حركة أمل تحيي الذكرى 39 لانتصار الثورة الاسلامية + فيديو

الأحد ١١ فبراير ٢٠١٨ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

أحيت حركة "أمل" الذكرى 39 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، خلال احتفال أقيم في قاعة الاحتفالات في مجمع نبيه بري الثقافي في منطقه المصيلح في جنوب لبنان في حضور السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي، وعدد من النواب، وممثلين لحركة "حماس" وحركة فتح  و"الجهاد الاسلامي" والتنظيم الشعبي الناصري وفاعليات المنطقة وحشود شعبية.

وألقى عضو هيئة الرئاسة في الحركة خليل حمدان كلمة نقل في مستهلها تحيات الرئيس نبيه بري وقيادة الحركة وقال: "في هذه الذكرى وما تحمل من معان فيها العطاء والفداء، فيها تضحيات وعذابات، فيها صرخة المعذبين والمستضعفين في وجه الشاه الطاغية، ليس غريبا على الحركة أن تحيي هذه المناسبة لأن الثورة الإسلامية الإيرانية كانت تشكل هما من هموم الإمام المغيب السيد موسى الصدر متابعا مع الإمام الخميني ومنسقا مع الثوار، شهدناهم في مؤسسة جبل عامل المهنية وفي البقاع وبيروت. والشهيد شمران، حمزة العصر، كلمة سر الإمام الصدر والعلامة الفارقة في أمل في لبنان يختصر الحكاية، واكد لن تكون ذكرى بل هي الذاكرة المفتوحة على الوفاء والجهاد والفداء ومحاربة الطغيان والعدوان والإرهاب التكفيري، هي مناسبة نستحضر فيها من دشنوا وأرسوا وتظهرت الصورة على أيديهم إيذانا بغد مشرق وواعد".

وأضاف: "جاء زمن الثورة الإسلامية الإيرانية ليحدث زلزالا مدويا لا زال العالم أجمع يعيش تردداته، وشكل تحولا عنوانه العالم ما قبل انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية والعالم ما بعدها لتنقلب الموازين في ساحة الصراع بتصويب البوصلة باتجاه فلسطين ونصرة المستضعفين في العالم، وهل من رمزية أوضح من نزع العلم الصهيوني في طهران ليرتفع مكانه العلم الفلسطيني؟"

وعن الحملة التي تتعرض لها الجمهورية الاسلامية في ايران والمقاومة قال: "الذين يشهرون العداء لإيران ويعملون على محاصرتها وصولا لإقصائها عن دورها في عملية الصراع مع العدو الصهيوني، هؤلاء لم يتخذوا مواقفهم بمرور الزمن أو بناء على مواقف مستجدة لأنماطهم بل كانوا ضد الثورة قبل أن تنتصر، هؤلاء كانوا على علاقة وطيدة مع إيران الشاه بما يحمل، وهم ضد الثورة الإسلامية اليوم بما تمثل، فالموضوع موضوع حرية وتحرر، موضوع مقدسات يقابلها ضمان العروش ولو على حساب القضايا المقدسة برمتها".

وأضاف: "نعم ها هي فلسطين تستغيث وهناك صمت عربي شبه كامل، وكأن الصراع مع العدو في كوكب آخر، أطفال فلسطين يستغيثون، المرضى يستغيثون، الحصار قاتل، سمعتم وسمعنا كيف أن المستشفيات في غزة عاجزة عن تأمين أبسط الخدمات الطبية مما يرفع نسبة الوفيات لأسباب بسيطة".

وعن الموقف العربي من قضية فلسطين قال: "السكوت العربي المشبوه عن جرائم إسرائيل يغري هذا العدو بمزيد من الاعتداءات على أهلنا في فلسطين، أين هي المواقف من تصاعد المؤامرة على فلسطين والشعب الفلسطيني والأمة جمعاء؟ أين هي المواقف الجذرية والواضحة من قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس الشريف؟ ماذا عن قانون المؤذن القاضي بتجريم من يرفع كلمة الله اكبر؟ أين المواقف في التقسيم الزماني والمكاني للقدس الشريف؟ أين هي المواقف من اعتقال الأطفال والنساء والشيوخ وعشرات آلاف المعتقلين والمعذبين في فلسطين؟"

وتابع: "الموقف العربي لامس الشلل وترنح حتى فقدان الذاكرة. إن فلسطين هي المكون الجمعي للعرب والمسلمين في العالم وبدون هذه القضية يفقد الجميع مبرر وجودهم العسكري والمالي والثقافي والسياسي، ولكن بئس الزمن الذي تعتقل فيه الطفلة عهد التميمي وتضج السجون بالمعتقلين، ونجد أن هناك زيارات متبادلة سرية وعلنية من العدو الصهيوني وتنسيقا أمنيا وعسكريا هنا وهناك".

