بن سلمان يرفض إجراء لقاءات تلفزيونية مع الصحافة الأجنبية الا بهذه الشروط !

بن سلمان يرفض إجراء لقاءات تلفزيونية مع الصحافة الأجنبية الا بهذه الشروط !
الإثنين ١٢ فبراير ٢٠١٨ - ٠١:٤٥ بتوقيت غرينتش

كشف الضابط في جهاز الأمن الإماراتي وصاحب حساب “بدون ظل” الغير موثق على موقع التدوين المصغر “تويتر” بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قرر عدم إجراء أي حوار تلفزيوني مع قنوات أجنبية على الهواء مباشرة خشية من توجيه أسئلة محرجة.

العالم - السعودية

وقال “بدون ظل” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر”:” بعد الاخذ بنصائح مستشاريه قرر الامير محمد بن سلمان بعدم اجراء مقابلات متلفزه مع محطات أمريكية الا بشرط ان تكون مسجله وليست بث مباشر مع معرفة الأسئلة الموجهة اليه مسبقا خشية ان توجه له أسئلة محرجه عن فشل حرب اليمن وقتل المدنيين بالخطأ وعن عمليات الاعتقال خارج نطاق القانون”.

يأتي هذا في وقت حذرت فيه صحيفة “الإندبندنت” البريطانية من السياسات التي ينتهجها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مؤكدة بأن إجراءاته ضد قطر ولبنان لم تؤت ثمارها، في حين وصفت ما يجري باليمن “فيتنام جديدة”.

وقالت الصحيفة نقلا مصادر دبلوماسية غربية، أن بن سلمان مشهود له بالتهور. وسياسته في منطقة الشرق الأوسط حتى الآن تراوحت بين مواقف “محرجة” وعواقب “وخيمة”.

واكدت أن محاولاته للتأثير في الأحداث في كل من لبنان ودولة قطر جاءت في معظمها بنتائج عكسية، وإن تورطه في الحرب باليمن بلغ من الجمود بمكان حتى بدأ يُشار إليها على أنها فيتنام السعودية.

ورغم أن الصحيفة أشارت إلى أن الشباب السعودي يرى في اعتلاء ابن سلمان السريع سدة السلطة مؤشرا على أن الأمور في البلاد تسير نحو التغيير، فإنها اعتبرت أن كل أفراد المجتمع ليسوا على استعداد لتقبل التحول الاجتماعي.

وذكرت الصحيفة في تقرير لمراسلتها من الرياض أن السعودية تمر حاليا بـ“ثورة” لم تشهد لها مثيلا من قبل، وأنها تقف على أعتاب مرحلة “تغيير فعلي”، مشيرة إلى أن ولي العهد عمد إلى تهميش أفراد العائلة المالكة الذين قد يشكلون “كتلة معارضة” ضده.

على أن الإصلاحات المنشودة التي تُنفذ بأسرع مما كان متخيلا قبل سنوات قليلة، لا تمتد لتطال حرية التعبير والتجمعات والتطبيق المفرط لعقوبة الإعدام. كما أنها لم تحدث تغييرا ذا بال في نظام “المُحْرِم” الذي زعمت الصحيفة أنه يجعل النساء “مواطنات من الدرجة الثانية”.

وبإحكام قبضته على السلطة داخليا، فإن ابن سلمان يتطلع إلى تحقيق رؤية المملكة في إبعاد الشرق الأوسط من “الغريم الإقليمي” إيران. ولعل هذا الموقف تجاه إيران هو ما جعل واشنطن في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقف إلى جانب الرياض في اعتبار أن إيران “شر أكيد” ينبغي على العالم التصدي له.

ورغم أن الولايات المتحدة والسعودية لم تكونا يوما بهذا الاصطفاف والتناغم في العلاقة الشخصية والخطاب السياسي -على حد تعبير دانيال بايمان الباحث بمركز سياسات الشرق الأوسط في واشنطن- فإن محمد بن سلمان لم يكتسب لقب “أخطر رجل في العالم” من فراغ، كما تقول الصحيفة البريطانية.

ونقلت إندبندنت عن الناشط والباحث اليمني فارع المسلمي القول إنه “لا يمكنك أن تبيع بكل وقاحة أسلحة لتأجيج جذوة الحرب اليمنية. ولا يهم كثيرا ما يفعله السعوديون لتجميل صورتهم، فاليمن لا يزال صورة قبيحة هم مسؤولون جزئيا عنها”.

ومضت صحيفة إندبندنت إلى وصف إستراتيجية ابن سلمان في الداخل السعودي بالجريئة، لكنها “كشأن مغامراته الخارجية غير مضمونة النجاح”.

وأوضحت أن المواطن السعودي العادي يعاني من تقليص الدعم عن الوقود والبطالة المرتفعة، وكلاهما عاملان أفضيا إلى انتفاضات وحروب في أماكن أخرى من المنطقة.

وتمضي الصحيفة في القول إن السعودية تقف الآن على أعتاب مرحلة “تغيير فعلي”، بيد أنه تغيير ينذر بعدم استقرار.

وختمت تقريرها “فلننتظر لنرى ما إذا كان ولي العهد الجديد قادرا على السيطرة على الكم الهائل من القوى التي أطلق لها العنان داخليا وخارجيا”.

106-