بلدة سورية تضع الحليفتين أمريكا و تركيا على خط المواجهة !

بلدة سورية تضع الحليفتين أمريكا و تركيا على خط المواجهة !
الثلاثاء ١٣ فبراير ٢٠١٨ - ٠٥:٠٢ بتوقيت غرينتش

وضع نزاع بين تركيا والولايات المتحدة بشأن السيطرة على بلدة بشمال سوريا البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي على خط مواجهة، الأمر الذي أدي إلى تفاقم خلاف دبلوماسي بينهما قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لتركيا.

العالم - سوريا

وتواجه محادثات هذا الأسبوع صعوبة بالفعل بسبب الخلافات حول الحملة التي يشنها الرئيس رجب طيب إردوغان منذ محاولة الانقلاب في 2016 واحتجاز مواطنين أمريكيين وموظفين في القنصلية الأمريكية ومحاكمة مسؤول تنفيذي مصرفي تركي لمساعدة إيران في التحايل على العقوبات الأمريكية. وأدى النزاع بشأن سوريا إلى زيادة صعوبة هذه المحادثات.

وأقامت القوات التركية والأمريكية، التي انتشرت كل منها بجانب مقاتلين محليين، مناطق نفوذ على حدود سوريا الشمالية. وفي تحرك أثار غضب أنقرة تحالفت الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية، وهي فصيل تقول تركيا إن قادته يشرفون على التمرد في أراضيها الجنوبية الشرقية.

ووصل النزاع إلى مرحلة المواجهة حول بلدة منبج السورية حيث هددت تركيا بطرد قوات سوريا الديمقراطية وحذرت الولايات المتحدة، التي لها قوات هناك، من التدخل.

وقال إردوغان الشهر الماضي قبل أيام من شن هجوم عسكري ضد وحدات حماية الشعب في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا ”هذا ما يجب أن نقوله لجميع حلفائنا… لا تقفوا بيننا وبين المنظمات الإرهابية وإلا فلن نكون مسؤولين عن عواقب غير مرغوب فيها“.

وأضاف أن تركيا ستحول اهتمامها إلى منبج على بعد نحو 100 كيلومتر شرقي عفرين في أقرب وقت ممكن.

لكن واشنطن تقول إنها لا تعتزم سحب جنودها من منبج، وزار اثنان من القادة الأمريكيين المدينة الأسبوع الماضي لتعزيز هذه الرسالة.

كما حذرت من أن الهجوم الجوي والبري الذي تشنه تركيا في عفرين قد يؤدي إلى تفاقم أزمة إنسانية في سوريا وزعزعة إحدى المناطق القليلة في البلاد التي ظلت مستقرة خلال سبع سنوات من الحرب الأهلية.

وفي تقييم صريح وإن كان ربما مخففا بعض الشيء لزيارة تيلرسون قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تتوقع ”محادثات صعبة“ في أنقرة.

وبالنسبة لتركيا وضع النزاع العلاقات مع الولايات المتحدة على شفا الانهيار.

وقال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو يوم الاثنين ”سنناقش هذه القضايا خلال زيارة تيلرسون. علاقاتنا تمر بمرحلة حرجة للغاية… إما سنحسن علاقاتنا أو ستتدهور تماما“.

* ”بادرة عسكرية خرقاء“

مع تصاعد حدة الخلاف بين واشنطن وأنقرة، قامت تركيا ببناء جسور مع القوتين المنافستين روسيا وإيران، رغم أن دعمهما ساعد في ترجيح كفة الرئيس السوري بشار الأسد في المعركة بينما لا تزال تركيا تدعم مقاتلي المعارضة الذين يريدون الإطاحة به.

واتفقت الدول الثلاث على خطة لم تؤت ثمارها حتى الآن لخفض القتال بين الجيش السوري الذي تدعمه القوات الجوية الروسية والفصائل المدعومة من إيران والمقاتلين الجهاديين ومقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا.

وتقول تركيا إنها نالت موافقة من روسيا التي تسيطر على معظم المجال الجوي في غرب سوريا لشن عملية عفرين.

102-104