وقال حمدان: "نرى أن الهجمة على المقاومة ليست على سبيل الصدفة ولأسباب بسيطة، نعم كل من يقول بالمقاومة مستهدف، دولة، حركة، حزب، جمعية خيرية، شاعر، أديب، متمول، يشددون عليهم الخناق وهم قيد الملاحقة. لذلك تحاصر إيران وتسخر فضائيات تحت طائلة تسعير النبرة الطائفية والمذهبية، لذلك شنت حرب عالمية على سوريا وعلى جيشها وقيادتها ولا زالت هذه الحملة مستمرة بتدخل أميركي - صهيوني سافر لإطالة أمد الأزمة عقابا لجيشها الذي يحمل عقيدة قتالية باتجاه تحرير المقدسات ورفض التنازلات عقابا لسوريا على دورها في دعم المقاومة، وإسهامها في إسقاط اتفاق 17 أيار، لذلك أشعلوا العراق الجريح بدفعات من الهجمات الإرهابية المدعومة دوليا والمنسقة صهيونيا، وكذلك اليمن وحرب الإبادة على أهله. لذلك تحاصر المقاومة في لبنان والجيش اللبناني، إن المرحلة العصيبة تتطلب المواقف الصادقة والشجاعة، وأن تكون ردود الفعل بمستوى التحديات، هناك صناع النصر وهناك صناع الهزيمة في طهران تحضر قضية فلسطين وفي العديد من الدول العربية يتم التآمر على فلسطين. نعم نحيي المواقف الجريئة لكل مقاوم، لكل سياسي، نحتاج إلى مواقف جريئة كالموقف الذي اتخذه الرئيس نبيه بري في مؤتمر دعم فلسطين في طهران في شباط 2017، ودعا فيه جميع الدول العربية والإسلامية والحرة لأن تقطع علاقاتها وتسحب سفرائها من الولايات المتحدة الأميركية إذا تم اتخاذ قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس وهذا قبل قرار ترامب، ولكن هيهات وأنت تبحث عن إبرة في كومة قش، إنها الحالة التي تدعو إلى الأسف ولا تدعو إلى اليأس، فلا زال الرهان على الشعوب وعلى الدول المناهضة للعدوان والاحتلال الصهيوني ويبقى قول الإمام الصدر حاضرا بأن شرف القدس يأبى أن تتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء".

وعن التهديدات الاسرائيلية للبنان والانتخابات النيابية قال: "نحن في لبنان لا زلنا تحت تصويب المؤامرة، والتهديدات الصهيونية تتصاعد من وزير الأمن الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ومحاولات منع لبنان من الاستفادة من ثرواته النفطية في البلوك رقم 9، إلى إقامة الجدار على حدودنا بدءا من الناقورة، وكذلك ما سبقها من تهديدات بتحويل لبنان إلى العصور الوسطى، كل ذلك لن يثنينا عن التمسك بحقنا، بجيشنا، بمقاومتنا بشعبنا بوحدتنا، وكما قال الرئيس نبيه بري، إننا لن نسمح بأن تسلبنا إسرائيل بعدوانها قطرة ماء أو نفط واحدة من مياهنا الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة. وتابع : لن نسمح بتعديل حدود لبنان مع فلسطين المحتلة بشبر واحد من الناقورة إلى مزارع شبعا، وحسنا فعل المجلس الأعلى للدفاع باتخاذه القرار المناسب. أجل نحن بحاجة إلى جرعة إضافية من التضامن الداخلي لمواجهة كل التهديدات المتصاعدة وكذلك لإجراء الانتخابات النيابية التي ستجرى في الموعد المحدد تحت سقف الديموقرطية وإتاحة الفرصة بشكل متكافىء للمرشح والناخب، وحركة أمل ستخوض هذه الانتخابات بالتحالف والتضامن مع الإخوة في "حزب الله" في جميع المناطق ومع الوطنية التي تنسجم مع أهدافنا وتطلعاتنا".

كما ألقى السفير الايراني فتحعلي كلمة قال فيها: "أتوجه بالشكر والتقدير للاخوة في قيادة الحركة، في طليعتهم الرئيس نبيه بري رئيس حركة المحرومين، افواج المقاومة اللبنانية "أمل" لاحيائهم الذكرى 39 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران التي، في ظل القيادة الرشيدة للامام السيد علي الخامنئي وعبر السياسات الحكيمة التي انتهجتها لاسيما في السنوات الاخيرة، لم يقتصر دورها على تعميم الفكر الاسلامي الاصيل وتقوية الثقة بالنفس لدى شعوب المنطقة واستنهاضها، بل استطاعت ان تخطو خطوات هامة باتجاه التنمية والتطور في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية".

وختم: "العالم الاسلامي في حاجة الى تضافر الجهود ووحدة صف المسلمين جميعا ونحن جميعا مكلفون ان نقف ونصمد ونواجه كل المؤمرات التي تحاك ضد امتنا، فوحدة الصف والكلمة والتعاون هو رمز الانتصار هكذا علمنا الامام الخميني والامام الصدر والقائد الشهيد مصطفى شمران وغيرهم من رجالات امتنا العظماء، الذين نعتز بهم ونعترف بفضلهم علينا في هذه الايام التي نعيش فيها عز الانتصار والكرامة امام العدو الصهيوني وحماته المستكبرين وادواته التكفيرية".