

ورأى أنّ الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" غير مهيأة لحربٍ شاملة، مشيرًا إلى أنها لم تتوقع أن يكون هذا الرد من الأراضي السورية مما أوقع نتنياهو في حرجٍ كبير.

ويؤكد المحلل السياسي ساري عرابي، أنّه "لا أحد يقرر الحرب؛ لا إسرائيل تريدها فهي غير مستعدة، ولا سوريا أو إيران تريدها؛ فقد تمكنت الأخيرة من أن تشكل خطرا استراتيجيا يهدد الكيان الصهيوني، بإنشاء مصانع صواريخ على الحدود، ولا تريد أن تذهب في حرب شاملة تفقدها الهيمنة في المنطقة".

مفاجأة الرد

لا ينكر المحللون والمراقبون، أنّ الرد من الأراضي السورية بإسقاط طائرة من طراز "افـ 16" شكّل مفاجأة وصدمة كبيرة في الأوساط "الإسرائيلية" العسكرية والسياسية، حيث كانت الأخيرة تشن غارات هجومية على مواقع سورية دون أن تجابه برد.

وأوضح عريقات وعرابي، أنّ إسقاط الطائرة "الإسرائيلية" شكّل مفاجأة، وتوقعا أنّ تعيد "إسرائيل" قراءة المشهد وطريقة تعاملها مع التحديات الراهنة في المنطقة.

وقفة مختلفة

"إسرائيل تمادت كثيراً في تهديداتها للمنطقة وصولاً إلى إيران، التهديدات والاعتداءات كان لها وقفة مختلفة هذه المرة، خاصة في ظل وجود حلف في سوريا، وهناك غرفة عمليات موحدة تصدر بيانات موحدة" هكذا رأى عريقات تطور الأحداث المختلف اليوم.

ويشير إلى أنّ "إسرائيل" تعيش حالة صدمة، "حيث اعتادت أن ترسل طائراتها دون أن يكون هناك رد، ولكن اليوم موقف جديد، وصفحة جديدة، وفجر جديد، وانقلب السحر على الساحر، فنتنياهو في حالة قلق ويريد أن يتوسط الروس ويسعى للتهدئة".

وقال: "نتنياهو حاول أن يصدر أزماته ولكنه أوقع الجبهة الداخلية وأوقع إسرائيل في معضلة أكبر من الأزمة التي كان يريد تصديرها".

وعقد الكابينت "الإسرائيلي" اجتماعًا مغلقا عقب إسقاط الطائرة، فيما أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لشن غارات على سوريا، قبل أن يعلن الجيش "الإسرائيلي" استهداف 12 هدفًا منها 3 بطاريات دفاع جوي سورية و 4 أهداف تابعة لإيران، وفق زعمه، على وقع إرسال تعزيزات صهيونية شمال فلسطين المحتلة.

المحلل عرابي، من جهته يؤكد أنّ ما حدث اليوم كان متوقعاً منذ فترة طويلة، ويضيف: "الكيان الصهيوني متضايق جداً من وجود إيران على حدوده، حيث إنّ العداء بين إيران وإسرائيل استراتيجي في المنطقة".

ويرى أنّ المنطقة برمتها تقف الآن على حافة الحرب، "فالحرب ليست خياراً عقلانياً، فالدول لا تريده، ولكن قد تندفع إليها اندفاعاً لمصالحها".

* المركز الفلسطيني للاعلام

108-104